أتوقع الإهمال والتجاهل أو ردا روتينياً معتاداً أو حتى رفضاً وسخرية حين أطالب اليوم أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، باهتمام وزارته بالملف الرياضى.. ولكن مصلحة وطن تبقى دائما أهم من أى كبرياء شخصى أو مهنى.. وأود فى البداية أن أؤكد لأبوالغيط أنه ليس صحيحا ما قد يتصوره وأنه لا مكان ولا دور للرياضة داخل وزارته فى زمن الأزمات والمشكلات والجدار الحديدى على حدود غزة والخلافات داخل حوض النيل والحيرة وسط ألعاب الكبار على خريطة العالم.. وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة.. القاسية والمزعجة.. التى يواجهها الآن وزير الخارجية، فإننى أعرف الرجل عن قرب وأعرف استعداده الدائم للحوار وقابليته للاقتناع دون أى سفسطة دبلوماسية.. وفى هذا الحوار أود مناقشة الرياضة والخارجية المصرية سواء داخل مصر أو خارجها.. ففى داخل مصر، أكد التقرير الخاص الصادر عن مجلس الوزراء المصرى، الذى تتبعه وزارة الخارجية ووزيرها، أن أحداث مباراة مصر فى السودان كانت أهم أحداث 2009.. ولكننى لن أتوقف عند ذلك، وإنما عند تأكيدات وتصريحات متكررة لسمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، أشار فيها أو ادعى أو اعترف بأنه اضطر لتأجيل المؤتمر الصحفى العالمى الذى كان سيعقده لتوضيح الموقف المصرى بعد تعليمات جاءته من الخارجية المصرية.. ولم تكن المرة الأولى التى يتردد فيها اسم الخارجية ووزارتها فى شأن كروى، فنحن لم نلعب مع إيران ولم نذهب إلى قطر وسافر منتخبنا للسودان لتأييد الرئيس البشير بتعليمات من الخارجية، وأكد السفير المصرى فى الخرطوم أن دور الخارجية فى اللقاء - الأزمة مع الجزائر جرى تهميشه وتشويهه عمدا فى القاهرة دون أن نعرف سببا أو تفسيرا لذلك.. وليس لى اعتراض على كل ذلك.. وإنما فقط يدفعنى ذلك لسؤال وزير الخارجية عن رؤيته الرياضية للدبلوماسية المصرية، فقد أصبح ذلك من حقنا كلنا.. وأصبحنا كلنا نريد أن نعرف من الوزير نفسه إن كانت هناك خطة واضحة ومنهج رياضى دائم للخارجية ووزيرها أم أن كل ذلك مجرد اجتهاد عشوائى وقرارات أو توصيات عابرة تصدر دون أى رؤية أو تخطيط.. وأرجو من السيد الوزير ألا يتعالى علينا وألا يعتبر الحديث عن الرياضة انتقاصا من شأنه ومكانته هو ووزارته، لأننى لا أريده فقط أن يتحدث.. وإنما أريده أيضا أن يشرح لنا كيف سافر الدكتور أحمد نظيف إلى إثيوبيا لبحث فرص الاستثمار والتعاون والتنمية الشاملة وليس معه الملف الرياضى.. ومن الذى كان من المفروض عليه أن يقترح سفر كل من محمد أبوتريكة وعمرو زكى ضمن الوفد المصرى الذى ضم الوزراء ورجال الأعمال والمستثمرين؟.. من الذى كان يتعين عليه أن يخبر رئيس الحكومة بأن رحلة ترويج لمصر فى أفريقيا لا يليق أن تخلو من بعض هؤلاء الذين تحبهم وتحترمهم أفريقيا كلها؟! وأظن أبوتريكة فى التليفزيون الإثيوبى يتحدث عن مصر والمصريين كان سيختصر فى نصف ساعة ما كانت تحتاج الحكومة المصرية لأن تقوله فى ثلاثة أيام.. هل كان ذلك واجبا على حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، باعتباره صديقا شخصيا لرئيس الحكومة أم هو دور وزير خارجية مصر الذى لايزال مطالبا باستثمار الكرة المصرية ونجومها وشعبيتها الأفريقية فى ملف صعب وشائك يخص مستقبل مياه النيل؟! [email protected]