سعدت كثيراً بحكم القضاء الإدارى برفض وقف بث قناة المنار اللبنانية بدعوى أنها اعتادت مهاجمة مصر. كما يحزننى كثيراً التوقف طويلاً بالنقد والهجوم على قناة الجزيرة القطرية لانحيازها الواضح ضد كل ما هو مصرى. السعادة والحزن مبعثهما واحد، الانحياز الكامل للحرية والدعوة إلى تفعيل دور الإعلام المصرى. فمن المؤسف أن نشكو ونحاصر ونغلق لأننا عاجزون عن المواجهة أو الرد أو التأثير. نتحدث فى النهاية عن قناتين - مهما كانت ميزانياتهما - فى مواجهة عشرات القنوات المصرية، فما سبب هذا الضعف؟ وهل هو ضعف أم سوء استغلال وتنظيم؟! لو تأملنا واقع الإعلام المصرى المرئى لوجدنا أننا نمتلك ثروة هائلة، مادية وبشرية إضافة إلى مناخ متقلب ومغر لصناعة الإعلام. لدينا قناتا دريم ببرامجهما المميزة بنجومها الإعلاميين الذين يملأون السمع والبصر فى كل أنحاء العالم: منى الشاذلى، وائل الإبراشى، أحمد المسلمانى، عمرو الليثى، دينا عبدالرحمن، منى الحسينى، مصطفى عبده، وخالد الغندور، وغيرهم. عندنا قناة المحور بنجومها: معتز الدمرداش وريهام السهلى، وسيد على، وهناء السمرى وغيرهم. لدينا نجوم مبهرة فى قنوات الحياة: أحمد شوبير، شريف عامر، لبنى عسل، ودعاء عامر، والعديد من نجوم السينما والتليفزيون. وسنجد نجوماً آخرين فى «أو تى فى» وشقيقتها «أون» مثل مى الشربينى، خالد صلاح، مى المقدم، جابر القرموطى، ويسرى فودة. ويمتد الأمر إلى قنوات مودرن التى تستعد لظهور ثمانى قنوات ومعها قناة الفراعين، كما لا يمكن تجاهل قنوات أوربيت، فعلى الرغم من أن تمويلها سعودى فإن أشهر برامجها يخرج من استوديوهات القاهرة ويعبر عن الواقع المصرى ونجومها عمرو أديب، جمال عنايت، بثينة كامل، مفيد فوزى، أحمد موسى، حمدى رزق، محمد مصطفى شردى وآمال عثمان. أيضا لدينا قنوات أخرى تنمو، الآن، وتفسح لنفسها مكانا مثل الفراعين وأوسكار ودراما والعقارية و.. لو أضفنا كل هذا أو سبقناه بقنوات التليفزيون المصرى أرضية وفضائية، وعددنا نجومه وهم بالعشرات، لأيقنا حجم المأساة التى نعيشها! هل يمكن أن نمتلك هذا الأسطول الإعلامى ونشكو من المنار أو الجزيرة؟! هذه السوق الإعلامية التى تعجز أى دولة فى الشرق الأوسط عن امتلاكها هى التى دفعت مستثمراً لبنانياً فى مجال الإعلام إلى المجىء إلى بلادنا لاستثمار ما يقرب من 400 مليون دولار من خلال استغلال بعض هذه القنوات.. هذه السوق المبهرة - حسب معلوماتى المحدودة - هى التى دفعت قناة الجزيرة للتفاوض أو السعى لشراء قنوات الحياة بمبالغ كبيرة، وإن كنت أشك أن مثقفاً وسياسياً مثل الدكتور سيد البدوى سيفرط فى مشروعه الناجح بهذه السهولة إلا إذا كان قد ضاق بالقيود السياسية التى تواجهها القناة من حين لآخر. لدينا كل هذا ونشكو من قناتين.. فما السبب.. لماذا نتصارع؟ أين العقل المحب لمصر الذى عليه أن يجمع كل هذه الأسلحة، يفتح لها نوافذ الحرية التى تزهر الحوار، يقوم بدوره كمايسترو يرفض القهر والمنع ويعيد تنظيم الألحان، فزمن اللحن الواحد والصوت الواحد، انتهى منذ زمن! [email protected]