كان لى حظ وشرف أن أحضر نهائى كأس العالم فى جوهانسبرج، وجاءتنى هذه الفرصة بدعوة كريمة من الصديق هانى أبوريدة، الذى أسعدنى بعلاقاته القوية وصداقاته المتنوعة مع جميع أعضاء الفيفا بمن فيهم بلاتر وحياتو، ولعل وجوده المرتقب على رأس اتحاد الكرة يزيد من أواصر العلاقات مع الاتحادين الدولى والأفريقى، ويكتب له النجاح ويستطيع قيادة سفينة الاتحاد وسط المشاكل الكثيرة التى تواجه الكرة المصرية حالياً. خلال مباراة النهائى وجدت نفسى أقارن بين شخصين تقع عليهما مسؤولية المباراة كاملة، الأول مسؤول عن كل ما يخص المباراة من تنظيم وإدارة خارج المستطيل الأخضر، والثانى مسؤول عن كل ما يخص المباراة داخل المستطيل الأخضر - ما عدا أرضية الملعب فهى من اختصاص الأول. الأول مصرى يجب أن نفتخر به جميعاً وهو المهندس مصطفى مراد فهمى، سكرتير الاتحاد الأفريقى، الذى شرفت مصر كلها بأن الفيفا اختاره ليكون المسؤول الأول عن تنظيم المباراة النهائية، وكلنا رأينا عظمة وروعة التنظيم، وكل الأمور سارت كما هو مرتب ومنظم، ولم يحدث ما يعكر صفو المباراة، وخرجت إلى بر الأمان، وكم كان خوفى من مفاجآت تحدث قد تتسبب فى إفساد النظام، ولكن حكمة المهندس مصطفى وتقديره وتوقعه وخبرته الطويلة، ساعدته على إتمام المهمة على أكمل وجه، وحق لنا نحن المصريين جميعاً بأن نفخر بأن كان لنا سفير فوق العادة فى أول نهائيات لكأس العالم تقام بأفريقيا، ومصطفى فهمى هو الجندى الذى وراء كل نجاحات الاتحاد الأفريقى، وها هو يشارك فى نجاحات الاتحاد الدولى، وهو دائما بعيد عن الأضواء، يؤدى عمله ويخلص فيه، ولكم أتمنى أن يكون لدينا مصرى مثله فى كل اتحاد أو هيئة دولية. نأتى إلى الشخص الثانى وهو هوارد ويب الحكم الإنجليزى الذى أسند إليه تحكيم المباراة، وفى تقديرى وتقدير الكثيرين أنه أفسد طعم المباراة التى تنتظرها جماهير الكرة كل أربع سنوات، بالغ فى الكروت الصفراء وتغاضى عن استخدام الحمراء فى أكثر من مرة، وحزم المباراة وأكثر من الصافرات التى تسببت فى تعطيل المباراة وبطء رتمها، كانت كل تصرفاته منذ أن نزل أرض الملعب قبل المباراة تنم عن أنه يريد أن يعلن أنه بطل المباراة الأوحد، حتى فى تسليم الميداليات كان حريصاً على الوقوف أمام الكاميرات. للأسف لم يكن على مستوى المباراة، ولا يمكن أن يكون هذا الإنجليزى هو الحكم الذى يتم تشريفه وتسند إليه مباراة نهائى كأس العالم، وأثناء المباراة وأنا أتابعها ومع كل صافرة يطلقها، يحضر إلى تفكيرى حكامنا المصريون، الذين طالما قسونا عليهم، وأنا أحد الذين أساءوا إلى أحدهم فى يوم من الأيام، ولكن بعد أن رأيت هذا الحكم وأخطاءه، وأخطاء العديد من الحكام فى كأس العالم رغم التدقيق فى اختيارهم، ورغم التقدير المالى غير العادى الذى يدفع إليهم من الفيفا غير الإقامة المريحة وكل سبل النجاح وأمام ظروف حكامنا القاسية والمبلغ الضعيف الذى لا يشجع الكثيرين لخوض تجربة التحكيم الشاقة، وجب علىّ أن أقول رفقاً بحكامنا، ليس معنى هذا أن نتركهم يخطئون، ولكن رأينا بأعيننا خيرة حكام العالم يخطئون. علينا أن نحاول أن نرفع من مستوى حكامنا ونحقق لهم المناخ المناسب لأنهم قضاة الملاعب، ودونهم لن تكون هناك كرة قدم. مرة أخرى مبروك لأفريقيا نجاح إحدى دولها فى تنظيم كأس العالم، وكم أتمنى أن نصل يوماً أن تكون لدينا القدرة على تنظيم مثل هذا الحدث. ونلتقى الأسبوع القادم بإذن الله. [email protected]