بوادر أزمة دبلوماسية بين إيران والسعودية

اتخذت الأزمة السياسية فى إيران بعداً جديداً، حيث اتهم مصدر إيرانى مطلع المملكة العربية السعودية ب«تقديم مبالغ مالية كبيرة لبعض الأشخاص من أجل القيام بأعمال تحريضية وخاصة لانتهاك حرمة الشعائر الدينية فى يوم عاشوراء فى إيران».
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن المصدر الإيرانى قوله إن السعوديين تجنبوا العمل بشكل مباشر، واستعاضوا عن ذلك باستخدام عملاء لهم من أجل القيام بهذه الأعمال، معتبراً أن سمعة السعودية عند الشعب الإيرانى «سيئة جداً» بحسب قوله. وأضاف المصدر-الذى رفض الكشف عن اسمه- أنه تم الكشف عن بعض الخيوط التى تشير إلى تورط السعودية فى الأحداث والاضطرابات التى جرت فى طهران يوم عاشوراء.
وفى مؤشر آخر على توتر العلاقات الإيرانية - السعودية، أكد رئيس منظمة الحج والزيارة فى إيران، مصطفى خاكسارى قهرودى، أن بلاده لن تصر على أداء مناسك العمرة المفردة، إذا لم يغير من سماهم «بعض المأمورين السعوديين» تعاملهم مع الحجاج الإيرانيين. وأشار قهرودى فى تصريحات لوكالة «فارس»، نشرت أمس، إلى أن إيران تدرس احتمال إلغاء مناسك العمرة المفردة فى المجلس الأعلى للحج، موضحاً أنه تقرر أن يناقش المسؤولون فى الجمهورية الإسلامية هذا الموضوع مع الحكومة السعودية. وطالب رئيس منظمة الحج والزيارة ب«ضرورة احترام رجال الأمن السعوديين للزوار الإيرانيين».
جاء ذلك فيما صرح وزير الاستخبارات الإيرانية، حيدر مصلحى، بأن وزارته تباشر إجراءات لتحديد العناصر التى تقف وراء أحداث الشغب فى طهران التى حدثت يوم عاشوراء، موضحاً أن المعلومات التى توفرت لوزارته تم الحصول عليها من خلال استجواب أولئك الذين تم اعتقالهم فى غضون الأيام القليلة الماضية، والتى تضمنت تحديد هوية أشخاص اضطلعوا بدور فى أحداث الشغب.
واعتبر مصلحى أن «اضطرابات يوم عاشوراء مختلفة عن مثيلتها التى شهدتها العاصمة طهران من قبل، وأنه تم الترتيب لها سلفا وتم تصميمها من جانب عملاء للتحريض على الفتنة»، محذراً «مثيرى الشغب» من «التلاعب أو الوقوع تحت تأثير عناصر أجنبية».
وفى المقابل، دعت ما تسمى «الأمانة العامة للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية» جميع الهيئات الدولية والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، إلى إدانة ما وصفته «بالقمع الوحشى الذى يمارسه النظام الحاكم فى طهران ضد الطلبة»، مطالبة إياها باتخاذ إجراء عاجل وملزم من أجل الإفراج عن الطلبة المعتقلين.
وقال المجلس- فى بيان له من باريس- إن «طلبة كانوا يقيمون حفل تأبين صامت للاحتفاء بشهداء الانتفاضة البطولية للمواطنين يوم عاشوراء ولإدانة القمع الدامى للمتظاهرين، تعرضوا لهجوم وحشى من قبل قوات (الباسيج) ثم من قبل عملاء النظام الحاكم فى إيران الذين دخلوا حرم الجامعة بواسطة عدد من الحافلات ودون أى إذن، وهاجموا الطلبة باستخدام الهراوات والسواطير بصورة صارخة، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 10 من الطلبة وأحد الأساتذة بجروح».
يأتى ذلك فيما يتعرض البرلمان الأوروبى لضغوط بسبب زيارة من المقرر أن يقوم بها وفد من النواب الأوروبيين إلى إيران خلال أيام للقاء أعضاء فى البرلمان الإيرانى ومدافعين عن حقوق الإنسان، حيث يعترض عليها أعضاء فى الكونجرس الأمريكى، لاسيما بسبب القمع الذى تتعرض له المعارضة الإيرانية.
وقالت متحدثة باسم رئيس البرلمان الأوروبى، جيرزى بوزيك، أمس الأول، إن نحو 15 من أعضاء الكونجرس بعثوا رسالة إلى بوزيك تطالبه بإلغاء هذه الزيارة التى يرون أنها تأتى «فى وقت غير مناسب»، لكن متحدثة أخرى باسم البرلمان الأوروبى أكدت عدم اتخاذ «أى قرار نهائى» بعد بشأن هذه الزيارة.