تكتب من واشنطن: تأسيس جهاز استخبارات دولي بقيادة امريكا اسرائيل تضغط لطرح نفسها كلاعب اساسي في التحالف الجديد وتحذيرات داخلية امريكية" وجود اسرائيل سيهزم جهود تقويض داعش" الإعلام الأمريكي يبدأ حملة لوقف مايصفونه بتمويل السعودية للارهاب,, الهدف واضح , وهو التحضير لقمة الأمن العالمي و بالتالي تحضير الممولين لمشروع تأسيس جهاز استخبارات عالمي بقيادة امريكا , وحتي نفهم القصة ادعوكم لقراءة هذا التقرير ------------ بدأت واشنطن جهودا حثيثة للتحضير لقمة الأمن العالمي والمقرر ان تنعقد في واشنطن العاصمة في الثامن عشر من فبراير المقبل , هذه الجهود التي تسعي الِي التوصل الِي توافقات مبدئية مسبقة مع الأطراف المشاركة لتكون القمة بمثابة توقيع بالاحرف الاولي علي سياق عالمي جديد سيكون نقطة فارقة في مصير عالمنا بالقرن الجديد . مبدئيا فإن كل المؤشرات العلنية منها والخاصة تفيد بوجود ترحيب دولي بالمشاركة في تحالف امني عالمي جديد يستهدف السيطرة علي مايسمي بإرهاب التطرف الاسلامي لاسيما من قبل المجموعة الأوروبية، وقد رأينا جميعا كيف اعلنت فرنسا رغبتها في تبني نظم امنية مشددة تماثل قانون الباتريوت اكت الأمريكي و الذي اقر بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر في ظل ادارة بوش اليمينية, وتم تمديد العمل به في عهد ادارة اوباما وهو القانون الذي اعتبره كثيرون نكسة للحريات الشخصية ، حيث يتيح هذا القانون للسلطات التنصت على أي مواطن أمريكي أو غير أمريكي لتوفير أي معلومات أو أدلة تدعم العدالة. لكن هذه الممارسات تشوبها الريبة لما تنطوي عليه من انتهاك للخصوصية، وهو ما واجهته بقوة مؤسسات المجتمع المدني في الولاياتالمتحدة وأوروبا دون جدوى، حيث تجد الإدارة الأمريكية دائماً ما يبرر تلك الممارسات ويخرجها من دائرة الحظر. والِي جانب تصريحات الحكومة البريطانية بتوقع زيادة الهجمات الارهابية في انحاءاوروبا – وهو تصريح يفهم منه ان له أساس سياسي واستخباراتي – جاء تصويت الجمعية الوطنية الفرنسية – البرلمان – بالأغلبية علي تمديد فترة مهام قوة التدخل العسكري ضد تنظيم داعش بالعراق لأربعة أشهر أخرى.وذلك باغلبية 488 صوتاً مقابل صوت واحد معارضاً ، و امتناع نواب حزب جبهة اليسار البالغ عددهم 13 نائباً عن التصويت. وذلك بعد ايام من احتشاد قادة اوروبا في مسيرة الأحد الشهيرة للتنديد بهجومي باريس , جاء كل هذا ليرسل اشارة واضحة لواشنطن بوجود قبول معلن و مستبق علي الاقل تجاه الخطوط العامة لأجندة المؤتمر المقترح امريكيا. و هي الاجندة التي يعكف حاليا عليها الخبراء الأمريكيون بغير معزل عن نظرائهم في الدول الحليفة لاسيما بريطانيا التي يعتبرها البعض الذراع اليمني للعم سام والحليف الموافق دوما ! الملاحظ هنا هو حجم الضغط الاسرائيلي علي كافة الأصعدة للدخول كلاعب رئيسي في هذا التنسيق الأمني العالمي المزمع ، وكان الظاهر منه كما شاهدنا جميعا الزج ب بنيامين نتنياهو في حضور مسيرة باريس والقائه كلمة ، وسيطرة رجال اسرائيل معظم الوقت علي مختلف قنوات الإعلام الأمريكي والأوروبي و وسائل التواصل الاجتماعي لتصوير اسرائيل علي انها ضحية مزمنة للارهاب الإسلامي و مهاجمين للشريعة الاسلامية والتطرف و الارهاب الإسلامي يعني الربط بين الإسلام و الارهاب ! لدرجة قيام سفارة اسرائيل في ايرلندا بإعادة بث صورةعلي حسابها بتويتر للموناليزا القابعة بمتحف باريس وهي ترتدي الحجاب وتمسك بيديها دانة أو صاروخ مدفع ! طبعا بعد انتقادات سارعت السفارة بإزالة الصورة بدعوي ان التعليقات عليها كانت معادية للسامية! لكن المفاجأة التي علمناها كانت في وجود نصيحة وجهت لادارة اوباما لاستبعاد اسرائيل مؤقتا من مشهد القمة ، بعد ورود تقارير رصدت غضب كبير لدي محيط العالم الإسلامي لرؤية نتنياهو في مسيرة باريس . الأمر الآخر واللافت كان في سيل جلسات النقاش بمختلف مراكز البحث وصنع القرار الأمريكية لاسيما المتنفذة منها والتي تحمل عناوين موضوعات – تحث علي بحث كيفية مواجهة الخطر المتنامي من الاسلام الراديكالي علي الأراضي الأمريكية والأوروبية وكيف انه بات من الضروري مكافحة عمليات غسيل المخ التي يقوم بها الراديكاليين لابناء الغرب باستخدام الانترنت . معالم اجندة المؤتمر - مناقشة كيفية خلق آلية في الدول المشاركة و الحليفة لمحاربة الارهاب علي أراضيها تتيح مراقبة وتتبع العناصر المشتبه بها ورصد العناصر المحتملة و مجتمعاتهم عن طريق تبادل مكشوف و سلس عبر القنوات الأمنية بهدف منع هجومات محتملة من قبل هذه العناصر و ذلك من خلال خلق قناة استخباراتية موحدة للرصد وجمع المعلومات والملاحقة و التوقيف . - التنسيق علي المستويات السياسية والأمنية والعسكرية لبحث امكانية تقويض و محاربة داعش و غيرها من المنظمات الإرهابية حول العالم وفي مقدمتها مناطق مايسمي بالبؤر السوداء و التي تكونت نتيجة غياب السيادة الأمنية الحكومية فيها ومنها تمدد حركة "بوكو حرام" في جنوب ليبيا و حدود نيجيريا مع نطاق جنوب الصحراء , والميليشيات المسلحة المتطرفة في ليبيا و حدود جنوب الشمال الافريقي , "جبهة النصرة" على معبر القنيطرة في هضبة الجولان السورية ومناطق سيطرة تنظيم "القاعدة" على مناطق عديدة في اليمن, وتمدد "داعش" في مناطق متفرقة في العالم العربي و محاولته التمدد في أفغانستان، و ضرورة ايجاد وسيلة لمواجهة خطر هذه التنظيمات علي الارض لاسيما بعد تمكنها من الحصول على أسلحة نوعية، وتطويرها لأداء القتال و وسائله – لاحظوا هنا ان تسليح داعش اصلا كان امريكيا سواء عندما تم تجميع نواة داعش .من مسلمين متشددين في شرق اوروبا و غيرهم لتدريبهم بالاردن كقوة مواجهة قتالية ضد قوات الحكومة السورية , أو من خلال استيلاء داعش لاحقا بعد تمردها علي الأمريكيين و تمددها الِي العراق علي اسلحة امريكية كانت بحوزة القوات العراقية ! - مناقشة وضع الية موحدة بإستخدام وسائل التكنولوجيا و الرصد المباشر وضبط ايقاع التشدد الإسلامي العنيف عبر متابعة الايدلوجيات المتشددة في المجتمعات و المساجد و عمليات الاستقطاب وغسيل العقول و التجنيد الجهادي عبر الانترنت لكثير من الشباب حول العالم. - تشجيع آليات خطاب ديني معتدل , دون معزل عن اشراك حكومات الدول ‘ - مناقشة توفير التمويل اللازم - تمت دعوة عدد من الدول العربية والاسلامية -! حصاد متوقع ان هجومي باريس سرعا من تطلعات الدخول بالعالم الِي نظام عالمي جديد و ان تقنين سيطرة استخباراتية لها أذرع قوة عسكرية واقتصادية سيسرع من تحقيق ذلك الهدف والذي بموجبه ستتغير مفاهيم السيادة والقومية في العالم و ستسقط بالتالي المفاهيم التي اقرتها اتفاقية وستفاليا من عام 1648 و حتي الان . ان الولاياتالمتحدة تظل المرشح الاوفر حظا لقيادة جهاز الاستخبارات العالمي الجديد لما يتوفر لديها بالفعل من معلومات و تقنية وتكنولاجيا, وانها إذا كانت نجحت بالفعل منذ الحادي عشر من سبتمبر وحتي الان في خلق منظومة شبه عالمية و التوسع في تعاونها الأمني مع الدنيا كلها, بل لم تتردد واشنطن في مراقبة العالم رغم انفه , وهذا يذكرنا بتقرير سابق لنا نقلنا فيه عن مصادر بمؤسسة Cryptome الأمريكية وثائق حول تجسس وكالة الاستخبارات الأمريكية «سى آى إيه» على حوالى 125 مليار اتصال هاتفى، منها 9,1 مليار عملية تجسس على الاتصالات فى مصر ، و8, 7 مليار فى المملكة العربية السعودية، ومثلها فى العراق، و على 6,1 مليار اتصال فى الأردن، وأكثر من 360 مليون اتصال فى ألمانيا، و60 مليونا فى إسبانيا، و46 مليونا فى إيطاليا بالإضافة إلى 3 مليارات اتصال داخل الولاياتالمتحدة نفسها، وذلك باستخدام برنامج PRISM السرى لجمع المعلومات والتجسس على الاتصالات الهاتفية وعبر مراقبة الإنترنت!! ان هذا التوجه الجديد سيخلق رواجا تاريخيا لشركات تكنولوجيا التجسس وقطاع عريض من شركات التكنولوجيا المعلوماتية و التسليحيه وتكنولاجيا التواصل الالكتروني و غيرها , وهي جلها سوق يسيطر الأمريكيون عليها.