أعلن الموقع اخباري الأمريكي الشهير"هافينغتون بوست" عن دخوله في شراكة مع "وضاح خنفر"، القيادي في التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، والرئيس السابق لشبكة قنوات الجزيرة حتى العام 2011، لإطلاق موقع إلكتروني يحمل نسخة عربية من الصحيفة الإلكترونية استجابة لثورة الهواتف الذكية واستخدام الشباب لها في متابعة الأخبار في منطقة الشرق الأوسط، ويأتي هذا في سياق سعي الإخوان المستمر إلى إيصال أفكارهم واستقطاب الشباب المولع بمتابعة التقنيات الحديثة. وسيطلق موقع “هافينغتون بوست عربي” عقب الاتفاق مع خنفر، الذي يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لشركة “انتغرال لاستراتيجيات الإعلام”. وذكر الموقع أن نسخته الإلكترونية باللغة العربية ستكون هي الأولى من نوعها في العالم العربي التي تقدم "تقارير خاصة اعتمادا على صحفيين مستقلين، وستخصص مدونة لهؤلاء الذين يرغبون في نشر أفكارهم وآرائهم وتعليقاتهم من مختلف أنحاء العالم العربي". ومن المقرر أن يتخذ الموقع، الذي يتوقع إطلاقه خلال عام 2015، من العاصمة البريطانية لندن مقرا لفريق محرريه. وعلى الرغم من البنية التحريرية للموقع الجديد ستقام على سياسات "هافينغتون بوست"، إلا أن المحررين والصحفيين سيكونون من العاملين في "انتغرال لاستراتيجيات الإعلام" هم من سيزودونه بالمحتوى التحريري من مختلف أنحاء المنطقة. وتأتي الخطوة الجديدة ضمن خطط لتحويل "هافينغتون بوست" إلى خدمة أخبار دولية، بدأتها الشركة الأميركية بإنشاء خدمة إخبارية محلية في كل من البرازيل وكوريا الجنوبية وألمانيا، إلى جانب الخدمة باللغة الهندية. وعلق المراقبون إلى أن تصدر "وضاح خنفر" للمسألة يثير الشكوك بوجود خطة لاستثمار هذه النسخة لخدمة أجندة الإخوان المسلمين، ليس فقط للتسويق لأفكارهم، وإنما لخوض حملات تشويه أو تحريض ضد خصومهم مثلما تقوم به الآن قناة الجزيرة ضد مصر. ويتخوف المراقبون من أن يتم استثمار النسخة العربية لهافينغتون في الترويج لأفكار مجموعات متشددة وأنشطتها، وهي مجموعات بعضها على صلة مباشرة بقطر مثلما هو الحال في سوريا وليبيا حيث يلعب المال القطري دورا كبيرا في إسناد المتشددين.