وحياتك يا دى المصحف

لا يوجد تفسير لما جرى فى مراسم تعيين رئيس المخابرات الجديد سوى أن الرئيس مرسى خايف.. لا أدرى ماذا جعله يخاف فى بداية عهده؟.. هذه الإجراءات الاحترازية تحدث فى نهايات عهود الحكام.. كيف ظهرت فى البدايات؟.. لماذا أصبح الرئيس يطلب الولاء له شخصياً؟.. هل هناك علاقة بما جرى للرئيس مبارك؟.. لماذا وافق رئيس المخابرات على أن يقسم على المصحف؟!
علامات الاستفهام أكبر من أن تجد إجابة شافية.. لماذا قبل اللواء رأفت شحاتة القسم بهذه الصيغة التى لم نسمع عنها من قبل؟.. ولاء رئيس المخابرات لمن؟.. هل الولاء للرئيس أم الولاء للوطن؟.. ولاء جهاز المخابرات فى عهد مرسى وشحاتة لمن؟.. هل يعمل الجهاز فى خدمة الرئيس أم فى خدمة الوطن؟.. ممن يتقاضى رئيس الجهاز راتبه.. من الرئيس أم من أموال دافعى الضرائب؟!
رجال المخابرات أكثر دهشة منا.. الصيغة الجديدة تكشف أن «رئيس المخابرات قطاع خاص».. الجهاز نفسه أصبح محل أقاويل.. المفترض أنه يخدم الوطن.. الآن نفهم أن رئيس الجهاز رأفت شحاتة سوف يحول كل العاملين فى الجهاز إلى خدمة الذات الرئاسية.. هل يتم تغيير الجهاز بالكامل إذا تغير الرئيس، وبالتالى رئيس مخابراته؟.. هل أى رئيس جديد من حقه تغيير أهداف الجهاز؟!
القراءة المتعمقة للأحداث تؤكد أن هناك حالة خوف يعيشها الرئيس مرسى.. سواء وهو يصلى، أو وهو يدير شؤون البلاد.. بالأمس قرأت خبراً فى «المصرى اليوم» كتبه محرر شؤون الرئاسة، خالد عمر عبدالحليم.. يقول الخبر: «مصادر رئاسية تنفى وجود أسباب (أمنية) لعدم الإعلان عن مكان صلاة الرئيس الجمعة».. ومع أن المصادر تنفى، فإن الأسباب الأمنية هى التى تظهر فى الكادر!
الهاجس الأمنى لدى الرئيس أصبح يلفت الأنظار.. يحسه المواطن العادى، وهو يشاهد الرئيس محاطاً برجال الحرس الجمهورى فى الصلاة.. كما يحسه أيضاً وهو يضع المصحف أمام رئيس المخابرات الجديد.. هل الرئيس مرسى مهدد بالاغتيال؟.. هل هناك إجراءات لعزل الرئيس عن الشعب؟.. هل ما يجرى بداية ليختفى الرئيس عن الأعين؟.. لماذا كانت النهايات بدايات للرئيس مرسى؟!
دعونا نتفق أن هناك محاولة لتصحيح أوضاع خاطئة، لكن هذا التصحيح يتم بطريقة خاطئة أيضاً.. هناك شائعات وعلامات استفهام.. نشعر بأن الرئاسة ليست هى التى تدير الأمور.. هناك طرف خفى.. هذا الطرف قام بتحليل ما جرى، ثم انتهى إلى أن الرئيس يجب أن يصلى فى أماكن غير محددة مسبقاً، كما رأى ضرورة عدم الإعلان عن المسجد الذى يصلى فيه الرئيس «الجمعة»!
لا أصدق أن الرئيس اكتشف الآن فقط، أنه يجب أن يصلى بعيداً عن التركيز الإعلامى الشديد.. ليس جديداً أن يقول مصدر رسمى إن «الرئيس مجرد مسلم عادى، يقوم بأداء إحدى شعائر الدين».. الجديد أن هناك دواعى أمنية.. الجديد أن هناك هواجس أمنية.. كل هذا ظهر فى أداء رئيس المخابرات لليمين الرئاسية.. هى يمين رئاسية ولاؤها للرئيس، وليست يميناً دستورية ولاؤها للوطن!
اليمين الجديدة تقليد جديد، ربما تقليعة جديدة.. لا يعرفها ضباط الجهاز أنفسهم، ولا عمرهم شافوها.. ولاء المخابرات يبقى للوطن.. أخونة المخابرات جريمة.. إنها البداية لأخونة الجيش، وسيأتى بعده القضاء والشرطة.. الخوف قد يكون سبباً.. والنتيجة غير جيدة بالمرة.. لكن يبقى السؤال: الرئيس مرسى خايف ليه؟!