اليوم، منذ عام، استقللت سيارتى ذاهباً إلى منزل صديق العمر أبى العزيز ممدوح الليثى، كان ذلك فى تمام الساعة العاشرة صباحاً.. فتحت الباب أمى العظيمة وما هى إلا لحظات.. كان يقف كعادته يقوم بحلاقة ذقنه، وقفت خلفه وقلت له بصوت عال: كل سنة وأنت طيب يا بابا عيد ميلاد سعيد.. كان يوم ميلاده من كل عام الفرصة الوحيدة التى تجتمع فيها أسرتى؛ عمامى وخلانى وزوجاتهم وأبناؤهم.. الجميع كان حريصا على الاحتفال بعيد ميلاد أبى.. رد علىّ بابتسامته الجميلة التى لن أنساها أبداً مهما حييت: وأنت طيب يا عمرو. قلت له: عايزين نحتفل بعيد ميلادك النهارده.. رد قائلاً: لا خلاص كفاية كده.. ابتسمت وقلت له: كفاية كده إيه.. ربنا يديك الصحة وطولة العمر.. رد قائلاً: لا.. ما فيش داعى نعمل حاجة، عدى علىّ بالليل ونحتفل أنا وأنت وماما. شعرت برهبة وقشعريرة تدب بداخلى.. ورددت عليه: حاضر يا بابا.. التفتّ لأمى وسألتها: هو بابا ماله؟.. ردت قائلة: هو صاحى يقولى ده آخر عيد ميلاد ليا يا حاجة. بالفعل، نزلت من منزله وفى المساء عدت إليه وقد أحضرت معى تورتة صغيرة.. صعدت إلى غرفته وجدته جالساً متأملاً لصور قديمة له مع أخى الراحل شريف ومعى وأنا فى المدرسة وهو يمسك بى وبأخى ونحن بملابس المدرسة، هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه