«جرأة الأمل» هو عنوان أحد الكتب الشهيرة للرئيس الأمريكى باراك أوباما، وهو الاسم الذى اختارته مجموعة من النشطاء الأمريكيين لسفينة مساعدات، يعتزمون توجيهها إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلى، ولكنها على عكس سفن المساعدات الأخرى التى حاولت الوصول للقطاع مؤخراً، تضع إدارة البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية فى مواجهة مباشرة ليس فقط بسبب الاسم، لكن أيضاً لكون السفينة أمريكية وتحمل نشطاء أمريكيين. وفى رسالة على موقع «ustogaza.org» لجمع 370 ألف دولار تبرعات للسفينة وقع عليها نحو 70 ناشطاً بينهم أكاديميون وإعلاميون وأعضاء فى جمعيات حقوق الانسان، أكد المشاركون أنه بعد مذبحة «أسطول الحرية» واهتمام العالم بالحصار المفروض على غزة، ادعت الحكومة الاسرائيلية من خلال حملة إعلامية ضخمة أنها خففت الحصار، لكن غزة لاتزال تحت حصار إسرائيلى مشدد بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال النشطاء فى الرسالة: «نحن نستعد لإطلاق سفينة أمريكية إلى غزة تنضم إلى قافلة بحرية بها سفن من أوروبا وكندا والهند وجنوب أفريقيا وبعض دول الشرق الأوسط وتتحرك متجهة إلى القطاع فى سبتمبر المقبل». وأضافوا أن «حكومة الولاياتالمتحدة متورطة بسبب دعمها الثابت لاعتداء إسرائيل الوحشى على الشعب الفلسطينى ومن يحاول التدخل لمساعدتهم. ولذا يجب أن نتحرك ونشارك النشطاء الآخرين عبر العالم لدعم إنهاء العقاب الجماعى ضد 1.5 مليون فلسطينى فى غزة». واعتبر النشطاء أنه من على متن سفينة «جرأة الأمل» سيمكنهم تحدى السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتأكيد على أهمية الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولى. وفى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أعرب رشيد خالدى، أستاذ دراسات الشرق الاوسط فى جامعة كولومبيا الذى تربطه علاقة صداقة بالرئيس أوباما وأحد الموقعين على رسالة سفينة «جرأة الأمل»، عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلى لا يستطيع التعامل مع النشطاء الأمريكيين بصورة سيئة مثلما حدث فى الهجوم على «أسطول الحرية»، الذى راح ضحيته 9 نشطاء أتراك. إلا أنه أكد أن الحكومة الإسرائيلية ستمارس كل الجهود الممكنة لمنع «جرأة الأمل» والسفن الأخرى من الوصول إلى غزة. وأوضح «خالدى»، وهو أمريكى من أصول فلسطينية، أن الهدف المهم هو «إلقاء الضوء على معاناة 1.5 مليون فلسطينى فى غزة بسبب رفض إسرائيل والولاياتالمتحدة ومصر لحكومة حماس». واعتبر أن «كلاً من السلطة الفلسطينية فى رام الله وحكومة حماس فى غزة فشلتا فى خدمة مصالح الشعب». وقال: «إن الجهود المبذولة تهدف إلى مساعدة 1.5 مليون شخص، معظمهم من الأطفال، محرومين من حرية الدخول والخروج من القطاع والاحتياجات الأساسية للحياة بسبب الحصار». وأضاف: «إن تخفيف إسرائيل للحصار وفتح مصر معبر رفح بعد الحرج الذى سببته قافلة الحرية لم يغير الوضع القائم وهو أن القطاع عبارة عن سجن كبير لمعاقبة سكان غزة على سياسات وأفعال الحكومة التى فرضت سيطرتها عليهم». وقال «خالدى» إنه إذا كان اسم سفينة «جرأة الأمل» يتسبب فى حرج لإدارة أوباما فمن الأفضل لها أن تطالب إسرائيل بإنهاء الحصار والرد على ادعاءات أعضاء الكونجرس الذين يؤيدونه. ورغم أن «خالدى» هو أحد العشرات الذين وقعوا الرسالة مع أكاديميين آخرين من أصول عربية أيضاً، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية ركزت فى تغطيتها على خالدى فقط. وركزت بعض الصحف المؤيدة لإسرائيل على الهجوم الذى شنته عليه خلال انتخابات البيت الأبيض عام 2008. وكان الهجوم وقتها يستهدف تقليل أسهم أوباما بسبب صداقته مع «خالدى» الذى اتهم بالتطرف لأنه عمل متحدثاً باسم منظمة التحرير الفلسطينية عندما كانت على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.