أكدت مصادر ملاحية فى ميناء القاهرة الجوى أن عدد المصريين العائدين من الجزائر منذ اندلاع الأحداث المؤسفة من اعتداءات على الشركات المصرية والعاملين بها، بلغ نحو ثلاثة آلاف مصرى، عادوا على خطوط طيران مختلفة، منها مصر للطيران والتونسية والإيطالية والجزائرية والفرنسية. وأشارت المصادر إلى أن مصر للطيران نظمت أمس الأول رحلة إضافية لأول مرة للجزائر، حيث عاد على متنها 196 مصرياً، موضحة أن العاملين المصريين المقيمين فى الجزائر مازالوا يتدفقون على مطار القاهرة الدولى. وقالت المصادر: «هناك انخفاض كبير فى الحركة بين القاهرة إلى الجزائر، حيث لا تتجاوز نسبة المصريين المتوجهين إلى العاصمة الجزائرية 1٪، بينما لم تتأثر حركة سفر الجزائريين من مصر إلى الجزائر، فيما انخفضت حركة الجزائرين القادمين إلى القاهرة لأدنى حد، حيث تصل بعض الرحلات وعلى متنها جزائرى راكب واحد فقط. وأكدت المصادر أنه رغم انخفاض الحركة من القاهرة إلى الجزائر، مازالت الخطوط الجزائرية تنظم رحلاتها المعتادة المقدرة ب4 رحلات، ومصر للطيران 6 رحلات اعتماداً على امتلاء الطائرات فى رحلات العودة. ونفت المصادر الملاحية ما تردد من شائعات حول وصول جثامين لمصريين من الجزائروالخرطوم، مؤكدة أنه لم يصل سوى جثمان واحد فقط لعامل مصرى توفى فى الجزائر لأسباب صحية بعيدة تماماً عن الأحداث التى جرت مؤخراً بالجزائر. على جانب آخر، أكد بعض العائدين من الجزائر استقرار الأوضاع هناك وتوفير الحماية الكافية فى الأماكن التى تم تخصيصها للمصريين سواء فى المراكز الرئيسية للشركات أو المعسكرات التى تمت إحاطتها برجال الأمن، لضمان عدم وجود أى محاولات للاعتداء عليهم فى الأيام السابقة. وأشاروا إلى أن العديد من زملائهم الجزائريين الذين يعملون معهم بتلك الشركات وقاطعوهم على أثر الشائعات التى اندلعت بوجود قتلى جزائريين فى القاهرة، اعتذروا لهم عما بدر منهم خلال الأحداث بعدما اكتشفوا الخطأ، وأن ما نشر مجرد أكاذيب بالصحف الجزائرية. على الصعيد الرسمى، أعلن مستشار الرئيس السودانى مصطفى عثمان إسماعيل، أن الخرطوم اقترحت التوسط بين مصر والجزائر لحل الأزمة التى نشبت بين البلدين، على خلفية أحداث العنف الجزائرى ضد الجماهير المصرية، التى أعقبت مباراة كرة القدم التى جمعت منتخبى البلدين فى السودان فى الجولة النهائية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2010. وتحدث إسماعيل عن خطة من «ثلاث مراحل» لوأد التوتر، تتمثل مرحلتها الأولى - حسب تصريحات أدلى بها أمس لوكالة رويترز للأنباء - فى تهدئة وسائل الإعلام، والثانية فى تقييم خسائر الطرفين، والثالثة فى تسديد هذه الخسائر ثم إعادة الأوضاع لما كانت عليه بين البلدين. من جانب آخر، قال وزير الخارجية الجزائرى مراد مدلسى، تعليقاً على تداعيات الأزمة بين البلدين: «من الضرورى أن يتم تقييم الأوضاع المؤلمة بصفة جيدة لنبنى على أساسها آفاقاً أفضل».