كانت حتى العام الماضى.. مجرد مساعد للطلاب قد يتابعونها وقد لا يتابعونها.. فالمسألة اختيارية.. أما الآن فقد تصدرت الساحة التعليمية بل أصبحت الشريك الأساسى فيها بعد تزايد الإصابة بأنفلونزا الخنازير بين التلاميذ فى المدارس وإغلاق الفصول والمدارس تباعاً، لبعض الأسابيع- أنها البرامج التعليمية- التى قد تشوبها بعض السلبيات لكن فى النهاية لا يمكن إنكار دورها بعدما أصبحت أهم وسائل التواصل بين الطلاب والمناهج والدروس.. بعدما نقلت لنا المدرسة إلى البيت تحت شعار «فى بيتنا مدرسة».. السطور القادمة تحمل وجهات نظر وآراء المستفيد الأول من تلك البرامج وهم أولياء الأمور.. وكذلك المراقبون لها من المسئولين عن التعليم. تقول شربات محمد: أولادى رافضون مشاهدة القنوات التعليمية لأنهم بيقولوا دى تافهة، ومش كل الأسئلة والمسائل بيشرحها مدرسو القنوات التعليمية.. وهاستعمل معاهم أسلوب الضرب بالعصا لمشاهدة هذه البرامج يمكن يستفيدوا. أما سحر شعبان إدريس فتقول: كل يوم يجلس أبنائى مجبرين أمام القنوات التعليمية المتخصصه، وبعدما ينتهى شرح المدرس للمادة يكون رد فعلهم: قعدنا وسمعنا كلامك ومش فاهمين حاجة، الأستاذ بتاع الدرس الخصوصى أفضل بكثير. البرامج.. بالعصاية وآمنة لديها عدد كبير من الأبناء آيات بالصف الثانى الثانوى الفنى، ومحمد بالصف الثانى الإعدادى، ووفاء بالصف الثانى الابتدائى، ومؤمن بالصف الرابع الابتدائى، وتقول لنا آمنة: إحنا السنة دى فى أزمة وأكثر من أزمة، حتى فى نظام الدراسة ثلاثة أيام وإجازة ثلاثة أيام فينسى أولادنا اللى اتشرح لهم فى المدارس..، وحينما أرشدونا للقنوات التعليمية قمنا بشراء دش بعد توفير ثمنه من نفقة المنزل وباستخدام العصاية يجلس أولادى مجبورين على مشاهدة البرامج، ورغم كل ذلك فابنى محمد الطالب بتانية إعدادى بياخد دروس خصوصية لأنه لم يفهم جيداً من البرامج التعليمية وأطفال ابتدائى التليفزيون بالنسبة لهم مشاهدة الكارتون أو المسلسلات أو أى حاجة للضحك واللعب، ولم يدركوا أن من فى التليفزيون مدرس يقوم بشرح مواده مثل المدرسة.. والوزارة عايزة تحرمنا من المدرسة مقابل برامج التليفزيون والنت، وبما أننا لا نمتلك جهاز كمبيوتر فى المنزل حتى الآن، فإننا سوف نقوم بعمل «جمعية» ونشترط أن نحصل عليها فى أول اسم كما هو معتاد عندنا فى مصر لكى نقوم بشراء كمبيوتر. مفيش نت أما منى محمد حسن، فتقول: أنا عندى آية أولى ثانوى عام، وأميمة أولى إعدادى، ومحمد ثالثة ابتدائى، ومحمد وأميمة بيروحوا المدرسة بنظام الثلاثة أيام دراسة وباقى الأسبوع إجازة، وأيامهم الثلاثة متواصلة ونفس الأيام وده كويس بالنسبة لى، وبسمة الصغيرة بتيجى معايا المدرسة كل يوم لأنى بشتغل مدرسة، ومحمد وأميمة بيقعدوا لوحدهم فى أيام إجازتهم.. وأولادى فى إعدادى وابتدائى مش بيفهموا حاجة من شرح المدرسين بالقنوات التعليمية، لذا فأقوم أنا بالاستماع لشرح كل المواد الخاصة بأبنائى.. ثم أقوم بشرحها أنا بنفسى لأولادى، أما آية بأولى ثانوى فهى تفهم نوعاً ما من القنوات التعليمية، ونتيجة لعدم الشرح الجيد من مدرسى مدرستها فتحصل على دروس خصوصية فى مادة الأحياء والكيمياء لأنها تتمنى دخول القسم العلمى بالمرحلة القادمة من الثانوية العامة، وكمان الدروس الخصوصية فى غرفة ضيقة يستأجرها المدرس من أحد المنازل، ويعطى الدروس فيها لما يقرب من 15: 20 طالبا. الغش هو الحل ولدينا نماذج من أمهات ومدرسات فى نفس الوقت يحدثوننا عن تأثير غياب الطلاب وغلق المدارس على المنزل والمدرسة، فمنهم أم هاشم تقول: إن مشروع القنوات التعليمية هذه السنة أفضل بكثير من السنوات اللى فاتت وتتابعه، فأنا عندى أولادى محمد بأولى صناعى ورحاب بسنة تالتة ابتدائى وبيتفرجوا على البرامج بس شايفين إن الدروس الخصوصية أفضل فى الفهم وفى الشرح.. وإن أولادى قعدوا بالبيت هقعد معاهم، لأن مفيش حد يعقد معاهم وأنا هفضل خايفة وقلقانة عليهم، وأنا بنفسى هحجز لهم دروس خصوصية فى كل المواد، وغير كده، فموضوع غياب الأطفال الكتير أثر بالمدرسة على الوحدة المنتجة، وأصبحت غير منتجة، ومفيش حركة بيع وشراء بها. النت وفصل وإذا كانت الوسيلة البديلة للمدرسة من حيث سهولة التحكم فيها، وإعادة شرح ما لم يفهمه الطالب هى الإنترنت، فوجدنا أن هناك مناطق بأكملها ينقطع عنها النت لمدة أكثر من يوم، فيقول أحمد عبداللطيف صاحب توصيل الإنترنت: أنا أعمل بفكرة توصيل الإنترنت للمنازل منذ فترة من خلال كارت التوصيل مقابل 150 جنيها شراء للكارت واشتراك شهرى 35 جنيها، ونظام آخر وهو نظام استخدام جهاز التقوية مقابل (250) جنيها ثمناً لماذا الجهاز مع نفس الاشتراك 35 جنيها، ويسمى نظام «الأكسيس»، وهو أقوى من نظام الكارت وزاد الطلب على الاشتراك فى الإنترنت بعد وجود المناهج على موقع الوزارة الإلكترونى.. ولكن هناك مشكلة دائماً ما تحدث وهى فصل النت من الشركة بصفة شبه مستمرة، مما يؤدى لانقطاعه عن توصيلاته، وجميع من أقوم بالتوصيل لهم، وأقرب المواقف ما حدث الشهر الماضى نتيجة عدم دفع أحد المشتركين اشتراكه الشهرى للشركة، وقيام الشركة بقطع النت عنى وحدث ذلك يوم خميس، وبما أن الشركة إجازة يومى الجمعة والسبت فظل النت منقطعاً وفاصلا لمدة (3) أيام عن جميع المشتركين.. وإذا اعتمد الطالب على النت بشكل أساسى فإنه قد يحدث فصل للنت أيام الامتحانات ولن يستطيع الطالب الاطلاع على المناهج، أو إرسال استفساراته عبر الميل والاطلاع على إجاباتها.