«المصرى اليوم» فى «مملكة التسول»: تدريبات مكثفة ل«الشحاتين» فى شقة بالأزبكية

انتقلت «المصرى اليوم» إلى منزل المتهم الرئيسى فى قضية «مملكة التسول»، التى كشفت عنها مباحث القاهرة، مساء أمس الأول، الذى كان مقراً لأفراد شبكة التسول فى 21 شارع «كلوت بك»، فى حى الأزبكية، وتبين أنه منزل متهالك مكون من شقة واحدة بها 6 غرف كبيرة، استأجرها زعيم العصابة من صاحب المنزل أحمد إبراهيم «55 سنة» منذ 6 شهور مقابل إيجار شهرى قيمته 450 جنيهاً، وامتنع عن دفع الإيجار منذ 3 شهور، بحجة مروره بضائقة مالية.
قال شهود عيان من الشارع إنهم شعروا بتحركات المتهمين وخروجهم فى الصباح مرتدين ملابس سوداء متهالكة، وأن أحد أصحاب المحال تتبع أحدهم واكتشف الأمر فأبلغ رجال المباحث بالتفاصيل.
كانت معلومات وردت إلى إدارة الأحداث بالقاهرة تفيد بقيام فكرى إبراهيم السيد «45 سنة» وهو عاطل سبقت إدانته فى 6 قضايا، وزوجته فاطمة عبدالوهاب إسماعيل «53 سنة» «ربة منزل»، بتشكيل عصابة للتسول، تضم 21 سيدة ورجلاً و6 أطفال، بعضهم مصاب بعاهات مستديمة.
ويتولى فكرى توزيعهم على الأماكن المختلفة بعد إمدادهم ب«كراسى متحركة» وبعض المتعلقات التى يستخدمها المتسولون، بالإضافة إلى تلقينهم بعض العبارات التى تستدر عواطف ومشاعر المارة لاستجدائهم لمنحهم مساعدات.
كشفت تحقيقات نيابة حوادث شمال القاهرة، بإشراف المستشار عمرو قنديل، المحامى العام الأول، عن أن المتهم الرئيسى فى القضية، اعتاد التوجه إلى أحد مكاتب البريد، صباح كل يوم، ليودع إيراد التسول الذى جناه أفراد شبكته فى اليوم السابق، الذى يتراوح بين 2000 و2700 جنيه.
وبينت التحقيقات أن المتهم كان يحرص على تغيير مكتب البريد كل فترة، حتى لا يشك الموظفون فى أمره، وأنه بدأ نشاطه معتمداً على نفسه حتى تعرف على المتهمة الثانية وقرر الزواج بها ليتمكنا من تكوين عصابة التسول، التى استغرق 4 سنوات فى جمع أفرادها من الشوارع والحدائق ومن أسفل الكبارى.
وأضافت التحريات، التى قادها العميد إسماعيل طه، مدير إدارة شرطة الأحداث بالقاهرة، بإشراف اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، أن كل فرد فى العصابة يجمع قرابة 500 جنيه يومياً، ويعودون فى نهاية اليوم إلى منزل زعيمهم لتسليمه إيراد التسول، مقابل إطعامهم وإيوائهم فى منزله، وراتب شهرى يتراوح بين ألف و1500 جنيه.
وكشفت التحقيقات أن المتهم الرئيسى اعتاد أن يلقن أفراد عصابته دروساً فى التسول وترديد عبارات تستدر عطف المارة فى الشوارع، ثم يوزعهم صباح كل يوم على المناطق المختلفة، مع الحرص على تغييرها حتى لا يحفظ المارة وجوههم.
بعد استصدار إذن من النيابة العامة ألقى رجال المباحث القبض على المتهمين داخل منزل المتهم الرئيسى، وتبين أن الأطفال هم أبناء المتهمين، ومن بينهم رضيعة عمرها 3 شهور، ابنة زعيمى العصابة، وعثر على إيصالات الإيداع فى مكاتب البريد.