للمرة الأولى يتناول ألبوم دينى عشر شخصيات نسائية أثرت فى حياة الرسول «صلى الله عليه وسلم» منهن «السيدة عائشة والسيدة صفية وأم أيمن وحليمة السعدية وفاطمة ابنة الرسول والسيدة زينب وأم عمارة وآمنة أم الرسول وأسماء بنت أبى بكر»، واختارت أنغام مطربة الألبوم «الحكاية محمدية» ليكون اسماً له. عناصر نجاح الألبوم اكتملت من شاعر حقق نجاحا فى مجال الغناء الدينى، وملحن متمكن من أدواته، ومطربة لديها صوت قوى وإحساس متميز، وشركة إنتاج «أرابيكا» لا تبحث عن المكسب المادى بقدر تقديم أعمال دينية قيمة فى ظل الحالة السيئة التى تمر بها سوق الكاست. «المصرى اليوم» حصلت على نسخة من ألبوم «الحكاية محمدية» قبل طرحه فى الأسواق، وحاورت فريق العمل. أنغام: ارتعشت وأنا أغنى للسيدة «فاطمة».. و«أم أيمن» كانت مفاجأة لى تجربة خاصة، ومغامرة من نوع فريد خاضتها أنغام، صاحبة واحد من أحد أجمل الأصوات المصرية، بعد أن دخلت إلى ساحة الغناء الدينى لتقدم ألبوماً كاملاً لا يستطيع تقديمه إلا أصحاب الأصوات المتمكنة الحساسة. تجربة أنغام مع الغناء الدينى تروى من خلال مواقف درامية مغناة ووقائع وحكايات من تاريخ أمهات المؤمنين وبنات الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت المفاجأة أنها صاحبة الفكرة، وهى التى اختارت اسم الألبوم. ■ كيف جاءت فكرة تقديم أغنيات دينية، ولماذا ألبوم كامل وليس أغنية واحدة؟ - ما حدث هو أننى استمعت لألبوم «فى حضرة المحبوب»، الذى غناه وائل جسار من كلمات الدكتور نبيل خلف وألحان وليد سعد، وأعجبتنى الحالة الدرامية الجميلة فى الألبوم والأجواء الروحانية التى تحيط به وخطر فى بالى أن أقدم عملاً مثله «لأمهات المؤمنين» سواء أمه آمنة أو زوجات الرسول أو حليمة السعدية أو السيدات اللاتى اجتهدن معه، ونظراً لعدم وجود «سابق معرفة» مع الدكتور نبيل، طلبت من الملحن وليد سعد أن ينقل إليه الفكرة، ويرى إمكانية العمل عليها. ■ إذن أنت صاحبة المبادرة، فكيف كانت استجابة نبيل خلف؟ - أكثر من رائعة، فقد حدث نوع من «التساهيل الربانية»، وانتهت مرحلة الكتابة بأسرع مما توقعت، لندخل بعدها وبسرعة إلى مرحلة التنفيذ. ■ ولماذا اخترت الغناء عن أمهات المؤمنين بالتحديد؟ - لأن لم يغن لهن أحد رغم عظمتهن، ومن الطبيعى أن تأتى هذه المبادرة من مطربة وليس من مطرب، وشجعنى جداً الألبوم الأول لوائل جسار، الذى قدم فيه حياة الرسول الكريم فى مشاهد درامية غنائية ظهر خلالها عدد من صحابته وأحبائه. ■ تقولين إن هناك حالة من «التساهيل»، كم استغرقت مرحلة كتابة الأغنيات؟ - لن تصدق إذا قلت لك إن الأغنيات كتبها الدكتور نبيل فى عشرة أيام فقط، وسارت الأمور كلها بسلاسة فاقت كل توقعاتى. ■ ألا ترين أنه وقت قصير جداً؟ - بمجرد أن عرضت الفكرة، وجدت أن الدكتور نبيل قارئ جيد جداً لهذه الفترة، ولديه كم معلومات رهيب وتفاصيل كثيرة، فضلاً عن إرادة الله التى يسرت لنا الكثير. ■ معروف عنك أنك تستغرقين وقتاً طويلاً قبل اتخاذ أى قرار يخص العمل، فكيف اتخذت هذا القرار بهذه السرعة؟ - الكتابة بدأت بمجرد الاتفاق على الإطار العام، وكذلك التلحين الذى قام به وليد سعد بذكاء وجمال متناه، ولم نتنازل عن أى تفصيلة أثناء العمل، بل دارت مناقشات بيننا، والعمل استغرق شهوراً. ■ وهل شهدت مرحلة التلحين نفس السلاسة؟ - وليد اختار منطقة جميلة فى التلحين، وسارت الأمور بسلاسة، وأحياناً كنت أتوقف عند نقطة، وأشعر بأنى لا أفهمها بشكل كافٍ، وكنت أعود إلى الكاتب ليشرح لى باستفاضة طبيعة المجتمع وشكله فى تلك الفترة، ولماذا استخدم مفردة بعينها، والحقيقة أن «نبيل» موسوعة تاريخية فى كل تفاصيل تلك المرحلة. ■ هل كانت الكلمات صعبة بالنسبة لك مقارنة بالغناء العاطفى؟ - لن أنكر أن العاطفى أسهل، لأن الكلمات هنا تروى حدثاً درامياً، لكن بمجرد الفهم والاستيعاب تصبح المسألة بسيطة، وكنت أحياناً أعود إلى الورق، وأنا فى الاستديو أثناء التسجيل. ■ غنيت لأمهات المؤمنين وصحابيات، فهل أنت التى اخترت شخصياتهن أم المؤلف؟ - أنا صاحبة الفكرة فقط، لكن الاختيارات تعود للدكتور نبيل، الذى جعلنى أستمتع بالغناء لشخصيات لم أتوقع يوماً أن أغنى لها، وأعترف أن بعضهن لم أكن أعرفه، لأنى لست متعمقة جداً فى التاريخ. ■ مثل من؟ - أم أيمن وأم المؤمنين صفية، وبصراحة عند بداية المشروع لم أتخيل أبداً أن يصل العدد إلى عشر شخصيات. ■ أى الشخصيات العشر شعرت بأنها الأقرب إلى قلبك؟ - فاطمة بنت الرسول عليه الصلاة السلام التى أحببتها جداً وهى مكتوبة بشكل جميل جداً ولحنها رائع، لدرجة أنى كنت أرتعش وأنا أغنيها. ■ إلى هذه الدرجة؟ - نعم، أحسست بها وبحكايتها مع الرسول عليه السلام، وأيضاً قصة ابنته زينب التى تزوجت من مشرك، وبعدما نزلت عليه الرسالة، كيف رفض زوجها دخول الإسلام، وكيف منعها الرسول عنه إلى أن أعلن إيمانه. ■ هل نفتقد حالياً هذه النوعية من الأغانى الدينية؟ - طوال الوقت نحن فى حاجة إلى هذه النوعية من الأغانى، وأرى أننا نعيش حالياً فى فترة وعى دينى يفوق الفترات السابقة، لكن هناك حالة تخبط بين الوعى والتشدد، ونحن بحاجة إلى مثل هذه الأغنيات لنصل إلى وجدان الناس التى تمتلك الوعى الدينى، ونبعدهم عن التشدد، فأنا لست مع المتشددين والحمد لله علاقتى جيدة بربنا ومتدينة إلى الحد الذى أشعر معه بالرضا، ومن خلال هذا الألبوم عملت شيئاً يفيد الأجيال الموجودة، كما يفيد أجيالاً مقبلة ستأتى بعدنا. ■ وهل تعتبر الأغانى الدينية نوعاً من التوعية أو التثقيف للجمهور الذى ابتعد عن الدين؟ - لا أعتبر الشعب كله ابتعد عن الدين، ولكن قد يكونون لا يهتمون بقراءة الكتب، والألبوم الدينى يوفر لهم معرفة قصص وحكايات حدثت فعلياً، وهذا ما حدث معى، فكنت أسأل المؤلف عن قصص كثيرة لا أعرف عنها شيئاً. ■ رضاك عن التجربة هل يعنى إمكانية تكرارها، أم أنك لن تقررى إلا بعد متابعة حجم نجاح الألبوم؟ - بالتأكيد أتمنى أن ينجح العمل، ويصل للناس كما وصلنى وكما أديته، لكنى لا أعتقد أننى سأكرره، لأنى عادة لا أكرر عملاً قدمته، وحتى لو حدث وقدمت ألبوماً دينياً آخر، فسيكون من منطقة مختلفة تماماً، وما قدمته حتى الآن مكتفية به. ■ لماذا ظهر صوتك أكثر روعة فى اللون الدينى بشهادة كل من استمع إلى الألبوم؟ - صوتى لم يختلف، لكن أجواء الغناء مختلفة، وعموما ما سمعته هو صوتى على اللحن مع موسيقى خفيفة، لذا تشعر بأن هناك شيئاً مختلفاً. ■ هل غنيت ألحان وليد سعد كما هى أم كانت لك ملاحظات؟ - كما قلت لك الألحان جميلة، وبسبب بساطتها لم تكن لى ملاحظات. ■ هل ستصورين إحدى الأغنيات بطريقة الفيديو كليب؟ - بالتأكيد، وأعتقد أنى لن أظهر فى الكليب، لأن استخدام الأسلوب الرمزى أفضل بالنسبة لطبيعة العمل. ■ لماذا اخترت «الحكاية محمدية» اسماً للألبوم؟ - اقترح الدكتور نبيل اسماً آخر، لكنى قلت فلنفكر فى الاسم أكثر من مرة، لأننا نريد أن نلفت انتباه الناس، ونعطى العمل حقه فى الظهور. ■ كم استغرقت فترة تسجيل الأغانى؟ - سجلت أغنيتين فى يوم، وأربعاً فى يوم، وأربعاً فى يوم، أى استغرق التسجيل ثلاثة أيام تقريباً، وأنتظر إلى أن ينتهى أسامة الهندى من بعض الأشياء فى التوزيع، وسأسمع الأغانى مرة أخرى، وسأعيد تسجيلها إذا شعرت بأن هناك شيئاً لم أقتنع به. ■ من الشخصية التى أعدت اكتشافها من خلال الألبوم؟ - بل قل اكتشفتها لأول مرة، هى السيدة «أم أيمن» التى لم نسمع عنها من قبل، لأن علاقتها بالرسول علاقة عجيبة، لدرجة أن السيدة عائشة كانت تغار من اهتمام الرسول بها. ■ ما الذى ينقص الألبوم من وجهة نظرك؟ - أرى أنه أدى رسالته الأساسية، وهى أن نجذب الناس إلى شخصيات لم يسمعوا عنها من قبل. ■ هل قرأت فى تاريخ تلك الشخصيات؟ - اعتمدت على الدكتور نبيل بشكل كبير جداً، لأنه يعود دائماً إلى أكثر من مرجع. ■ ألم تفكرى فى تقديم أدعية؟ - قدمت فى رمضان قبل الماضى دعاءً كتبه عزت الجندى، وكان جميلاً جداً، وكل مصر قامت بعمل أدعية، لذلك أعتبر أن المنطقة التى دخلتها أفضل كثيراً.