فتح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين نافذة إخبارية دولية عبر الاتفاق بين أحد قيادييه مع أشهر موقع إخباري أميركي على إطلاق نسخة عربية من "هوفينجتون بوست". ويأتي هذا في سياق سعي الإخوان المستمر إلى إيصال أفكارهم واستقطاب الشباب المولع بمتابعة التقنيات الحديثة. وأعلن موقع "هوفينجتون بوست" عن دخوله في شراكة مع وضاح خنفر، الرئيس السابق لشبكة قنوات الجزيرة، لإطلاق موقع إلكتروني يحمل نسخة عربية من الصحيفة الإلكترونية استجابة لثورة الهواتف الذكية واستخدام الشباب لها في متابعة الأخبار في منطقة الشرق الأوسط. وسيطلق موقع “هوفينجتون بوست عربي” عقب الاتفاق مع خنفر، الذي يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لشركة “انتجرال لاستراتيجيات الإعلام”. وذكر الموقع أن نسخته الإلكترونية باللغة العربية ستكون هي الأولى من نوعها في العالم العربي التي تقدم “تقارير خاصة” اعتمادا على “صحفيين مستقلين”، وستخصص مدونة لهؤلاء الذين يرغبون في نشر أفكارهم وآرائهم وتعليقاتهم من مختلف أنحاء العالم العربي. ومن المقرر أن يتخذ الموقع، الذي يتوقع إطلاقه خلال عام 2015، من العاصمة البريطانية لندن مقرا لفريق محرريه. وستقام البنية التحريرية للموقع الجديد على سياسات “هوفينجتون بوست”، لكن محررين وصحفيين تابعين ل”انتجرال” لاستراتيجيات الإعلام سيزودونه بالمحتوى التحريري من مختلف أنحاء المنطقة. وتأتي الخطوة الجديدة ضمن خطط لتحويل “هوفينجتون بوست” إلى خدمة أخبار دولية، بدأتها الشركة الأميركية بإنشاء خدمة إخبارية محلية في كل من البرازيل وكوريا الجنوبية وألمانيا، إلى جانب الخدمة باللغة الهندية. ولفت مراقبون إلى أن المثير ليس وجود نسخة عربية من هوفينجتون، فهذا أمر متوقع، لكن تصدر وضاح خنفر للعملية هو المثير للقلق، ما يعني وجود خطة لاستثمار هذه النسخة لخدمة أجندة الإخوان المسلمين ليس فقط للتسويق لأفكارهم، وإنما لخوض حملات تشويه أو تحريض ضد خصومهم مثلما تقوم به الآن قناة الجزيرة ضد مصر، حسب صحيفة العرب. ويتخوف المراقبون من أن يتم استثمار النسخة العربية لهوفينجتون في الترويج لأفكار مجموعات متشددة وأنشطتها، وهي مجموعات بعضها على صلة مباشرة بقطر مثلما هو الحال في سوريا وليبيا حيث يلعب المال القطري دورا كبيرا في إسناد المتشددين. يشار إلى أن وضاح خنفر، القيادي في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، قدم استقالته من إدارة قناة الجزيرة عام 2011، لكنه ظل في خدمة الخطاب الإعلامي القطري