"إنّها سمكة".. يصرخ الطفل الغزاوي، محمد بكر، فرحاً، ويرتفع صوته منادياً على والده، كما لو أنّه عثر على كنز ثمين. ويرفع الطفل بكر (11 عاماً) صنّارة الصيد، التي التقطت سمكة من على شاطئ بحر غزة، في مشهد افتقده منذ خلال أيام الحرب الإسرائيلية الماضية على قطاع غزة. ويضع الطفل بكر، السمكة في إناء بلاستيكي صغير، غمره بقليل من مياه البحر، وبعد دقائق أخرى يصيح بفرح أكبر، وهو يلتقط سمكة ثانية، فثالثة. وعلى مقربة منه بدأ والده الصيّاد، إبراهيم (45 عاماً)، بصحبة العشرات من الصيادين في تحريك مراكبهم، وقوارب صيدهم نحو شاطئ غزة، لأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من يوليو الماضي. ويرمي إبراهيم شباك الصيد في عمق البحر، لالتقاط الأسماك في صورة وصفها في حديثه مع وكالة الأناضول بأنها "قمة الحنين بعد غياب طال لأسابيع وأيام". ورصد طاقم الأناضول، فرحة الصيادين برحلة إبحارهم، نحو الأمواج، التي بدأ الهواء في تحريكها بشدة، فيما تزاحمت الغيوم، وانعكس لونها على المياه في مشهد قال أحد الصيادين إن "السماء تشاركنا فرحتنا".