أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية ، أن أولى اهتماماته عندما تولى مسئولية الوزارة كانت عودة العلاقات المصرية مع كل الدول العربية بصورة طبيعية وليس أن تكون العلاقة جيدة مع دولتين فقط كما كانت قبل الثورة . وقال محمد كامل عمرو في بيان له أمام لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب اليوم الثلاثاء برئاسة الدكتور محمد السعيد ادريس ، ان المصالح المصرية في الخارج لا تعرف المراحل الانتقالية وان وزارة الخارجية ليست " مغلقة للتحسينات " لكننا نعمل دائما من اجل المصلحة القومية المصرية . وأضاف الوزير أنه وضع خطة واضحة المعالم لدعم وتطوير العلاقات المصرية - العربية ولم تكن أبدا خطة عشوائية وكان هدفها إعادة دور مصر الفاعل على مستوى السياسة الخارجية. وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو ، ان أهم دوائر التحرك لوزارة الخارجية كان المنطقة العربية كلها وكان أول مهامي رأب الصدع مع الجزائر الدولة التي اختلطت دماء أهلها مع المصريين في جميع معارك الشرف العربي . وأضاف محمد كامل عمرو ، انه لذلك كانت أولى زياراتي الخارجية الى الجزائر وتم التأكيد خلالها على ان العلاقات بين البلدين يجب ان تعود الى ماكانت عليه لان ماحدث بسبب مباراة كرة قدم لم يكن ليحدث وانا سعيد بعودة العلاقات فعلا الى طبيعتها وانا على تواصل دائم مع وزير الخارجية مراد مدلسى وهو ما انعكس على طلبهم المتزايد على الخبرات المصرية في مختلف المجالات . وأوضح عمرو ، أن هناك اجتماعا سيعقد قريبا بين وزراء خارجية مصر وتونس وليبيا للتنسيق فى جميع المواقف المشتركة . ووصف وزير الخارجية ، البعد المصري - الليبي - السوداني بأنه فريد من نوعه وأن التكامل بين الدول الثلاث هام جدا ، مشيرا الى أن الدول الثلاث بدأت في وضع الخطوات التنفيذية لزراعة مليوني فدان على الحدود المصرية - السودانية بمساهمة ليبية. وأكد محمد عمرو في هذا الصدد ، أن هذه المساحة لن تروى أبدا من مياه النيل بسبب وجود مخزون إرتوازي كبير في هذه المنطقة لن يؤثر أبدا على حصة مصر والسودان من مياه النيل .. وقال إننا نبحث حاليا مد خط كهرباء من مصر لتشغيل محطات رفع المياه لرى هذه المساحة الكبيرة. ووصف وزير الخارجية الوضع في سوريا بأنه مأساوي .. وقال ان ما يحدث في سوريا يتعداها وهى دولة نسيجها معقد عرقيا ودينيا ولديها نقاط تماس ساخنة جدا سواء مع اسرائيل أو تركيا في ظل وجود الاكراد . وحذر محمد كامل عمرو من أن التغيير غير المحتوم في سوريا قد تكون له أثار وخيمة جدا تنعكس على المنطقة كلها .. قائلا : ان موقف مصر كان واضحا منذ بداية الأزمة وهو ضرورة وقف العنف فورا وبدء حوار بين السلطات وطوائف الشعب والاستجابة للمطالب المشروعة للشعب. وأشار عمرو الى أن مصر أعربت عن خشيتها من أن الاستمرار في الوضع الحالي معناه الدخول فى نقطة اللاعودة وفتح الباب للتدخل الأجنبي وطلبنا من السوريين التعلم من التجربة التونسية والمصرية لكن للأسف هم يرون المر بصورة مختلفة تماما وهو ما أدى الى تدهور الأمور. وقال محمد كامل عمرو ، ان موقفنا لم يتغير وهو وضع حد فوري لسفك الدماء والعنف والمسئولية هنا تقع على الحكومة لأنها الطرف القوى وتملك الدبابات والمدافع ، مؤكدا فى نفس الوقت ضرورة الالتزام بخطة جامعة الدول العربية . وأوضح عمرو ، أن مصر تؤكد على ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية .. وقال اننا قلنا لهم اذا لم تتوحدوا فلن يهتم بكم أحد ، معربا عنه اعتقاده بضرورة اعطاء خطة كوفى أنان الفرصة لحل الأزمة . وأشار الى أن مصر تساهم بنحو 10 \% من قوة المراقبين الدوليين وأنه من المهم تزويد هذه القوة بالطائرات الهليكوبتر لتتاح لهم حرية الحركة والمراقبة وان مصر تجري اتصالات مع كل من روسيا والصين باعتبارهما من القوى الفاعلة لحلحلة الأزمة . وأوضح عمرو ، أن وزراء خارجية الدول العربية سيعقدون اجتماعا يوم السبت القادم في الدوحة للبحث في المسألة السورية خاصة بعد المذبحة الأخيرة بمدينة الحولة بحمص . وذكر وزير الخارجية انه سيعقد لقاء تشاوريا مع نظيره المغربي في الثامن عشر من الشهر القادم للبحث تطوير العلاقات بين البلدين . وحول العلاقات مع ليبيا ..قال وزير الخارجية ، انه تم الاتفاق على حل كثير من المسائل العالقة بين البلدين وخاصة المتعلقة بسداد تكاليف علاج المصابين الليبيين للمستشفيات المصرية. وأكد عمرو ،أن مصر مستعدة تماما لتسليم المطلوبين الليبيين وان كل من أرسلت ليبيا طلبا بشأنهم تم منعهم من السفر وجمدت أرصدتهم المالية بمصر وهناك فقط بعض الوثائق التي طلبناها لاتمام هذه العملية .