جاء التعديل الوزارى الجديد بالدكتور أحمد زكى بدر، رئيس جامعة عين شمس السابق وزيرا للتربية والتعليم، ليؤكد ما تردد منذ فترة عن وعده بمنصب وزارى، بدأ الرجل فى الاستعداد له حتى إن مصادر من داخل مكتبه، أكدت أنه كان قد جمع أغراضه قبل الإعلان عن توليه منصب وزير التربية والتعليم بفترة وتحديدا منذ قدم المهندس محمد منصور استقالته من وزارة النقل. ولأن الرجل هو ابن زكى بدر وزير الداخلية الأسبق، المعروف بعلاقته القوية بالرئيس مبارك حيث كان زميلا له فى مرحلة التعليم الثانوي، وكان يحبه الرئيس على الرغم من تجاوزاته التى اشتهر بها، فقد كان وعد ابنه بمنصب كبير مبررا لدى البعض، ويرى الدكتور والمؤرخ محمد الجوادى أن احتمالات وجود ذلك الوعد كبيرة، خاصة أن الدكتور أحمد زكى بدر له من الكفاءة العلمية والخبرة الثقافية ما يدعم توليه ذلك المنصب عند الرئيس أو غيره. وأوضح الجوادى أن الوزير الحالى كان تلميذا للدكتور ابراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق وأن الدميرى ترك لبدر منصبه فى أكاديمية أخبار اليوم عندما تولى الأول رئاسة جامعة عين شمس، ثم عين بدر من بعده رئيسا للجامعة، فكان المتوقع أن يتولى وزارة النقل بعد استقالة منصور وبقاء المنصب شاغرا لفترة. وعن طبيعة الدكتور بدر الحادة والتى قد تصل إلى حد العنف فى بعض المواقف، وأحيانا تتطور إلى العراك بالأيدي، وهو ما اشتهر به خلال فترة توليه رئاسة الجامعة، قال الجوادى: «ربما تعبر تلك المواقف عن طريقة تعامل الرجل المنضبط مع المجتمع المتسيب»، مشيرا إلى أن ما يتردد حول بدر ووراثته لحس والده الأمنى ولسانه اللاذع، غير دقيق، وأضاف: زكى بدر كان أول وزير داخلية ينتمى لما يسمى أصحاب الياقات الزرقاء الذين يتعاملون مع المجرمين فى السجون، ولذلك كان مختلفا عن أصحاب الياقات البيضاء الذين يجيدون الحديث وفنون العلاقات، أما ابنه فهو مثقف ومنضبط وربما يكون ذلك وراء صداماته المتعددة. تولى الدكتور أحمد زكى بدر عدة مناصب بعد حصوله على الدكتوراه فى الهندسة من الخارج عام 1997، عين رائدا لاتحاد طلاب كلية الهندسة لمدة ثلاث سنوات، وصفت الجامعة خلالها بأنها وقعت تحت السيطرة الأمنية، تولى بعدها رئاسة أكاديمية أخبار اليوم فى 6 أكتوبر لمدة ثلاث سنوات بعدها عين نائب رئيس جامعة عين شمس، وأعقب ذلك أحداث العنف الشهيرة التى شهدتها الجامعة بدخول مجموعة من البلطجية إلى الجامعة وإثارة الشغب فيها، وبعد أقل من ستة اشهر فى أغسطس 2007عين رئيساً للجامعة. بعض ممن عاصروه أكدوا تأثر بدر بوالده وبالحس الأمنى فى معالجة الأمور وطريقة تعامله مع الطلبة داخل الحرم الجامعى، حتى إن عدد من الطلبة نشروا على مواقع الإنترنت أن الدكتور أحمد الذى يفخر بكونه ابن وزير الداخلية الشهير، قائلا فى أحد البرامج التليفزيونية «أنا ابن زكى بدر ولو كره الكارهون»، حوّل الجامعة إلى مقر أمنى واعتبر نفسه مسؤولا أمنياً وليس أستاذا جامعيا.