لا يوجد مصرى واحد لا يعشق الإسكندرية ويتمنى الحياة فى ربوعها.. فهى دلوعة المصريين.. وملاذهم عند الضيق.. وعند الفرح.. هناك 55 مدينة وموقعاً حول العالم تحمل نفس الاسم.. ولكن كانت ومازالت الإسكندرية المصرية أجملها مكاناً ومكانة.. فى صبانا تشبعنا بروح حساسة حالمة من زيارتنا لمعارض الزهور بحدائق أنطونيادس الفواحة الغناء.. وروعة وجمال الخالق فى زهور جميلة مختلفة الشكل واللون والرائحة، لا نملك أمامها إلا أن نقول «سبحان الخالق».. وفى شبابنا كنا نرتاد مكتبة البلدية العامة.. الكائنة بجوار منزلى بحى محرم بك العتيق.. وفى هذه المكتبة تبلورت معارفنا ومداركنا.. كما عشقنا فنون الرسم والنحت من المعارض التى كانت تقيمها المكتبة بصفة مستمرة.. وحال أبنائنا طلبة هذا الزمان يجعلنا نتذكر الندوات الشعرية التى كانت تقيمها جامعة الإسكندرية.. ويدعى إليها كبار الشعراء.. لنعيش ليالى شعرية ساحرة.. كانت أشهرها ليلة الشاعر الكبير نزار قبانى.. فقد أغلقت كل الطرق المؤدية لكلية الآداب.. وتجمع الآلاف من الإسكندرانية فى حديقة الكلية ليسمعوا عن طريق الميكروفونات نزار قبانى وهو يُلقى شعره.. فيُلهب النفوس والقلوب.. وحين يُصيبنا الملل بالإسكندرية نركب (الترام أبودورين)، من محطة الرمل إلى سيدى بشر.. ثم نعود مشياً على الأقدام على الكورنيش.. صلاح إدريس - خبير سياحى [email protected]