بينما كانت أسرة الضحية خالد سعيد ترتدى الملابس السوداء داخل المحكمة، تنتظر القصاص ممن تسبب فى وفاة ابنها، كانت أسرتا الشرطيين المتهمين وأقاربهما وجيرانهما يتمنون أن تزول الغمة ويحصل المتهمان فى القضية على حكم البراءة. أسرة خالد سعيد تبكى وتطالب بالإعدام، وشقيقة أحد المتهمين تبكى، والأخرى تدعو أن يخرج أخوها سالماً، وما بين بكاء أسرة الضحية وأسرتى المتهمين، كانت «المصرى اليوم» بالقرب منهما ترصد تفاصيل المشهد. والدة «خالد» حضرت منذ الصباح إلى المحكمة وجلست فى الصفوف الأمامية وهى تستند إلى بناتها، لم تتوقف لحظة واحدة عن البكاء، تكتفى بجملة واحدة لكل من يتحدث معها عن القضية قائلة: «ربنا موجود وقادر أن يعيد حق ابنى»، بينما ارتدت شقيقته الكبرى نظارة سوداء لكنها لم تخف دموعها، وقالت: «إذا كان أخى مطلوبا من الشرطة كانوا قبضوا عليه ووضعوه فى الحجز، إنما يعتدون عليه بالضرب ويخنقونه ويموتونه بهذا الشكل، فهذا لا يرضى أحدا، والقضاء موجود وإن شاء الله يظهر الحقيقة». تلك كانت أحزان الصفوف الأمامية من القاعة التى تجلس فيها أسرة الضحية، أما أحزان الصفوف الخلفية التى خصصت لأسرتى وأقارب الشرطيين المتهمين فلم تكن أقل. إبراهيم صلاح، شقيق المتهم محمود، أمين الشرطة، قال: «نحن دهشنا لما حدث لأن أخويا مشهور بحسن أخلاقه ومافيش حد اشتكى منه قبل كده، حرام اللى بيحصل ده.. إحنا مش عارفين لمصلحة مين اتهام شقيقى وزميله بذلك، والدى منذ أن علم بالواقعة من الجرائد والتليفزيون أصيب بحالة من الإغماء والمرض الشديد حتى إنه لم يستطع أن يأتى لرؤية محمود وهو داخل القفص، ولكن ثقتنا فى القضاء كبيرة، ونعلم أن الله سوف يظهر حق شقيقى وينصره على الظلمة». وأضاف عم المتهم: «القرية كلها تقف إلى جوار محمود لحُسن أخلاقه، وإذا كان سيئ السلوك ماكنتش الناس دى كلها حضرت اليوم معه، وأصروا على السفر معنا لحضور الجلسة، ابن أخى برىء لأنه كان يؤدى عمله وذهب لينفذ حكما على الشاب، وأكيد لم يقصد أى شىء تانى أكثر من ذلك». وبدموع كثيرة تحدث إسماعيل سليمان، والد المتهم عوض، رقيب الشرطة، قائلاً: «كله ظلم فى ظلم، ربنا هيظهر الحق، ابنى قابلنى قبل القبض عليه وقال لى أنا مظلوم إحنا ماجناش جنب الولد، أنا كنت رايح أنفذ حكم عليه يعنى رحت عشان أشوف شغلى وبس.. والله أنا مظلوم». وقال أحد جيران المتهم: «عوض أسلوبه كويس مع الناس ولا أحد يسمع صوته، عشان كده كلنا حضرنا لكى نقف بجانبه ونحن واثقون بأن القضاء سوف يظهر الحق ويعلم جميع الناس أنهما أبرياء من دم خالد، .