فتاوب رمضانية: مريض السكر والصيام

الهاجس الأكبر لدى مريض السكر من النوع الثانى ولدى طبيبه المعالج هو حدوث انخفاض فى نسبة السكر بالدم خلال فترة الصيام أثناء رمضان، لأن تأثير هذا الانخفاض على المدى القصير على الصحة وحتى على الحياة نفسها قد يؤدى إلى مضاعفات شديدة، مثل: الأزمات القلبية أو جلطة بالمخ أو غيبوبة، لذلك فمن المهم أن يعرف مريض السكر أعراض انخفاض السكر بالدم، خاصة قبل الصيام، وهى تتراوح بين «دوخة وعدم تركيز ورعشة وصداع وزيادة فى سرعة ضربات القلب وزيادة إفراز العرق وهلوسة، وقد يتطور الأمر إلى حدوث تشنجات عصبية وغيبوبة»، وتنقسم حالات انخفاض السكر بالدم إلى: حالات بسيطة يتعرف عليها المريض ويتعامل معها بتناول شراب سكرى، أو إلى حالات شديدة تحتاج إلى تدخل طرف آخر للعلاج أو لمعاونة، وقد يحتاج الأمر فى هذه الحالات الشديدة إلى أخذ محاليل جلوكوز بالوريد بالنقطة.
وينقسم مرضى السكر من النوع الثانى على حسب العلاج إلى ثلاث فئات: مرضى يعالجون بواسطة الأدوية المعطاة بالفم، المنشطة لعمل الأنسولين فقط، وهؤلاء نسبة الإصابة بانخفاض السكر بالدم لديهم خلال الصيام ضئيلة جداً، ومرضى يعالجون بواسطة الأدوية المعطاة بالفم المنشطة لخلايا البنكرياس لإفراز الأنسولين، ومرضى يعالجون بواسطة الحقن بالأنسولين، وهؤلاء معرضون أكثر لحالات انخفاض السكر بالدم خلال صيامهم.
وعلى مريض السكر من النوع الثانى أن يراجع طبيبه المعالج ويفضل قبل الصيام لكى يراجع معه العلاج ومواعيده خلال الصيام فى شهر رمضان، وقد يحتاج الأمر إلى تغيير نوع العلاج إلى أدوية أخرى معطاة بالفم أو إلى أنسولين آخر، كلاهما أكثر أمانا من ناحية انخفاض السكر بالدم، وكذلك قد يحتاج الأمر إلى تقليل الأدوية أو الأنسولين إلى جرعة واحدة عند الإفطار فقط، وكذلك على مريض السكر أن يتابع مع طبيبه المعالج عند حدوث أى أعراض جديدة.
وعلى مريض السكر الصائم أن يتابع قياس مستوى السكر بالدم لديه خلال الصيام على فترات، وإذا وجد مستوى السكر لديه أقل من 80 مجم فلابد أن يفطر فى الحال لاحتمال انخفاضه أكثر مما قد يؤدى إلى مضاعفات، وإذا لم يتسن له هذا القياس فعليه أن يفطر فى حالة حدوث أعراض انخفاض السكر السابق ذكرها.
وهذه النصائح تنطبق على مرضى السكر من النوع الثانى الذين لا ينصح لهم بالصيام مثل الذين يحتاجون للعلاج بالأنسولين بالحقن بأكثر من جرعتين فى اليوم، ومريضات السكر الحوامل والمرضى المصابين بفشل كبدى أو كلوى أو بأمراض القلب والشرايين الحادة أو المصابين بالتهابات ميكروبية أو فيروسية حادة، والمرضى الذين لديهم تاريخ مرضى بأزمات انخفاض مستوى السكر بالدم متكرر أو الذين لا يشعرون بأعراض انخفاض السكر لديهم.
د. شريف حافظ
أستاذ الأمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر، كلية الطب جامعة القاهرة