من مبادئ الألتراس الأهلاوى عدم الظهور إعلامياً بشكل قاطع لأنهم يرون أن مكانهم الوحيد هو «الكورفة» وهو المصطلح الذى يطلقونه على «المدرج» أو موقعهم فى الاستاد بالدرجة الثالثة شمال، كما أنهم يفرضون نوعاً من السرية حول جروب الألتراس حتى لا تتسرب معلومات عن الأعلام واللافتات التى يصممونها ويطلقون عليها «الدخلات» شعارهم فى ذلك أن «الدخلة اللى بتتحرق مابتتعملش حتى لو كانت إيه». «المصرى اليوم» حاورت واحدا من الألتراس الأهلاوى وتنشر صور كواليس لافتات مباراة الأهلى والزمالك الشهيرة فى كأس مصر، التى اتهموا فيها الزمالك بأنه ناد عميل للإنجليز، الألتراس أصر على تمويه وجهه قبل إمدادنا بالصور، وطلب «أحمد» عدم ذكر اسمه كاملا لأن ظهوره الإعلامى أو «تنجيم نفسه» – كما يقول- خط أحمر. ■ من أنتم تحديدا؟ - نحن مجموعة مشجعين كنا فى رابطة قبل ذلك تدعى AFC أو Ahly Fans Club ولا تزال موجودة، وقد تكونت الرابطة من ناس محترمين جداً، نذهب إلى المباريات ونشجع بدون شتائم ومن غير أى قلة أدب، بس اللى كان بيحصل إننا كنا بنروح نتشتم ونتضرب خاصة من جمهور الإسماعيلى، ورغم سبابهم كنا نصفق لهم لكى نحرجهم بدلا من أن نبادلهم السباب، ورغم تسامحنا معهم كانوا يضربوننا بعد المباريات، فخرجنا من مجموعة AFC وأسسنا الألتراس، وكان مبدؤنا «هتشتمنى هشتمك، وهتضربنى هضربك» وأن نخرج التشجيع من مجرد صيحات «اوووه أهلاوى» والصقفتين وخلاص، إلى رغبتنا فى عمل عايز «دخلات» وأغانى وتشجيع زى بره. ■ وماذا عن المسؤولين عن الألتراس؟ - المؤسسون عددهم قليل جدا، حوالى 10 أو 15 مشجعاً، هم المتحكمون فى قرارات وسياسة الألتراس عامة، ودول اللى موثوق فيهم بنسبة 100% يعنى لا داخلين عشان يطلعوا من الموضوع فلوس ولا عشان يطلعوا فى التليفزيون يقولوا إحنا مشجعين الأهلى، فنحن نعمل بدافع حبنا للنادى الأهلى فقط لا غير، ومش بنقف جنب حد إلا حبا فى النادى، يعنى حسام وإبراهيم حسن من أكتر الناس اللى قدموا خدمات للنادى، بقوا بيشتموا فيه خلاص ميلزموناش فى حاجة، لعيب فى الأهلى نازل الملعب عنده 19 سنة محدش لسه يعرفه، نهتف له ونغنى له، مشى من النادى خلاص ولا نعرفه. ■ كيف جاءت فكرة لافتات مباراة الأهلى والزمالك فى كأس مصر؟ - بالنسبة ل«دخلة» ماتش الأهلى والزمالك.. كنا نريد بها توضيح الفارق بين الناديين، نادى الزمالك بالفعل عند إنشائه كان اسمه المختلط وحبينا نوضح للناس إن خطين الزمالك الحمر دول جم من علم إنجلترا اللى كانت محتلانا، لأن نادى «المختلط» وقتها كان ناديا للأجانب وغير المصريين، بينما النادى الأهلى كان النادى الوطنى واستمد ألوانه من علم مصر وقتها، الأحمر والهلال والنجمة. ■ ولماذا يصل الأمر إلى هذا الحد من العنف؟ - من الممكن أن يقول أى إنسان إننا نبالغ أو دى ناس فاضية، بس ده موضوع كرامة وانتماء للأهلى، زى ما أى واحد عنده انتماء لأبوه وأمه وعيلته مينفعش حد ييجى جنبهم وأسكت، أنا عندى الأهلى يكسب أسيوط فى ماتش ملوش أى لازمة أحسن ما مصر تكسب كأس الأمم الأفريقية. ■ وكيف تمولون الدخلات التى تقومون بها؟ - هناك أنشطة بسيطة للجروب مثل بيع التى شيرتات وكابات الألتراس، نكسب فى القطعة الواحدة 30 جنيها، نصرفها على الجروب، نعمل دخلات قوية ونجدد السايت، ومفيش حاجة بتخش جيبنا وإحنا لينا حساب فى البنك، إلى جانب إن فيه ناس بتصرف على الجروب يعنى مثلاً محاسب مصرى أهلاوى أوى بيشتغل فى الإمارات وبيحب الأهلى يدينا فلوس، وهكذا. ■ وكيف يتم تصميم تلك الدخلات، وأماكن إعدادها؟ - كل واحد بيشيل اللى يعرف يعمله، فمثلا أنا عارف إن عندى فلان فى الجروب عنده موهبة تأليف الأغانى نقول له إعمل لنا أغانى، فلان بيعرف يرسم نأمره يرسم الدخلات. ومن خلال العمل الجماعى الحاجات بتطلع، بس إحنا بنفرض عليها سرية تامة ومستحيل حد يكون عارف إحنا هنعمل إيه قبل الماتش، مفيش حاجة بتظهر لأى حد غير فى لحظتها حتى المشاركين فى صناعة الدخلة ممكن يكونوا ميعرفوش هى هتطلع إيه فى الآخر، يعنى أنا هديك مثلا ورقة جلاد تعملها بالشكل الفلانى وهى فى النهاية هتكون نقطة فى وسط حرف من كلمة «النادى الأهلي» على التيفو (التيفو هو الشعار الذى يتم رفعه فى الدخلة)، والدخلة الواحدة بتتكلف من 30 إلى 40 ألف جنيه حسب الخامات اللى هنستخدمها وبتحتاج شغل ومجهود كبير جدا وسرية، إحنا ممكن نعملها مثلا فى شارع ضلمة مهجور عشان محدش يشوف أو نأجر مركز شباب بالليل ونقفل على نفسنا ونشتغل، المهم محدش يعرف هنعمل إيه لأن الدخلة اللى تتحرق مش هتتعمل فى الماتش حتى لو كانت إيه، والتشجيع نفسه يتم تنظيمه قبلها، فكل منطقة داخل الكورفة (المدرج) لها الكابو بتاعها (قائد التشجيع)، وهو اللى كلمته ماشية على الكل حتى لو قال للناس تهوهو هتهوهو، وإحنا عندنا دلوقت أربع كابوهات ماسكين المدرج أجدع من أى حد. ■ كيف يتعامل الأمن معكم؟ - علاقتنا بالأمن زى الطين من الأول لحد موضوع شوبير، طلع فى البرنامج بتاعه قال دول بلطجية وحشاشين وصيع وقوّم علينا الدنيا، وطبعا كل ده مش حقيقى، وتكلم فى موضوع الشماريخ، الشماريخ موجودة فى كل العالم، فى أوروبا كلها وكل الدول التى تهتم بكرة القدم والتشجيع. الأمن يتعامل معنا بمنتهى التعسف وأى أشياء فعلناها كانت «رد فعل» للتعامل المهين الذى وجدناه منهم، أصل يعنى إيه أبقى داخل الاستاد وضابط التفتيش يقولى إقلع الكوتشى وساعات إقلع البنطلون، وطبعا مفيش أى حاجة تدخل حتى عصيان الأعلام ممنوعة والسنانير اللى بنعلق عليها التيفو طب هنشجع إزاى، وأجى أتكلم معاه ألاقيه بيشتمنى بأمى. ■ كيف يتعامل النادى الأهلى ولاعبوه معكم؟ - علاقتنا بالنادى محترمة وقوية جدا، ولو نظرت لدكة الاحتياطى فى المباراة ستجد مصطفى شبيطة يغنى معنا أغنية تالتة شمال، ومحمد بركات يقول فى حواراته إن الألتراس هم جمهور الأهلى الحقيقى، مانويل جوزيه بنفسه ارتدى التى شيرت الخاص بنا، وآخر تمرين له مع النادى قمنا بالغناء له فبكى وأوقف التدريب، وقبل ذلك واحد مننا إتقبض عليه واتاخد على البوكس، مانويل جوزيه راح للبوكس وقال مش ماشى إلا لما تنزلوه، الراجل ده أهلاوى أكتر من ناس كتير أوى.