تعرف منظمة الصحة العالمية «الصحة» بأنها حالة من الإحساس الكامل بالعافية الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وليست مجرد الخلو من الأمراض أو العجز، وبمقتضى هذا التعريف أو المستوى المثالى فإن أغلبنا يعانى حالات متفاوتة من «عدم الصحة» على مدى الكثير من فترات عمره. ومع ذلك، فرغم أننا لن نصل أبدا إلى الكمال الصحى المطلق، فإننا جميعاً قادرون على السعى نحو الرقى الصحى، وبالتالى تجنب الكثير من الأمراض، وهناك دائما الكثير من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض من بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها من الكائنات التى تعيش إما فى أجسادنا وإما فى البيئة المحيطة بنا، تتحين الفرصة لتهاجم أحد الأشخاص المعرضين للإصابة بها، وهى تشكل جزءاً لا مفر منه من حياتنا، غير أن لدينا جهازا مخصصاً لمواجهتها فى صورة جيوش من الخلايا المناعية التى تتعرف على أولئك الغزاة، وتهاجمهم، ونأمل أن تتمكن من القضاء عليهم قبل أن تقضى علينا، أما إذا كان جيش الدفاع الإلهى المسمى «جهازنا المناعى» قد أصيب بالإجهاد من كثرة الأعباء أو كان غير فعال أو يعانى نقصاً فى التغذية أو ما يسمى الإمداد والتموين، فإنه لن يستطيع أن يجهز جيشاً قادرا على التعرف على العدو، والتصدى له، والقضاء عليه، وحينئذ نصاب بالمرض. والجهاز المناعى هو خط الدفاع الرئيسى الذى لديه القدرة على مقاومة الأمراض التى تهددك، وهو يستحق منك الرعاية والعناية حتى يمكنه أن يخدمك بصورة صحيحة ليتيح لك الاستمتاع بحياة صحية سعيدة. إلا أن الحياة العصرية تميل إلى إحداث تأثيرات عكسية وتفرض عبئا على جيش الدفاع المناعى بدلاً من أن تدعمه.. وفيما يلى بعض الأسباب الوجيهة التى تحضك على تنشيط جهازك المناعى: 1- جهازك المناعى يحدد سرعة حدوث الشيخوخة لك. 2- جهازك المناعى يكافح الفيروسات والبكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة التى تحاول مهاجمتك وإصابتك بالأمراض، بدءا من الأمراض الشائعة التى تسبب نزلات البرد والأنفلونزا: وحتى الأمراض الأكثر ندرة وخطورة، حتى وإن كانت قاتلة فى كثير من الحالات: مثل الالتهاب السحائى ومرض ليجيونير والإيدز. 3- جهازك المناعى لديه القدرة على تدمير الخلايا السرطانية فى مهدها كلما نشأت. 4- جهازك المناعى يخلص جسدك كل يوم من قمامته - إذا صح التعبير - فهو يتخلص من الخلايا الميتة، والكائنات الغازية الميتة، والكيمياويات السامة. 5- جهازك المناعى يوفر لك الحماية من الإشعاع والملوثات الكيميائية. 6- إذا ترك جهازك المناعى يتدهور، فقد يفقد سيطرته على الأمور مما يسبب مشكلات الحساسية أو أمراض المناعة الذاتية، مثل الالتهاب المفصلى (الروماتويد) – الذئبة الحمراء وغيرهما. 7- إذا كان جهازك المناعى يعانى ضغوطاً نفسية وعصبية كثيرة، فهذا يجعلك تصاب بالأمراض بشكل أكثر تكراراً وأكثر خطورة ولفترات أطول. 8- حينما يكون جهازك المناعى قوياً، تكون فى قوة ومنعة وقادراً بإذن الله على أن تعيش حياة طويلة وصحية ونشطة. [email protected]
