«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجدع صحاب.. صحابى من صغرى
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 12 - 2010

تمضى السنوات ويتواصل الأصدقاء القدامى، بل يحرص البعض على تنظيم لقاءات دورية ليجتمعون فيها ويتبادلون الأخبار، حنين جارف لكل ما مضى أو استراحة محارب من أجل الاستمرار فى دوامة الحياة.
«هنا نحن ما زلنا فى الK.G»، هكذا يقول جلال الزينى رجل أعمال ستينى ضاحكا ليفسر أن التجمع الشهرى لطلبة روضة أطفال مدرسة النقراشى النموذجية دفعة 1948 هو موعد مقدس بالنسبة له، ففى آخر أربعاء من كل شهر يحلو لقاء الذكريات. قفشات وضحكات عن نوادر الماضى البعيد الذى يرجع لأكثر من ستة عقود. «هنا نخلع ألقابنا وهمومنا ونعود للوراء، نستشعر جمال وروعة الماضى البعيد الذى ما زلنا نشتم عطره، ولأن مدرستنا كانت نموذجية فقد قامت بتفريخ كوكبة من المشاهير، الذين يداومون على هذا اللقاء حتى ولو انقطعوا فى بعض الأحيان بسبب ارتباطاتهم العملية أو أسفارهم، منهم مثلا طبيب القلب الشهير عادل إمام، ونائب الاتحاد الدولى للناشرين المهندس إبراهيم المعلم، والسفير بجامعة الدول العربية سمير سيف اليزل، كلهم من خريجى المدرسة. ورغم أننا لا ننتمى جميعا للدفعة نفسها لكننا تعارفنا عبر أسر المدرسة الأربع: أسرة أحمس، محمد على، المعز وصلاح الدين. وقد كان لكل أسرة لون فانلة يميزها. وكان كل فصل مقسم بدوره بين الأربع أسر حتى يتم التواصل بين الطلاب على اختلاف أعمارهم».
فى هذا اللقاء الحميم لا حديث يعلو على حديث الماضى كما يوضح الأستاذ جلال: «نضحك بصدق ومن أعماق قلوبنا كالصغار عندما نرى أحد زملائنا فى الدراسة، وقد تغيرت قسمات وجهه بحكم الزمن، لكنه ما زال يحتفظ بمسحة من ملامح الطفولة». منذ خمسة عشر عاما، أحتفظ تلاميذ المدرسة بهذا التقليد الشهرى واستطاعوا أن يعبروا به حواجز الزمن ليسترقوا لحظات تتوقف خلالها السنوات لينعموا بنشوة الحنين فى أحد فنادق القاهرة الكبرى أو على سطح إحدى العوامات أو ربما بنادى السيارات أو نادى الدبلوماسيين. يتولى أحد الخريجين القدامى تنظيم هذه اللقاءات الدورية ويقوم بالاتصال بباقى أبناء المدرسة القدامى سواء بالاتصال الشخصى أو عبر البريد الإلكترونى. «خلال لقاءاتنا الأولى فى مطلع الثمانينيات، لم تكن خدمات الاتصال قد شهدت هذه الطفرة، فقمنا بعمل عدد من الإعلانات دعونا من خلالها العديد من الخريجين والمدرسين السابقين والنظار ورحنا نتذكر الأيام الحلوة».
التجمع الأول يعود تاريخه إلى عام 1977، عندما فكر رجل الأعمال الراحل وخريج المدرسة السابق محمد نصير فى تأسيس جمعية تضم أبناء مدرسة «النقراشى الثانوية». لم يكن الغرض منها فقط تنظيم اللقاءات الدورية ولكن أيضا العمل من أجل النهوض بمستوى المدرسة، التى كانت فيما سبق واحدة من أفضل المدارس الثانوية. يضيف جلال الزينى: «كنا نشعر أن لمدرستنا دينا فى رقبتنا، فقد حصلنا فيها على تنشئة مميزة. كانت لدينا فصول بأكملها تلتحق بكليتى الطب والهندسة. وفى مجال الرياضة كان لدينا أبطال فى مجالات شتى خاصة السباحة والشيش. كما قمنا بتسجيل أوبريت (الوطن الأكبر)، الذى كان يدوى فى أرجاء الأمة مع تصاعد المد القومى العربى للإذاعة، بعد أن حققنا تميزا فى أدائه. تقاسمنا العيش والملح، فقد كانت أمهاتنا هن من يشرفن على مطبخ المدرسة وتحضير وجبات الغذاء بشكل تطوعى. لكننا فى الواقع يؤلمنا ما آل إليه مستوى المدرسة وسعينا جاهدين لتغيير الأوضاع، لكن لم نجد تعاونا ملموسا من القائمين عليها. فقد بطشت يد الإهمال بكل شىء».
فترة المدرسة هى من أهم مراحل الحياة، إذ تؤثر بشكل كبير فى وجدان الفرد وتنحت مفاهيمه عن الواقع، كما تشكل رؤيته للمحيطين به وتحدد مشوار حياته. تقول التربوية نهال عويضة: «حضور المدرسة كان قويا جدا لدى الطلاب فى فترة الأربعينيات وحتى مطلع الثمانينيات، فالمدرسة لم تكن فقط مؤسسة لتعلم القراءة والكتابة، بل دنيا بأكملها يكتسب فيها الطالب معارفه وقيمه. ويظهر ذلك جليا من خلال أعمال المخرج يوسف شاهين، فكانت المدرسة مثلا عنصرا مؤثرا فى سيرته الذاتية كما ظل على اتصال بزملاء المدرسة».
حائط الصداقات
إذا كانت أجيال الأربعينيات والخمسينيات دأبت على بذل جهد كبير بهدف التواصل والحفاظ على صداقة المدرسة، فاليوم يلعب موقع الفيس بوك الاجتماعى دورا مهما فى لم الشمل. فمن خلاله كون فريق مدرسة راهبات «الميردى ديو» مجموعة للتواصل عبر الإنترنت. وفى أقل من ثلاث سنوات ضم الجروب أكثر من سبعة آلاف مشتركة من الدفعات المختلفة. على الحائط المخصص للمجموعة تتعرف التلميذات السابقات على ما وصلت إليه كل زميلة دراسية فى ميادين العمل والحياة الشخصية. «نتبادل أرقام الهواتف والعناوين الشخصية لنجدد اللقاء. كذلك نتعرف عبر الفيس بوك على أخبار المدرسة والمدرسين وكذلك الراهبات اللاتى قمن بتنشئتنا»، هكذا توضح سها الشرقاوى، سيدة ثلاثينية وإحدى المشتركات بالموقع. يقوم أيضا بعض الأعضاء بوضع صور الدراسة للدفعات المختلفة لإضافة التعليقات ومحاولة التعرف على من تركن المدرسة وانقطعت أخبارهن. تعترف سها الشرقاوى أنها كانت تحب كثيرا صديقة الدراسة زينب عطا لله التى انقطعت أخبارها بعد الصف الثانى الإعدادى بسبب سفر والدها للعمل بالخارج. وبواسطة الفيس بوك استطاعت أن تقتفى أثر صديقة الطفولة وتجدها بعد سنوات من الغياب تقول سها إنها حرصت على حضور مهرجان تقيمه المدرسة منذ سنوات تحت عنوان «الميردى ديو» من الأحفاد إلى الجدات، حيث تضم كل طاولة دفعات مختلفة من ثلاثينيات القرن المنصرم وحتى مطلع الألفية الثانية.
وبدورهن تتناقل العضوات الأخبار السعيدة والحزينة عبر الموقع، فقد نشرت ليليان مثلا على حائط الموقع منذ شهور خبر وفاة عبير زميلة الفصل بعد صراع مع المرض. وبسرعة بدأت الخريجات فى تبادل المعلومات للحصول على أرقام والدى عبير ومؤازرتهما فى محنتهما. ومنذ أيام، قامت رانيا بالإعلان عن تجمع مدرسى عبر الفيس بوك بإحدى مقاهى الزمالك فى تمام التاسعة والنصف مساء، موعد التقطه دينا التى تعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية كى تنظم أجندتها وتضع موعد لقاء الأصدقاء فى حسبانها خلال رحلتها المقبلة.
حرص أصدقاء المدرسة على التجمع وإيجاد صيغ مختلفة لتنظيم هذه اللقاءات له ما يبرره فى علم النفس التربوى، تقول الدكتورة نرمين عبدالوهاب المدرس بكلية آداب قسم علم النفس، جامعة بنى سويف: «أصدقاء المدرسة هم الجماعة المرجعية الأولى للفرد والميزان القيمى للحكم على تصرفاته». فالشخص تعود منذ الصغر أن يرى نفسه من خلال هذه الجماعة. من ناحية أخرى تعتبر صداقة المدرسة من أقوى العلاقات، التى يقيمها الشخص فى حياته، ففى العمل تلوث علاقاته أحيانا التنافسية والمصالح المتضاربة، فتكون الأجواء أكثر ملائمة للزمالة من الصداقة الحقيقية». تحلل الباحثة النفسية أيضا أسباب تكريس بعض رجال الأعمال والمشاهير للجهد والوقت كى ينعموا بمثل هذه الجلسات بصحبة أصدقاء قدامى قد لا يحظون بالقدر نفسه من النجاح». تداعى الماضى من خلال المكان والأفراد قد يكون رغبة فى الهروب إلى ظروف وملابسات ونمط حياة بدأ يندثر. هناك تشبث بالماضى لدى العديد من الأشخاص لأننا عشنا الماضى بالفعل، وتجازونا محنه وصعوباته، كما تعلقنا بأفراحه، فنراه أجمل من المستقبل الذى نجهل ما ينطوى عليه وبالتالى نخافه. وتضيف الدكتورة نرمين عبدالوهاب: «تنظيم مثل هذه اللقاءات بين أصدقاء الطفولة هو محاولة لاستعادة اللحظة التى مضت. فعندما يجتمع الشخص بأصدقائه، يعيش اللحظة من جديد»، وهو تقليد قد لا يقتصر على مجتمعاتنا الشرقية، ففى الولايات المتحدة كثيرا ما تنظم المدارس الثانوية والجامعات مثل هذه اللقاءات، فوسط أصدقاء المدرسة يشعر الكثيرون بالراحة النفسية «كأننا نعود لحضن أمهاتنا بعد أن رحل الكثيرون من أشخاص هذا الزمن عن هذه الدنيا بمعانيها ورموزها وملابساتها، وبدأنا نشعر بالوحدة. عندما أقابل زملاء الدراسة أشعر بالمزاج العالى لأن دنيتى ما زالت موجودة»، المعنى نفسه يتردد على ألسنة أناس كثر، وهو ما تؤكده أيضا الدكتورة سحر حمودة أستاذة الأدب الإنجليزى بجامعة الإسكندرية فى كتابها «فيكتوريا كوليدج» (الصادر عن دار نشر الجامعة الأمريكية)، وهى توضح أن «فيكتوريا كوليدج» كانت أكثر من مجرد مدرسة، فقد كانت بوتقة للأديان والثقافات والجنسيات، فكانت بحق مرآة للمجتمع السكندرى الكوزموبوليتانى فى ذاك الوقت.
فى رحاب فيكتوريا
بدورها تلجأ جمعية خريجى «فيكتوريا كوليدج» لتنظيم لقاءات ومهرجانات بالمدرسة أو دعوة كبار الشخصيات التى نشأت بالمدرسة العريقة، إذ يحرص الكثير من خريجى المدرسة على زيارتها من وقت لآخر، حيث يجدون سعادة خاصة فى وجود أسمائهم وهى لا تزال محفورة على المناضد، إلا أن أبرز هذه اللقاءات هى لقاء خريجى «فيكتوريا كوليدج» على مستوى العالم، الذى عقد فى عمان بالأردن عام 1982 بدعوة خاصة من عاهل الأردن الراحل الملك حسين، كما عقد آخر اجتماع على مستوى العالم بالإسكندرية بمناسبة العيد المئوى للكلية.
فصول مدرسة فيكتوريا التى لم تنقطع صيحات طلابها منذ عام 1902 واحدة من أعرق مدارس العالم العربى تخرج منها شخصيات سياسية وأكاديمية وفنية لعبت دورا مهما خلال القرنين العشرين والحادى والعشرين. هنا تفجرت موهبة المخرج العالمى يوسف شاهين، وبها صور أول فيلم تسجيلى فى حياته. وعلى مسرحها ترعرعت موهبة نجم السينما العالمى عمر الشريف، وهو لم يتجاوز ال 12 عاما، وتعرف إلى صديق مشواره الفنى أحمد رمزى. ومنها تخرج كبار السينمائيين مثل شادى عبدالسلام وتوفيق صالح. وفى سكن الطلاب الداخلى كان يبيت الملك حسين ملك الأردن الراحل، مستمتعا برفقة زملائه يلهون ببراءة قبل الدخول إلى دهاليز السياسة. احتضنت كذلك المدرسة الملياردير السعودى عدنان خاشقجى، والأمير عبدالإله بن الملك على بن الشريف حسين الهاشمى، الذى تولى الوصاية على عرش العراق، والشريف زيد بن شاكر والصادق المهدى رئيس وزراء السودان الأسبق، وعائلة الخرافى من الكويت، وقسطنطين ملك اليونان، وغيرهم.
على ناصية الإبراهيمية
سمير، طالب الثانوى المشاغب فى خمسينيات القرن المنصرم، ما زال يكره القيود والطقوس. لذا فهو لا يحدد موعدا ثابت للقاء زملاء الطفولة، لكنه ما زال يحتفظ بمسكنه بحى عابدين وكذلك يتردد بشكل دائم على المقهى الذى كان يتسلل إليه أحيانا خلال اليوم المدرسي.على ناصية مدرسة الإبراهيمية، اعتاد سمير رجل الأعمال الستينى حاليا أن يقابل زملاء الدراسة فى المكان نفسه، الذى كان يقف فيه ليعاكس بنات المدرسة المجاورة. يضحك بشدة عندما يتذكر يوم أن تم القبض مع صديقه رحمى بسبب الجنس الناعم فى خمسينيات القرن الماضى، وكيف تم حلق رءوسهم ورفتهم من المدرسة «كان أهلنا يرددوا على مسامعنا لن تفلحوا إذا بقيتم أصدقاء، لكننا فلحنا ولم نكن كما كانوا يعتقدون أسوأ جيل أتى لمصر». بل إن سمير ما زال يتصل بصديقه رحمى ابن جاردن سيتى، الذى شارك معه فى حرب أكتوبر 1973. تغرورق عيناه بالدموع عندما يتذكر صديقه الدكتور عادل صادق طبيب الأمراض النفسية الراحل وزميل الدراسة، الذى كان خطيبا مفوها تنتفض المدرسة لخطبه النارية وتخرج فى مظاهرات لتأييد زعيم عربى أو أفريقى يناضل من أجل تحرير بلاده.. يتذكر كذلك صولاته وجولاته مع ثعلب الكرة المصرية حمادة إمام فى ملعب المدرسة، ويرتفع المذياع مرددا: «فى الشارع ده مدرستى وشقاوتى ويا براءتى، كانت أيام أجمل أيام فين الأيام دى دلوقتى.. يقول سمير بشجن تشوبه روح الفكاهة: «عندما أكون بصحبة زملاء المدرسة أشتاق لمثل هذا الزمن وهذه الحالة. كان لكل شىء حلاوة وطعم ثانٍ، كنا بعشرة قروش نبدو كالملوك، نأكل الفول من الجحش ونحتسى السوبيا من الرحبانى. كانت العلاقات بين الناس دافئة رغم الاختلافات الطبقية بيننا كطلبة قادمين من بيوت جاردن سيتى وحوارى عابدين وما حولهما، كل شىء كان له مذاق آخر استرجعه الآن هنا على ناصية الإبراهيمية».
تواصل عبر الشبكة
مارك جوكر بيرج صاحب موقع الفيس بوك ،كان طالبا عاديا قام بإنشاء الموقع ليربط بين الطلبة فى كليته الذى كان يصعب عليه مفارقتهم بعد هذه العشرة الطويلة. أطلق جوكر بيرج موقعه «فيس بوك» فى العام 2004، كان الموقع يستهدف فى البداية جمع زملائه فى جامعة هارفارد الأمريكية) وتبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم، ولم يعتمد فى تصميمه على كونه موقعا تجاريا يجتذب الإعلانات أو موقع ينشر أخبارا، لكن سرعان ما لقى الموقع رواجا بين طلبة جامعة هارفارد، واكتسب شعبية واسعة بينهم، الأمر الذى شجعه على توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى الموقع لتشمل طلبة جامعات أخرى أو طلبة مدارس ثانوية يسعون إلى التعرف على الحياة الجامعية. واستمر موقع «فيس بوك» قاصرا على طلبة الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين. ثم قرر جوكر بيرج أن يخطو خطوة أخرى للأمام، وهى أن يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب فى استخدامه، وكانت النتيجة طفرة فى عدد مستخدمى الموقع، إذ ارتفع من 12 مليون مستخدم عام 2004 إلى أكثر من 500 مليون مستخدم حاليا. ونتيجة لنمو سوق شبكات التواصل الاجتماعى عبر الإنترنت ونجاحه فى أن يسد احتياجا مهما لدى الناس خاصة صغار السن، فقد تلقى جوكربيرج عرضا لشراء موقعه بمبلغ مليار دولار. يقول جوكربيرج حسبما ورد فى مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية: «ربما لم يقدر كثيرون قيمة الشبكة التى بنياناها بما تستحق»، وأضاف: «إذا استطعنا أن نحسنها قليلا لعدد كبير من الناس فإن هذا سيكون له أثر اقتصادى هائل على العالم كله».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.