أكد الرئيس التنزانى جاكايا كيكويتى أن أفريقيا فى وضع يؤهلها لكى تصبح قوة اقتصادية جديدة فى العالم فى القرن الحادى والعشرين وذلك إذا واصلت نموها الاقتصادى وتبنيها السياسات الاقتصادية السليمة والتى أثمرت عن النمو الاقتصادى الذى تشهده حاليا. وقال كيكويتى - فى كلمة له أمام الاجتماع السنوى لبنك التنمية الأفريقى المنعقد فى مدينة أروشا بتنزانيا - إن التكامل والاندماج الاقليمى بين دول القارة يعد طريقا فريدا من شأنه أن يمكن القارة من بناء قدراتها للاعتماد على ذاتها واكتساب مرونة فى مواجهة تأثيرات الهزات الخارجية مثل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. وأضاف أن كثيرا من دول القارة تركز على الاسواق الدولية فى تصدير سلعها بينما تغض الطرف عن المنافذ المجاورة وهذا يعزى بشكل رئيسى الى عدم إندماج أسواقنا الإقليمية بسبب ضعف البنية التحتية. ودعا رئيس تنزانيا دول القارة إلى مواصلة العمل على "استقرار الاقتصاد الكلى من خلال معالجة العجز الكبير فى الموازنات العامة"، مطالبا الحكومات الأفريقية ببذل جهود أكبر للحد من معدلات التضخم المرتفعة والابقاء على معدلات التضخم فى حدود لا تتجاوز 10 %. وطالب كيكويتى بنك التنمية الأفريقى بزيادة دعمه لمشروعات التكامل الإقليمى عبر أنحاء القارة، قائلا " نريد زيادة الاتصال فى افريقيا لتيسير ودفع النمو فى التجارة الأفريقية الداخلية وكذلك إنشاء الطرق والسكك الحديدية والمطارات ومشروعات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وزيادة الوصول إلى الأسواق" . وقال إن هناك استثمارات كبيرة يتعين القيام بها ولكن هناك دولا كثيرة فى القارة الأفريقية لا يمكنها تحمل هذه الاستثمارات بمفردها. وأشار الرئيس التنزانى جاكايا كيكويتى إلى أن هناك فرصا لأسواق بديلة ومصادر للاستثمار من اقتصاديات ناشئة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وذلك إلى جانب تعزيز التكامل الاقليمى بمناطق القارة المختلفة. وقال كيكويتى إن الدول الأفريقية شهدت فى السنوات الأخيرة زيادة كبيرة فى حجم التجارة وفى تدفق الاستثمارات الاجنبية المباشرة والمساعدات الانمائية من اقتصاديات الدول الناشئة وهى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وأوضح أن التجارة مع الصين وحدها - على سبيل المثال ارتفعت أكثر من 10أضعاف من 10.59 مليار دولار فى عام 2000 الى 126.9 مليار فى عام 2010 ، مشيرا إلى أن إجمالى حجم التجارة بين الدول الأعضاء فى "تجمع شرق أفريقيا" زاد بنسبة 86 %، حيث ارتفع من 2.2مليار دولار فى عام 2005 إلى 4.1 مليار فى عام 2010 ، مؤكدا أن اليقظة الحالية هذه يتعين مواصلتها ودفعها بحيث يمكن إحداث تغيير ومواصلته لصالحنا . وأشار إلى أن دولا أفريقية كثيرة تمتلك موارد طبيعية وافرة يمكن استخدامها كمواد خام فى تعزيز مستقبل التصنيع فى القارة والصناعات المحلية ، موضحا أن القارة يمكنها الاستفادة من تكاليف عمالتها المنخفضة لجذب الصناعات التى تنتقل من الدول التى ترتفع بها تكاليف الانتاج. وأشاد رئيس تنزانيا بالدور البارز الذى يلعبه بنك التنمية الأفريقى فى تعزيز أجندة التنمية فى القارة وقدم ثلاثة اقتراحات من أجل تعزيز الاستراتيجية الطويلة الأجل الجديدة للبنك البالغ مدتها عشر سنوات فى الفترة من 2013 إلى 2022. وقال إن المقترحات الثلاثة تتمثل فى تمويل الفجوة المالية اللازمة لدفع البنية التحتية للقارة، وتوفير تمويلات إضافية لتطبيق خطط الاستثمار الزراعى، ودعم التصنيع من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة والقطاع الخاص. كما أشاد الرئيس التنزانى فى هذا الصدد بدور بنك التنمية الأفريقى فى دفع جهود التنمية فى بلاده ، مشيرا إلى أن البنك بدأ عملياته فى تنزانيا فى عام 1971 بعدد مشروعات وصلت فى مارس الماضى إلى 121 مشروعا (ممولة بمنح وقروض) بائتمانات بلغت 2.9مليار دولار و95 % من هذه المشروعات ممولة بقروض ميسرة من البنك.