ونحن كلنا لانزال نعيش فرحة انتصارنا على الكاميرون.. يغدو طبيعياً أو منطقياً أو ضرورياً أن أتحدث عن حسن شحاتة أو أحمد حسن وعصام الحضرى وكل هؤلاء النجوم الكبار الذين أهدونا كل هذه البهجة.. ولكننى بدلاً من ذلك كله فضلت أن أكتب عن الدكتور السيد البدوى.. رئيس مجلس إدارة قنوات الحياة الفضائية.. وعلى الرغم من مناصبه وأدواره الأخرى المهمة سياسياً واقتصاديًا وطبياً فإننى لا أخاطب فيه الآن إلا الرجل المسؤول عن قنوات الحياة الناجحة والرائعة التى أعتبرها قائدة ورائدة الإعلام الفضائى الخاص مصرياً وعربياً.. أناشده وأطالبه بتبنى مبادرة إعلامية عاجلة تتعلق بمباراتنا المقبلة مع الجزائر.. فالدكتور السيد البدوى يستطيع خلال ساعات هذا النهار أن يجمع حوله الأصدقاء الأعزاء.. الدكتور أحمد بهجت وقناة دريم.. والدكتور وليد دعبس وقناة مودرن.. والمهندس حسن راتب وقناة المحور.. وكل هؤلاء مع الصديق الرائع.. المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. يستطيعون ضبط أداء الإعلام المصرى خلال اليومين المقبلين.. فمن ناحية يمكن لكل هؤلاء الرجال الكبار انتهاز هذه الحالة التى يعيشها المصريون حالياً لبدء رسم صورة جديدة.. مختلفة ورصينة وراقية للإعلام التليفزيونى الرياضى فى مصر.. ومن ناحية أخرى يمكن لنفس هؤلاء الرجال تقديم اعتذار عملى وضرورى عن كل خطايا الإعلام الرياضى المصرى الذى صاحب لقاءنا مع الجزائر فى القاهرة أو الفاصل فى الخرطوم.. وتعالوا بهذه المناسبة نتصارح كلنا ونواجه أنفسنا ونعترف بشجاعة بأن الإعلام المصرى كان له دوره ومسؤوليته فى كل ما جرى من هياج وانفلات.. فهذا الإعلام هو الذى سمح كثير من رجاله بأن تتلاعب بهم صحيفة جزائرية واحدة فخرجوا عن وقارهم وتجاوزوا حدودهم وملأوا الشاشات بما لا يصح ولا يليق من شتائم وأكاذيب وإهانات جارحة وغليظة على القلب والأذن.. ثم كان هذا هو نفسه الإعلام الذى سمح للبعض بأن يخدعوه بحكاية تمثيلية الأوتوبيس الجزائرى فى القاهرة رغم أن هناك اعتداء حقيقياً تعرض له هذا الأوتوبيس وكان هناك اتفاق بين أشخاص معروفين بالاسم للتخطيط لهذا الاعتداء الذى نجح مسؤولو الجزائر بالكذب والتضليل فى استثماره بأفضل شكل ممكن لمصلحتهم.. ثم كان هذا الإعلام هو نفسه الذى نصب السيرك الزائف لأحداث الخرطوم بمبالغة فجة فيما جرى وانساق وراء أكاذيب هواة الشهرة والصخب والأضواء.. والآن.. جاءتنا الفرصة لأن نمارس إعلاماً حقيقياً ومسؤولاً ورائعاً حتى لو بقيت الصحافة الجزائرية تمارس نفس أكاذيبها وافتراءاتها.. ولاأزال أرجو أن يلتزم نجوم الكلام الرياضى الصمت إن لم يملكوا ما يقولونه.. أرجوهم أن يتقوا الله فى الناس ولمصلحة هذا الوطن.. فنحن ليس لدينا ثأر مع الجزائر.. والجزائر أبداً لم ولن تكون بلد المليون لقيط.. والسودان لم يبع مصر والاتحاد الأفريقى لم يعاد مصر بسبب صناديق البلح التى أهداهم إياها محمد روراوة كما زعم ذلك أحد الصحفيين المصريين الكبار بكل أسف.. وكم كنت أتمنى ألا تنساق الجميلة والرائعة منى الشاذلى لهؤلاء فتذيع فى العاشرة مساء وعقب مباراة مصر والكاميرون لقطات لقذف الطوب على أوتوبيسات الجمهور المصرى وكأنها تحرض المصريين على الثأر.. وأظن أن السيد البدوى قادر مع الآخرين الكبار على ضبط هذه الأمور ووضع حد لهذه الفوضى.. فثقتى فى هذا الرجل.. بلا حدود. [email protected]
