رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى، التعليق على صحة الرئيس مبارك. وقال كراولى، فى مؤتمر صحفى عقده أمس الأول، بوزارة الخارجية، إن الحديث حول صحة الرئيس مبارك متروك للحكومة المصرية، «وهى حرة فى التعليق حول وضعه الصحى»، مضيفا أن الحكومة الأمريكية مستمرة فى تقدير الدور الذى تقوم به مصر والرئيس مبارك فى حفظ السلام والاستقرار فى المنطقة، و«نحن نتمنى له موفور الصحة». كانت بعض التقارير الصحفية والإعلامية قد تساءلت حول صحة الرئيس مبارك، بعد الإعلان عن تأجيل لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أكثر من مرة. فى سياق آخر، يصل الرئيس التركى عبدالله جول، إلى القاهرة الثلاثاء المقبل، فى زيارة رسمية لمدة يومين يستقبله خلالها الرئيس حسنى مبارك، ويلتقى مع عدد من كبار المسؤولين المصريين. وعلى الرغم من أن مصادر دبلوماسية مصرية، أكدت أن مباحثات الرئيسين ستركز على التطورات فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام، والجهود المبذولة حاليا على المستوى الدولى لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، إلا أن مصادر سياسية مصرية أكدت أن اللقاء يهدف إلى نزع احتواء خلاف مرشح للصعود بين الجانبين على خلفية الدور التركى فيما يتعلق بعملية السلام والمصالحة الفلسطينية. وأكدت مصادر سياسية مطلعة بالقاهرة ل«المصرى اليوم»، أن زيارة الرئيس التركى لمصر تأتى فى إطار تهدئة الأمور بين الجانبين ونقل تطمينات الجانب التركى للجانب المصرى، من خلال التأكيد على أن تركيا لا تسعى لاختطاف الدور المصرى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأنها لا تهدف إلى أن يكون دورها بديلا عن الدور المصرى فى المصالحة بين حركتى فتح وحماس. وأشارت المصادر إلى أن العلاقات بين الجانبين شهدت شكلا من أشكال الفتور فى الفترة الأخيرة خاصة عقب أحداث «أسطول الحرية» التركى الذى تعرض للاعتداء من جانب الجيش الإسرائيلى فى المياه الدولية بالبحر المتوسط، أثناء توجهه إلى قطاع غزة لنقل مساعدات إنسانية لأهالى غزة، حيث اعتبر البعض أن الموقف التركى أدى إلى إحراج السياسة المصرية والعربية، حيث بدا الأتراك فى صورة الأبطال، بينما بدا وكأن الحكومات العربية ضعيفة ولا تقوى على القيام بأفعال مشابهة. وأوضحت المصادر أن العديد من وسائل الإعلام الحكومية المصرية سعت إلى التقليل من الدور التركى، ووجهت له انتقادات آنذاك، كما سعى بعض السياسيين المصريين إلى التأكيد على أن الدور المصرى يظل دائما أهم من أى دور تركى بالنسبة للقضية الفلسطينية. وأشارت إلى أن الحكومة التركية ترغب أيضا فى التأكيد على أنها لا تسعى إلى اختطاف الدور المصرى فى مسألة المصالحة الفلسطينية، أو أن يكون دورها بديلا للدور المصرى، خاصة بعد أن أعرب قادة أتراك فى مقدمتهم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عن استعداد بلاده للعب دور فى قضية المصالحة الفلسطينية. وأكدت المصادر أن هذا التحرك التركى ينسجم مع السياسة التركية التى تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية، التى تسعى إلى إنهاء وتصفية أى خلافات مع دول الجوار والوصول إلى «صفر خلافات» مع دول المنطقة، والعمل على تدعيم العلاقات خاصة مع الدول العربية.