قال المهندس صبري خلف، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، مسؤول المكتب الإداري بالإسماعيلية، إن زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران إذا تمت ستكون خطوة «ممتازة» على طريق إعادة العلاقات الطبيعية بين مصر وإيران، التي انقطعت لسنوات طويلة، بسبب سياسات «غير مسؤولة» من نظام أضر بعلاقات مصر مع العالمين العربي والإسلامي لصالح أمريكا و«طفلتها المدللة» في المنطقة إسرائيل. ورفض «خلف»، في تصريحاته ل«المصري اليوم» أن يكون هدف الإيرانيين من دعوة الرئيس لزيارة إيران، دعماً للمد الشيعي المراد تمريره في مصر السنية «حتى النخاع»، مشيرًا إلى أن «المصريين جميعاً يرفضون أقوال غلاة الشيعة الذين يسبون أم المؤمنين عائشة وشيخي الإسلام من كبار الصحابة أبي بكر وعمر رضى الله عنهما». بينما أكد أنه «ليس في نظام الحكم الإسلامي ولاية الفقيه التي هي متأصلة في النظام الإيراني، الذي يُعلي مكانة المرشد الإيراني إلى درجة التقديس المرفوض تماماً في المذهب السني». وشدد «خلف» على أن الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، يتفهم جيداً حساسية أن تكون له علاقة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية قائلًا: «لا توجد أدنى علاقة بين المرشدين نهائيًا». وتابع: «أتمنى أن تتم الزيارة بنجاح وأستبعد تماماً لقاءً بين الرئيس مرسي وعلي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، لأنه ليس من الذكاء السياسي أن يحدث هذا في الزيارة الأولى لرئيس مصري بعد طول قطيعة استمرت أكثر من ثلاثين عامًا». في سياق متصل، قال الدكتور أحمد راسم النفيس، المفكر الشيعي، رئيس حزب التحرير، إن عودة العلاقات بين مصر وإيران أمر سابق لأوانه في ظل رفض الدول الكبرى عودة مثل هذه العلاقات التي كرس لها النظام المصري السابق عداءً شديدًا، عدا حضور اللقاءات على مستوى العلاقات الدولية والمنظمات الدولية فقط. وأضاف «النفيس» ل«المصري اليوم» أن السعودية وأمريكا وإسرائيل هي الدول الرئيسية التي لا تريد للعلاقات «المصرية – الإيرانية» أن تعود طبيعية. ونبه «النفيس» أنه يجب على الرئيس مرسي، إذا زار إيران لحضور قمة عدم الانحياز، أن يزور المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، للضرورة السياسية التي تفرض ذلك، كون أن ولاية الفقيه شيء رئيسي في السياسة الإيرانية. وشكك «النفيس» في أن يقبل الرئيس هذه الدعوة، مرجحاً أنه سينيب من يحضر القمة نيابة عنه، لأن «القرار في مصر غير مستقر حتى الآن ودمه مفرق بين القبائل، بين الرئيس والإخوان والجماعة الوطنية»، ونصح الرئيس بقبول الزيارة للأهمية العسكرية والاقتصادية. من جهته، قال أحد المسؤولين الإيرانيين، طلب عدم ذكر اسمه، إن «عودة العلاقات بين مصر وإيران تحتاج إخلاص النيات من البلدين، وبالنسبة لنا فنحن لا نمانع من عودة علاقات طيبة وطبيعية ورفيعة مع مصر، لكن على المصريين أن يقرروا هم ذلك، ونحن نرحب بهم دائمًا».
