«سنة حبس مع الأشغال الشاقة وكفالة ألف جنيه لتسعتاشر من أعضاء ألتراس الزمالك بسبب أعمال الشغب اللى عملوها فى مقر النادى الأهلى بالجزيرة»، كان المذيع بأحد برامج التوك شو الرياضية يتحسر على حالة التدنى التى وصل إليها مشجعو الكرة فى مصر بعد أحداث العنف بين مشجعى الناديين. اللافت للنظر أن المذيع قد قال إن المحكوم عليهم ينتمون لمشجعى «الألتراس» رغم عدم وجود دليل قاطع على ذلك. ظهرت روابط الألتراس بشعاراتها المتعصبة منذ ما يقارب 3 أعوام، كأهم ظاهرة فى التشجيع الكروى بمصر على مدار العقد الأخير. احتلوا مكانهم المميز فى مدرجات الدرجة الثالثة، وطبقوا قواعدهم الصارمة فى التشجيع، مثل الهتاف بحماس لا يفتر طوال فترة المباراة، بصرف النظر عن النتيجة، ورفع الأعلام والشعارات المبتكرة دائما، الخارجة عن اللائق فى أحيان كثيرة. تحول الألتراس من مجموعة من الشباب المتحمس المقلد للتشجيع الغربى، إلى مادة مثيرة للجدل بعد أن اتهمهم الجميع بأنهم السبب وراء كل هذا العنف والتردى الأخلاقى بين المشجعين. تنوعت المعارك بين مشجعى الناديين الكبيرين. مشجعو الأهلى يلفون كلبا بعلم نادى الزمالك أمام كاميرات التليفزيون ولافتة تتهم النادى بالخيانة. مشجعو الزمالك يبدأون صراعا بالأسلحة البيضاء فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز بالمهندسين، فيغلقون الشارع لأكثر من 20 دقيقة، ويثيرون الذعر ويدمرون عددا من السيارات. مشجعو الألتراس يتبرأون من اتهامات العنف والعنصرية، والأرجح أن ظهورهم لم يكن سببا فى تصاعد حدة الصراع والتعصب الكروى، بل نتيجة له.