المشهد نهار داخلى فى قاعة واسعة فخيمة هامة مهمة متدرجة مليئة بالأشخاص الجالسين هنا وهناك.. وإذا بواحد منهم يقترب من آخر جالس فى مكانه: «لو سمحت ده مكانى».. الثانى بتعجب: «مالقاعة واسعة قدامك! اقعد فى أى مكان تانى!».. الأول: «لأ بقى! هو بقى المكان ده بالذات اللى هأقعد فيه».. الثانى بغيظ: «طب أنا بقى مش قايم وورينى هتعمل إيه!» الأول: «هاعمل ايه! دانا هاطلع (....) اللى خلفوك»..الثانى ينادى على كبيرهم الجالس على المنصة بعيدا: «شايف يا كبير ؟! بيقول هيطلع (... ) أبويا، يصح الكلام ده فى مكان محترم؟!»... الكبير بدماثة: «و بعدين يا أولاد.. العبوا بشويش من غير دوشة».. وفجأة يصيح ثالث على الكبير: «الحق يا كبير! اللى ورايا رمى قشرة اللب على قفايا!».. اللى وراه: «يعنى إيه على قفاك إذا كنت أنا قاصدها جوه ودنك؟ انت قصدك إنى مش باعرف أنشن؟ . -«أيوه مابتعرفش تنشن وجت على قفايا»..- «لأ فى ودنك».. «- طب أهو بتاع اللب جاى ناحيتنا أهو وشاف كل حاجة» وينادى: «يا بتاع اللب يابتاع اللب».. بتاع اللب يشعر بالأزمة فيحاول أن يبتعد عنهما وهو يحمل مقلته الصغيرة بين يديه فيدير لهما ظهره مصيحا بين الحضور: «أيوه معانا اللب..معانا السودانى السخن»..الكبير: «وبعدين معاكم ياولاد قلنا العبوا من غير دوشة، ياللا كل واحد فيكم يقول للتانى سورى».. وفجأة إذا بفردة حذاء تخترق سماء القاعة وتمر فوق الرؤوس وتستقر أسفل المنصة.. فينظر إليها الكبير من أعلى المنصة ويسأل بهدوء ودماثة: «ده مين ده اللى جزمته وقعت منه هنا ياولاد؟ مش قلنا محدش ينسى حاجة وراه؟».. فيرد الأول بانفعال: «دى قلة أدب ياكبير، سيبنى عليهم وأنا هاعرف لك مين اللى حدفها وهأطلع (....) اللى جابوه».. الكبير بنفاد صبر: «وبعدين معاك بقى؟ انت هتطلع (....) مين واللا مين؟ مش قلنا بلاش الألفاظ دى هنا؟ أنا كده هابعت أجيب ولى أمرك أنا سمعت إنه بقى على أخره منك».. وفجأة يعلو الصياح ويسود الهرج والمرج وإذا باثنين من الحضور متشابكين بالأيدى وحولهما مجموعة من الحضور تحاول الفض بينهما.. فيصيح الكبير بانفعال: «ايه اللى بيحصل هناك ده؟ إيه اللى بيحصل هناك انت وهو؟».. أحد المتشابكين: «يا كبير طول ما هو قاعد بيتمنظر عليا وبيرقص لى شنبه».. المتشابك الثانى: «أنا برضه! ده هو يا كبير اللى طول ما هو قاعد بيتنطط عليا وبيلعب لى حواجبه».. الكبير مستشيطاً غضبا: «هى حصلت للشنب والحواجب!.. كله الا كده.. تسبوا ال(....) وقلنا مش قصده، تحدفوا أحذية وقلنا ما يجراش حاجة، ترموا قشر اللب على بعض برضه ماشى لكن لحد الشنب والحواجب لأ وألف لأ.. الجميع قيام»... فيقف الجميع.. الكبير: «كل واحد يروح يقف جنب الحائط».. تتفرق التجمعات ويذهب كل ليقف بجوار الحائط.. الكبير منفعلا: «ودلوقت وشكم فى الحيط وايدكم الاتنين فوق لآخر اليوم.. وبكرة كل واحد فيكم ييجى ومعاه ولى أمره».. ثم يمسك بايد الهون التى أمامه ويدق بها دقة على المنصة: «رُفعت الجلسة». قطع.