تحوي الجامعة العبرية قسما لدراسة "اليهودية والتاريخ للشعب الاسرائيلي وتاريخ الايديولوجية النازية، وتأثير ذلك على اليهود"، وينضم الى هذا القسم سنويا الألاف من الدراسين سنويا، وعلى مدار السنين تطورت اساليب البحث حول "المحرقة النازية والكارثة اليهودية"، حتى وصل الأمر الى أن أصبح لاصحاب الايديولوجية العنصرية اليهودية منصة بالجامعة لتعليم نظريتهم". وأوضح "دانييل بالتمان" الاستاذ بالجامعة العبرية، عبر مقال له بصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، أن "بيت مائير سدورف" وهو بيت ضيافة يقع في حرم الجامعة بجبل الزيتون، يؤجر احدى قاعاته لجمعية "مدرسة نظرية النفس"، وتعرف الجمعية نفسها على موقعها الالكتروني بأن رئيسها الحاخام "يتسحاق غينزبورغ"، وأنها تهدف الى " تدريب وتطوير وتهيئة رجال ونساء للعمل على تقديم الاستشارة والمساعدة النفسية حسب نظرية باعل شيم طوف المقدسة"، وللجمعية برنامج تعليمي مدته ثلاث سنوات في مجموعات منفصلة للرجال والنساء وفي عدة اماكن في البلاد، نشاطها في القدس يتم في الجامعة العبرية، وقد كتب ايضا على الموقع أن من يعلمون في المدرسة هم طلاب الحاخام "يتسحاق غينزبورغ"، وقد تعلموا طريقته وتم تأهيلهم من قبله لتعليم هذه الطريقة واعطاء الاستشارات بحسبها. وغينزبورغ هو كاتب نشرة "باروخ الرجل" التي نشرت بعد مذبحة باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي (غولدشتاين قتل 29 مصليا مسلما)، وهو يدافع عن افعال القاتل بادعاء أن "الانتقام هو جزء من التناغم مع الطبيعة، فعندما ينتقم اليهودي فانه يتوحد مع الشرارة الألوهية التي بداخله"، الأمر الذي يكشف العلاقة المباشرة بين نظرية غزنبورغ وبين صبية شباب التلال ومنفذي العمليات ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة. وأشار بالتمان عبر مقاله الى نص وصفه ب"العنصري" كان قد نشره غينزبورغ في العام 2003 اتهم فيه اليسار الاسرائيلي بالمسؤولية عن قتل عشرات اليهود وقال إنه لا يوجد للعرب حق في العيش في اسرائيل، هذه هي افكار هذا المفكر الكبير الذي يتم تعليم نظريته في مبنى موجود بالقرب من المدرسة التي يتعلمون فيها نظريات مارتن بوبر. وقد تمت محاكمة غينزبورغ بسبب التحريض على العنصرية، وقد تم اغلاق الملف من خلال صفقة حيث تم الاتفاق على الغاء لوائح الاتهام مقابل تعهده بالامتناع عن التحريض في المستقبل. والى جانب غينزبورغ، يعمل الحاخام "اسحق شابيرا" ضمن الطاقم التعليمي في هذه المدرسة، وهو شريك في تأليف "نظرية الملك" التي نشرت في عام 2009 والتي كان ضمن اقوالها أن "اليهودي الذي يقتل غير اليهودي لا يجب قتله، مسموح لاسرائيل التعرض لحياة غير اليهودي، عندما نتحدث عن قتل اطفال واولاد... يجب أن نقتل الاطفال اذا علمنا أنهم سيضرون بنا عندما يكبرون"، وقد استنكر هذا الكلام رجال دين معروفين وشككوا في حاخامية الكاتب، وقد قامت الشرطة بالتحقيق في الامر الى أن تم اغلاق الملف قبل سنتين. ومن جهتها أكدت ادارة الجامعة إنه لا توجد مخالفة للقانون بتأجير احدى قاعاتها لهذه المدرسة الفكرية، وحذر بالتمان حال استمرار مثل هذه الممارسات داخل الجامعة بأن المطالبون بالمقاطعة الاكاديمية على اسرائيل سيستغلون سلوك الجامعة العنصري.