عبر من «الإعدادية» إلى الثانوى بمجموع 95%، لم يجرب «الدروس» ولم يحصل على أى شىء «خصوصى»، طالب نموذجى اعتمد على نفسه واتبع نصائح «الوزارة» وكتبها. عمر نبيل عبد الفتاح، الطالب بالصف الأول الثانوى بمدرسة العبور بشبرا، جرب أخيرا «السنتر واللى فيه». كانت البداية مع ظهور أنفلونزا الخنازير، الوباء وصل إلى شبرا، والمدرسة «رفعت الغياب بعد إصابة طالبين.. يعنى ما فيش خوف على أعمال السنة». كان الحل فى يد الأسرة «وزى ما بيقولوا.. البيضة عند الفرخة.. والفرخة عاوزة فلوس.. والفلوس مع بابا.. وما فيش حل قدامى غير إنى أروح السنتر». عمر لم يسترح كثيرا لفكرة «درس فى كل مادة» كان يفضل أن يكون «نموذجيا» كما تعود، قسم المواد بين «مواد أخد فيها دروس، ومواد أخد فيها مجموعات فى المدرسة.. على الأقل المجموعة أرخص». فى المجموعة بدأ عمر يصاب بالقلق «الاسم إنك فى مجموعة، وما فيش بينها وبين الفصل فرق كبير، عدد الطلبة أكثر من 30 طالباً فى كل مجموعة، ولو إحنا خايفين من الأنفلونزا فى الفصل يبقى عملنا إيه لما رحنا المجموعات». حلول عمر «النموذجى» لا تنفد، بحث كأى طالب متفوق عن فرصة للحصول على تعليم حقيقى بعيدا عن المجموعات والدروس الخصوصية رغم حضوره لهما « عشان الفلوس ما تروحش فى الأرض». قاده البحث إلى فكرة جديدة، هذه المرة لا مخاوف من أنفلونزا الخنازير ولا مطالب جديدة من الأب المرهق بالنفقات، على موقع ال«facebook» ظهرت فكرة عمر، طلاب أسسوا مجموعة على الموقع الاجتماعى للتواصل بين الطلبة والمدرسين. هناك يمكنك أن تحصل على شرح جيد على «chat»، أما الأسئلة والملاحظات والامتحانات والتصحيح فعلى البريد الإلكترونى لكل طالب. «ساعات كمان فيه تواصل مع الأساتذة عشان المواعيد.. ولو عندى حاجة مش عارف أفهمها من الجروب ممكن أبعت للأستاذ على «discussions»، ونتكلم مع الناس أو نرتب موعد نتقابل فيه ويشرح لى». صدق عمر النموذجى كلام الوزارة لكنه لم ير ما يسره» دورت على موقع الوزارة.. ولقيته فعلا لكن ما فيش عليه حاجة إلا مواعيد الدروس على القنوات التعليمية، وحتى البرامج دى مش ثابتة فى مواعيدها.. ممكن تبقى قاعد عشان تشوف حصة كميا تلاقى الحلقة درس فى التاريخ.. أانا زهقت بجد يعنى معقولة مش عارفين يعملوا فكرة للتواصل أسهل من البرامج دى.. طب حتى يثبتوا المواعيد بحيث أبقى عارف أنا هاشوف حلقة دراسية عن إيه.. ويعنى كل يوم لازم أشوف الموقع وأعرف الجدول اتغير إمتى، وأسيب المذاكرة وأقعد أتابع الحصة اللى بيغيروا ميعادها كل شوية.. دى حاجة تزهق بجد». بالرغم من الظروف المربكة التى تعرض لها عمر منذ بداية العام الدراسى فإنه يتوقع النجاح بتفوق عن الأعوام الماضية «بعد ما عملت الجروب مع أصحابى بقيت بذاكر أكثر وأنا فى البيت أقدر أراجع المواد أكتر من مرة». أحلام وطموحات الطالب النموذجى لا تتوقف، اليوم يدرس على الفيس بوك بسبب الأنفلونزا، وغدا ربما يؤدى امتحاناته بالموبايل.