ياسر أيوب يكتب: حسن مصطفى

فى لحظة الفوز على الجزائر فى قبل نهائى أمم أفريقيا لليد أمس الأول.. فتشت وسط الوجوه والأسماء عمن تمنيت أن يكون حاضرا إلا أننى لم أجده.. كلهم كانوا هناك يشاركون المصريين فرحتهم إلا الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد..
ولا أعرف أين كان الدكتور حسن مصطفى وقتها.. ولكننى أعرف أنه كان غيابا يفضح ويكشف كثيرا من الأمور والخبايا والنوايا.. فرئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، مصرى الأصل والجنسية والحياة والمشوار، الذى يجوب العالم كله ليشاهد افتتاح كل بطولة كبرى أو صغرى ويحرص على أن يكون حاضرا ومشاركا.. فجأة قرر ألا يحضر بطولة أمم أفريقيا التى تستضيفها مصر..
ربما لأن حسن مصطفى لم يشأ أن يحضر ويشاهد منتخب بلاده يلعب ويفوز رغم أنه لم يعد رئيسا للاتحاد المصرى لكرة اليد.. فهو مثل أى رئيس أو مسؤول آخر فى مصر.. لا يتخيل أن الحياة ممكن أن تستمر رغم غيابه.. كل الرؤساء والمسؤولين فى بلادنا يحاولون طول الوقت إقناعنا بأنهم متعبون ومنهكون ويحلمون بالراحة والاسترخاء مثل باقى الناس ولكنهم مضطرون للبقاء فى السلطة فقط من أجلنا، وحتى لا تضيع الإنجازات وينهدم البناء وتتوقف النجاحات وتموت الأحلام..
وبالتالى حين خرج حسن مصطفى من الاتحاد المصرى لكرة اليد، قرر أن يخرج من مصر كلها مكتفيا برئاسة الاتحاد الدولى فقط.. ولم يكن هذا قرارا صائبا أو حكيما.. فهو سيبقى رغم أنفه ورغم مشاعره الداخلية وردة على جبين مصر.. نجاحاته العالمية تسعد بها مصر كلها.. وكان من الضرورى جدا أن يأتى حسن مصطفى للقاهرة ليس فقط ليحضر هذه البطولة بصفته مواطناً مصرياً قبل أن يكون رئيسا للاتحاد الدولى للعبة..
وإنما لأنه بعد الأزمة القاسية التى عاشها وفيها حاولت الصحافة الأوروبية التشكيك فى أخلاقياته وذمته المالية، كان سيكتشف أن مصر كلها معه وتحبه وتمنحه ثقتها واحترامها.. فحسن مصطفى بدأ مشواره العالمى من هنا.. وعليه أن يعرف أنه كلما تعثر فهنا «اليد» التى ستعينه على النهوض من جديد..
وكم كنت أتمنى لو جاء حسن مصطفى قبل أن تبدأ بطولة كأس الأمم وصافح هادى فهمى رئيس اتحاد اليد وعانقه بكل الود والصدق، وقال له إنه جاء للقاهرة ليكون أحد رجاله مؤقتا حتى تنجح مصر وتبقى على قمة اللعبة أفريقياً وعالمياً!..
فنحن الآن نحتاج لحسن مصطفى وهادى فهمى معا لنعلن نهاية زمن الفراعنة حيث كل فرعون جديد لا يبدأ زمانه إلا بشطب كل إنجازات الفرعون السابق.
yayoub@gmail.com