أشادت الصحف العالمية اليوم الخميس بنزاهة أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تشهدها مصر وبإقبال الناخبين المصريين للإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الانتخابى. ففى فيينا، سلطت جميع وسائل الإعلام النمساوية الضوء على إقبال الناخبين المصريين الشديد على مراكز الاقتراع في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية المصرية مؤكدة أنها أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ مصر. وأشارت وسائل الإعلام النمساوية إلى سير العملية الانتخابية في اليوم الأول بشكل سلمي وانتظام كامل دون حدوث تجاوزات.. لافتة إلى بعض المؤشرات التى أكدت زيادة نسبة مشاركة المرأة في انتخابات الرئاسة. ولفتت إلى أن الضغط الشديد على مراكز الاقتراع أدى إلى إصدار قرار من اللجنة العليا للانتخابات بتمديد فترة التصويت لمدة ساعة إضافية.. مؤكدة أن العالم كله يتابع العملية الانتخابية المصرية باهتمام وترقب شديد لما ستسفر عنه نتائجها التي ستحدد توجه رئيس مصر القادم بين الاتجاه الليبرالي والديني. وفي السياق نفسه، أشارت وسائل الإعلام إلى تصريحات المجلس العسكري المتكررة التي أكد فيها رغبته في تسليم السلطة مع نهاية شهر يونيو القادم عقب حلف الرئيس المنتخب لليمين ووضع دستور جديد للبلاد وفى الرياض أكدت صحيفتا "المدينة" و"الشرق" السعوديتان في افتتاحيتهما اليوم ان انتخابات الرئاسة في مصر تدل على ان المسيرة الديمقراطية تمضى في اتجاهها الصحيح وان المصريين يكتبون تاريخا جديدا باختيارهم الحر. وركزت صحيفة "المدينة" السعودية اليوم في مقالها الافتتاحى على الانتخابات الرئاسية في مصر مبرزة أن المشهد في جميع محافظات مصر، يشير الى أن ثمة أمل في الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، وأن ثمة إرادة لدى جماهير الشعب المصري الشقيق في اجتياز أهم محطات المرحلة الانتقالية بعد الثورة على الإطلاق وقالت الصحيفة: إن أهم محطة في الانتخابات الرئاسية المصرية التي بدأت أمس، هى تلك التي تعقب إعلان النتائج، فعندها فقط سوف يتبين الجميع مدى أهلية الفصائل والقوى السياسية وحتى الشارع السياسي المصري لاحترام قاعدة تداول السلطة، التي هي جوهر العملية الديموقراطية. وعبرت عن أملها في أن يجري احترام ما تفرزه صناديق الاقتراع من نتائج مهما كانت وجهة التصويت وخيارات الغالبية، طالما أن العملية الانتخابية قد جرت بأقل قدر من التجاوزات والأخطاء، وبأعلى ما يمكن تحقيقه من نزاهة وشفافية. ورأت أن مصر على مشارف تاريخ جديد يكتبه أبناؤها، بإرادتهم المحضة واختيارهم الحر، ونأمل أن تكون المرحلة المقبلة في مصر هى لإرساء أسس الاستقرار والتنمية، واستعادة الحضور المصري المطلوب والمفتقد في المنطقة سندًا لأمتها وعونًا لأشقائها. من جانبها اعتبرت صحيفة "الشرق" السعودية أن توجه ملايين المصريين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد يأتي تتويجًا لثورة الشعب المصري التي قامت منذ أكثر من عام وشهدت العديد من الحوادث والتطورات التي كان بعضها موسفًا وبعضها باعثًا على الأمل بمستقبل أفضل للبلاد. وأوضحت الصحيفة أن الحديث عما حدث في مصر منذ الثورة وحتى الأمس لم يعد مجديًا لكن من المهم بمكان الإشارة بوضوح إلى خطورة استمرار الثوار في السعي لحل أي خلاف سياسي في البلاد على طريقتهم (اعتصام وتظاهر). وأوضحت "الشرق" أن مصر لديها الآن مجلس شعب منتخب وتنتخب الآن رئيسها في أجواء شفافة، وهذه خطوات تقود إلى حالة واحدة في مصر وهي الحالة الديمقراطية، ولذا فالخلاف السياسي المصري مستقبلاً يجب أن يسلك قنواته الطبيعية عبر البرلمان، وفرض الرأي السياسي لن يكون إلا عبر صناديق الاقتراع وتحقيق الأهداف لن يتم باعتصام أو مظاهرة بل عبر قرارات برلمانية أو رئاسية أو حكومية.