فى زمن الأنفلونزا تتغير صورة الحياة المدرسية، هناك من ذهبوا للدروس وآخرون لجأوا للفيس بوك، بينما كان حظ عمر أحمد سمرة الطالب بالصف الأول الإعدادى أفضل «مدرستى عملت موقع ليها على النت، أى طالب فى المدرسة يقدر يدخل ويشوف المنهج كامل ومشروح». رغم الموقع الإلكترونى يجد عمر مشكلة فى التواصل، فالأزرار ليست مدرسا يتفاعل معه «المدرس لما كان بيشرح كنت بفهم أكتر وأسرع دلوقتى الموضوع مختلف شوية، ببقى فاهم بس مش عارف اللى فهمته دا صح ولا غلط». عمر لم يكن الوحيد فى الأسرة الذى تغيرت حياته بسبب الوباء، فوالدته تركت عملها لتتفرغ لرعايته ورعاية شقيقة الطالب بالصف الأول الثانوى «مش بحتاج ماما فى المذاكرة.. نادر أوى لمابحتاجها، والموقع موجود ودلوقتى بقت فيه أسئلة مراجعة بعد كل درس، ممكن أبعت إجابات الأسئلة على الويب للمدرس يصححها ويبعت يقولى مستواى فيه إيه». مدرسة عمر أغلقت بعد شهر واحد من بداية العام الدراسى، حالات عديدة ظهرت بين طلابها أدت لإغلاق المدرسة لتجنب انتشار المرض. وقتها أصيب أولياء الأمور بالقلق، فإغلاق المدرسة يعنى المزيد من النفقات والدروس والكتب الخارجية، فوجئ الأهالى بخدمة «التعليم عبر الإنترنت» وجدوا فيها ملاذا يحميهم من «السنتر» وأسعار الدروس الخصوصية التى وصلت لأرقام فلكية بعد انتشار الفصول والمدارس المغلقة بسبب الوباء. «فيه طبعا تلاميذ مابيعرفوش يستخدموا الإنترنت، بس المدرسين وقف معاهم برضه.. طبعوا لهم المناهج والشروح من الموقع وحطوه فى قاعة الاستقبال فى المدرسة، وكل طالب يجيب ولى أمره وياخدوا الشيت وفيه المنهج كامل ومشروع الامتحانات وأسئلة المراجعة». والدة عمر التى تركت عملها قلقا على «مستقبل الأولاد» بعد إغلاق المدرسة شعرت ببعض الطمأنينة بعد نجاح ابنها فى التواصل مع الموقع الإلكترونى «عمر طول عمره من الأوائل على المدرسة، وعمره ما أخد درس خصوصى وكنت خايفة إنه يضطر ياخد دروس السنة دى عشان المدرسة مقفولة ويتعود عليها زى ما بيعمل معظم أبناء قرايبى وأصدقائى.. لكن الحمد لله المدرسة عملت حكاية الموقع دا والولد بيتواصل كويس معاه.. بس ساعات بيبقى عاوز يقعد مع صحابه «تضحك» مرة قالى: تعرفى يا ماما.. الطابور وحشنى، قلت له نبقى نعمل لك طابور فى البيت.. عمر وشقيقه يشعران بالضغط الواقع على أمهما «كل شوية أسألهم عن المذاكرة.. يردوا فى وقت واحد يا ماما اهدى احنا بنذاكر ومش صغيرين». عاد عمر إلى المدرسة قبل اختبارات نصف العام بقليل، عاد «علشان خاطر المراجعة». فى المدرسة حرص المدرسون حسب رواية عمر على أن تكون المراجعات سريعة ولأعداد أقل من الطلاب منعا لانتشار المرض.. يستعد الآن عمر للامتحانات وبينما تسهر والدته بجواره بدأ عمر يعتاد على التعامل مع موقع المدرسة التى تفتح أبوابها ب«بضغطة زر».