السؤال: عندما أتوضأ أقوم بملأ وعاء صغير أغمس فيه يديّ أثناء الوضوء، وأغترف منه الماء بيدي أثناء الوضوء (ويعود الماء الذي أستعمله إلى الإناء كماء المضمضة أحيانا والماء النازل من الوجه والذراعين)، وعند آخر الوضوء عندما أغسل قدميّ أضع قدمي اليمنى ثم اليسرى في الإناء، فهل ما أفعله جائز؟ أم أن ماء الوعاء يصبح طاهرا غير طهور؟ وهل يجوز فعل ذلك كذلك في الغسل؟ وإذا كان غير جائز، فإذا تطاير عن غير قصد القليل من الماء الذي يغادر جسد المتوضئ أو المغتسل في الماء الذي يستعمله للوضوء أو الغسل فهل يجب عليه تغيير الماء أثناء الوضوء أو الغسل؟ جزاكم الله خير. الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنه لا يشرع الوضوء بغمس الأعضاء في إناء أو وعاء يحوي ماء؛ لأن ذلك يجعل الماء مستعملاً في رفع حدث، وبالتالي لا يجزئ الوضوء به عند جمهور أهل العلم خلافاً للمالكية، فيكره عندهم الوضوء به مع وجود غيره، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 97679. وهذا إذا كان الماء قليلا، فإن كان كثيرا فلا مانع من غمس العضو فيه لكثرته، ولا يؤثر ذلك على طهوريته، كما تقدم في الفتوى رقم: 135429. وانظري لبيان حد الكثير في عرف الفقهاء فتوانا رقم: 16107. ومما تقدم يتبين أن الكيفية التى تتوضأ بها السائلة غير مجزئة لأن غمس الرجل في الماء بنية الطهارة تجعله مستعملا. أما لو تطاير القليل من الماء الذي يغادر جسم المتوضئ ووقع في الماء الذي يتوضأ منه، فإن ذلك لا يسلبه الطهورية؛ لأنه مما يكثر ويشق الاحتراز منه، كمن يتوضأ وتسقط قطرات من الماء الذي يغسل به وجهه أو يديه فتختلط بالماء الذي يتوضأ به، وانظر الفتوى رقم: 141150. وما قيل في الوضوء يقال في الغسل أيضا. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 162693 ، 97679 ، 242563 ، 222703 والله أعلم.