السيدة انتصار السيسي تهنئ الأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك    محافظ الدقهلية في جولة نيلية بالاتوبيس النهري بأول أيام تشغيله في عيد الأضحى    الجيل الخامس فى مصر..يقدم زمن استجابة أقل من 1مللى ثانية ويسمح بتفاعل لحظى    فرنسا.. وفاة 4 أشخاص جراء حريق في مدينة ريمس    الجيش اللبناني يدين الاعتداءات الإسرائيلية ويحذر من تجميده التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية    جمال عبدالحميد: الزمالك كانت دوافعه أكبر للتتويج بالكأس.. واتمنى استمرار الرمادي في الموسم المقبل    أفشة: رونالدو مثلي الأعلى.. وزيزو قريب من لاعبي الأهلي    ضبط 55.8 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    بهذه الطريقه.. أحمد العوضى يحتفل بالعيد مع أهل منطقته فى عين شمس    المعهد القومي يكشف السعرات الحرارية في طبق الفتة    أوكرانيا تتعرض لهجوم بالصواريخ والمسيرات أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص    قاض يوقف "مؤقتًا" حظر ترامب التحاق الطلاب الأجانب بجامعة هارفارد    أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة بأول أيام عيد الأضحي المبارك    "مركز معلومات الوزراء" يُبرز جهود النهوض بالصادرات الزراعية: طفرة غير مسبوقة    الونش: الزمالك قادر على تحقيق بطولات بأي عناصر موجودة في الملعب    159 مركز شباب استقبلت الآلاف لأداء صلاة عيد الاضحى بالغربية    إقبال ملحوظ على مجازر القاهرة في أول أيام عيد الأضحى المبارك    قطار يدهس شخصين في أسيوط أول أيام عيد الأضحى    تعرف على موعد افتتاح حديقة حيوان الجيزة بعد انتهاء أعمال التطوير    الرئيس السيسي يؤدي صلاة عيد الأضحى في مسجد مصر بالعاصمة الإدارية    السيدة انتصار السيسى تهنئ الأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى    «هيجيلي موجوع».. نانسي نور تغني لزوجها تامر عاشور على الهواء (فيديو)    في ذكرى رحيله.. محمود المليجي مسيرة فنية بين أدوار الشر وقلوب محبيه    وزير العمل يستعرض أمام وفد دولي ما تشهده مصر من نهضة صناعية واقتصادية    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى التأمين الصحي عقب صلاة عيد الأضحى    طريقة عمل الفتة المصرية بالخل والثوم بمذاق لا يقاوم    جامعة القناة تعلن خطة التأمين الطبي بالمستشفيات الجامعية خلال عيد الأضحى    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 6 يونيو 2025 وفي جميع البنوك اول ايام العيد    "إكسترا نيوز" ترصد مظاهر احتفالات المواطنين بعيد الأضحى في مصر الجديدة    محافظ جنوب سيناء يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد المصطفى بشرم الشيخ    العيد تحول لحزن.. مصرع شقيقان وإصابة والدتهما فى حادث تصادم بقنا    محافظ الجيزة يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بساحة مسجد مصطفى محمود    محافظ شمال سيناء يؤدي صلاه العيد في مسجد الشباب بالشيخ زويد    الآلاف يؤدون صلاة العيد في ساحة نادي المنيا الجديدة (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يقدم التهنئة للمسنين ويقدم لهم الهدايا والورود - صور    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 6 - 6 - 2025 والقنوات الناقلة    محافظ القليوبية يوزع الورود على الزائرين بمنطقة الكورنيش ببنها    آلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى في 214 ساحة بسوهاج (فيديو وصور)    فرحة العيد تملأ مسجد عمرو بن العاص.. تكبيرات وبهجة فى قلب القاهرة التاريخية    الله أكبر كبيرًا.. أهالي جنوب الجيزة يصدحون بالتكبيرات من مركز شباب الجُملة| فيديو وصور    الرئيس السيسي يغادر مسجد مصر بالعاصمة بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك    فى أحضان الفراعنة ..آلاف المواطنين يؤدون صلاة العيد بساحة أبو الحجاج الأقصري    خطيب عيد الأضحى من مسجد مصر الكبير: حب الوطن من أعظم مقاصد الإيمان    متحدث الأمين العام للأمم المتحدة: نحتاج إلى المحاسبة على كل الجرائم التي ارتكبت في غزة    حسن الرداد: هذا العيد مختلف بوجود مولودتي فادية.. سميتها على اسم والدتي الراحلة    خليل الحية: حماس لم ترفض مقترح ستيف ويتكوف الأخير بل قدمنا تعديلات عليه    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    عيدالاضحى 2025 الآن.. الموعد الرسمي لصلاة العيد الكبير في جميع المحافظات (الساعة كام)    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    وفاة الإعلامية والكاتبة هدى العجيمي عن عمر 89 عاماً    الأوقاف: صلاة الرجال بجوار النساء في صف واحد مخالفة صريحة للضوابط الشرعية    مسجد نمرة.. مشعر ديني تُقام فيه الصلاة مرة واحدة في العالم    الجامعة العربية تدين الغارات الإسرائيلية على بيروت وتدعو لتثبيت الهدوء في الجنوب    طرح البرومو الرسمي لفيلم the seven dogs    كيفية صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في البيت وعدد التكبيرات في كل ركعة    رسميا.. نهاية عقد زيزو مع الزمالك    صبحي يكشف سبب حزنه وقت الخروج وحقيقة سوء علاقته مع عواد    في وقفة العيد.. «جميعه» يفاجئ العاملين بمستشفى القنايات ويحيل 3 للتحقيق (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة والتليفزيون وأخرة المشى المهنى البطال

حدث ما توقعته، وما حذرت منه، وتوقعه وحذر منه كثيرون غيرى، فأصدر رؤساء الدوائر الجنائية بمحكمة النقض، عقب اجتماعهم يوم الإثنين الماضى، برئاسة المستشار «سرى صيام»، قراراً بحظر بث وقائع الجلسات أو تسجيلها أو تصوير أطراف الخصومة فيها، خاصة المتهمين الماثلين فى قفص الاتهام. وقال البيان الذى صدر عن الاجتماع فى تبرير ذلك، إن «علانية جلسات المحكمة لا تعنى بث أو تسجيل وقائعها أو تصوير المتهمين فيها، لأن ذلك يتناقض مع أصل البراءة فى المتهم، ولأنه يؤثر فى الرأى العام»،
وأكد ضرورة أن يمتنع القضاة وسائر ذوى الشأن عن تناول القضايا المنظورة فى مرحلتى التحقيق والمحاكمة بالحديث أو التعليق فى وسائل الإعلام، كما طالبوا بعدم إصدار بيانات بشأن القضايا المنظورة خارج نطاق أسباب الحكم ومنطوقه، ومن خلال الإجراءات المقررة قانوناً، وأمام السلطات والجهات والمحاكم ذات الاختصاص.
ومعنى هذا الكلام أنه - من الآن فصاعداً - لن يسمح رؤساء دوائر محكمة الجنايات لكاميرات الفضائيات والصحف وميكروفونات الإذاعة، بدخول قاعة المحكمة فى القضايا الجنائية، أو بالتقاط صور للمتهمين فى قفص الاتهام.. وأن الجلسة المقبلة فى قضية إعادة محاكمة هشام طلعت مصطفى - على سبيل المثال - لن تشهد هذا الزحام الإعلامى المكثف الذى يحيط بمبنى المحكمة وطرقاتها وقاعة الجلسة،
وأن الصحف وبرامج «التوك شو» لن تجد مادة مصورة لتقاريرها الإخبارية فى المحاكمات الجنائية الكبرى، ومن المؤكد أن القضاة سيلتزمون بقرار عدم تناول القضايا المنظورة بالحديث أو التعليق، وقد يفعل ذلك بعض ممن سماهم البيان«ذوى الشأن»، ومنهم المحامون، ولو حدث ذلك فسوف تنفض محاكم الشوارع، وهى محاكم موازية لهيئة المحكمة التى تنظر الدعوى.. لا تعقد فى قاعة محكمة، بل على صفحات الصحف وشاشات التليفزيون،
وتتشكل من الصحف أو مقدم البرنامج التليفزيونى رئيساً، ومن المحامين الموكلين بالدفاع عن أطراف الدعوى، ويشترك فيها الشهود وتناقش الوقائع وتفض الأحراز على نحو ينتهى إلى أن ينحاز قسم من الرأى العام إلى المتهم، ويحكم ببراءته، وينحاز القسم الآخر ضده ويحكم بإعدامه، فإذا صدر حكم المحكمة المختصة بعد ذلك وجاء مخالفاً للحكم الذى استقر فى يقين هذا القسم أو ذاك من الرأى العام، اعتبره ظالماً أو وصفه بأنه حكم سياسى، وهو ما يفقد أحكام القضاء احترامه، فتنهار الثقة فى العدالة.
تلك ظاهرة صحفية وإعلامية مقلقة، تمارسها الصحف وبرامج التليفزيون بقدر كبير من الفوضى وعدم المسؤولية، تولدت عنها ظواهر جانبية خطيرة، كانت من بينها ظاهرة المحامين الذين يتخذون من الصحف والفضائيات وسيلة للدعاية لمكاتبهم التى انفض عنها الموكلون، بإقحام أنفسهم كمدعين بالحق المدنى ممثلين للمجتمع فى بعض القضايا الجنائية الكبرى، أو يرفعون دعاوى حسبة مباشرة لمصادرة كتاب أو سحب ترخيص مجلة، أو أى موضوعات أخرى يعلمون أنها سوف تثير اهتمام إعلام يبحث عن الإثارة، ولا يتورعون عن العبث فى الجراح الوطنية المفتوحة كالمسألة الطائفية..
وكان من بينها ظاهرة الوقفات الاحتجاجية أو التضامنية التى تحيط بالمحاكم عند نظر إحدى القضايا، لمساندة أحد أطراف الدعوى، التى وصلت إلى ذروتها، حين حطم أنصار منهم فى إحدى القضايا الشهيرة، قبل سنوات، قاعة المحكمة ومنصة القضاة بمجرد صدور الحكم بإدانته!
وفى كل مرة، كنت أحذر ويحذر غيرى من أن ينتهى هذا الخروج الصريح والقبيح عن أبسط أدبيات وأخلاقيات الصحافة، إلى اتخاذ إجراءات أو صدور قرارات أو قوانين تضيق على حرية الصحافة والإعلام، وأذكّر الزملاء بأن هذه الحرية ينبغى أن تمارس بمسؤولية ولخدمة مصالح عامة، مع احترام حقوق الآخرين التى يصونها الدستور والقانون،
وأطالب بإصدار مواثيق شرف نوعية، منها ميثاق يتعلق بأدبيات النشر عن الجرائم والمحاكمات، يوازن بين حقوق كل الأطراف، ويصد عنها العدوان الإعلامى، ويصون حق المتهم، وحق جهات الادعاء، وحق المجتمع فى المعرفة، وحق الرأى العام فى أن يطمئن إلى أن ضمانات العدالة مكفولة لكل أطراف الدعوى.
وليس لدى اعتراض على القرار الذى أصدره قضاة الجنايات، فالقاضى بحكم القانون هو المسؤول عن نظام الجلسة، والقرار لم يخالف النص الدستورى الخاص بعلنية جلسات المحاكم، بل حظر جانباً واحداً منها فقط هو التصوير، لكن ما يدعو للاعتراض هو مطالبة بيان قضاة الجنايات بمصادرة حق وسائل الإعلام فى التعليق على أحكام القضاء، وقصر هذا الحق «الإجراءات المقررة قانونا..
وأمام السلطات والجهات والمحاكم ذات الاختصاص»، وهى مطالبة لا تستند إلى القانون، الذى يحظر فقط تناول شخص القاضى الذى أصدر الحكم أو الإخلال بمقامه، أما التعليق على منطوق الحكم وحيثياته فهو - كالتأكد من ضمانات المحاكمة العادلة لكل من يتهم فى جريمة - حق عام، يجوز أن يمارسه كل صاحب رأى، لديه معرفة بهذه الأمور فى أجهزة الإعلام.
ويا أسيادنا الذين فى الصحافة والإعلام، هذه هى أولى ثمار المشى المهنى البطال الذى طالما حذرتكم منه!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.