شدد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو على ضرورة أن تحل الأزمة السورية عن طريق الحوار العربي وليس تدويل القضية مؤكداً أن فكرة تسليح المعارضة السورية يعني الدخول في حرب أهلية. وأشار عمرو في مقابلة خاصة لأول حلقة من برنامج "منتدى العرب" على قناة النيل للأخبار مساء اليوم الثلاثاء إن ما يحدث في سوريا الآن من قتل النظام لمواطنيه غير مقبول بالمرة, مشيرا إلى أن مصر أول دولة عربية أصدرت بيانا أكدت فيه ضرورة وقف العنف في سوريا، وأنه يجب حل هذه الأزمة عبر التفاوض والحوار. وأضاف أن الجامعة العربية تقوم بدور كبير من أجل حل هذه الأزمة بالطرق السلمية عبر الحوار بين طرفي الأزمة السورية .. مشيرا إلى أنه تم تعين المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا وهو كوفي أنان أخيرا والذي قبل تعيينه من النظام السوري. وشدد على ضرورة إعطاء المبعوث الجديد فرصة من أجل العمل على حل الأزمة.. مؤكدا ضرورة أن تحل الأزمة فى إطار الجهود العربية، وأن الجميع يشدد على عدم تدويل القضية. ولفت عمرو إلى أن هناك خلافا في التعامل مع الأزمة في ليبيا وبين الأزمة السورية نظرا لطبيعة الوضع في البلدين، حيث تختلف ليبيا في وضعها الجغرافي ووضع المعارضة وقت اندلاع ثورتها عن الوضع في سوريا. وأكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن دور الجامعة العربية يسير وفق آليات متفق عليها مثل فرض العقوبات وغيرها من الإجراءات .. مشيرا إلى أن التدخل العسكري له العديد من العقبات، وقد ظهر ذلك في تجربة أخرى، وأن هذا التدخل سيكون بتحرك أجنبي، والوضع السوري وضع له خصوصية. وأوضح وزير الخارجية أن تعيين كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا جاء من أجل التدخل لإنهاء الأزمة وزيارة سوريا للمعرفة الوضع على أرض الوقع.. مؤكدا أن الضغط السلمي هو الخيار الأفضل لحل الأزمة السورية. وحول تأخر سحب السفير المصري من دمشق، قال محمد كامل عمرو إن وجود السفير مصر في سوريا مؤخرا كان له أسبابه، وهي الاطلاع على الوضع من أرض الواقع ومن أجل أن يضعنا السفير في صورة واضحة لما يجري فى سوريا .. مؤكدا أن مصر تتحرك وفق استراتيجية واضحة وبصورة جيدة من أجل مصلحة الشعب السوري الذي كان ومازال هو الأهم لنا. وأوضح الوزير أن تقديم المساعدات الطبية والإنسانية للشعب السوري يتطلب بدون شك موافقة النظام السوري على ذلك. وحول السياسة الخارجية لمصر، أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن ما يدور في الداخل هو انعكاس للسياسية الخارجية، وأنه تم تغيير الاستراتيجية السياسية للخارجية بعد ثورة 25 يناير، والتي كانت قبل الثورة محدودة رغم أن مصر رائدة منذ القدم ولكن الفترة الأخيرة كانت آحادية النظرة. وقال عمرو: إن السياسة الخارجية تأثرت بقوة الدفع التى أخذتها من ثورة 25 يناير، فمصر تعتمد منذ القدم على قوة انتشارها في الخارج وقوة علاقاتها، وهذا لم يكن موجودا في الفترة الأخيرة قبل الثورة. ورفض أن يتم وصف الفترة الأخيرة في السياسة الخارجية بأنها كانت خاضعة وضعيفة .. مؤكدا أن مصر كانت مؤثرة في الخارج بدورها الريادي، وإن كان أقل في الفترة الأخيرة. وأبدى وزير الخارجية إعجابه باهتمام الشارع المصري حاليا بالسياسية الخارجية لمصر .. مشيرا إلى أن هناك تغييرا كبيرا في السياسية الخارجية في التعامل مع المواطن المصري في الخارج. وأوضح أنه رفع شعار منذ توليه وزارة الخارجية هو أن كرامة المواطن في الخارج من كرامة دولته .. مؤكدا أن سياسية الوزارة حاليا هي مصلحة المواطن المصري في الخارج. وشدد على ضرورة التفرقة بين الشكاوي الفردية للمواطنين في الخارج، كشكوى العمل وغيرها، وبين شكاوي سياسة الوزارة مع المواطن في الخارج .. لافتا إلى أنه يوجد حاليا لجنة يرأسها مساعد وزير للخارجية، ويشارك فيها مجموعة كبيرة من الوزارات المعنية من أجل التباحث في أي شكاوي تخص المواطن في الخارج والعمل على حلها.