«صيد السمك ليس رياضة ولا هواية لملء أوقات الفراغ إنما قصة عشق لا تنضب أبدا» بهذه الكلمات يصف الصياد الشهير مارتين جيمس عمله، وقبل سؤاله عما يفعل بالسمك يقول «نعيد كل ما نصطاد إلى الماء لان لا حاجة لنا إليه ما دمنا لن نأكله. لا تشعر السمكة بأي ألم عندما تعلق بالصنارة ولا تفارق الحياة في تلك اللحظة فما أن نلتقطها حتى نعيدها، على الإنسان أن يأخذ بالاعتبار حق الأجيال المقبلة بالاستمتاع بالموارد الطبيعية. كما أن المحافظة على السمك الكبير يضمن تكاثر نوعه». لا يمكن اعتبار مارتن الذي يعرفه كل من يزور «فندق ميريديان الفجيرا»، معلم لصيد السمك فالرجل يعرف كيف يستمتع بالطبيعة من حوله دون أن يتعرض لها بالأذى كما يقول، يراقب الطيور عن كثب فالطير خير دليل عن مكان تواجد الأسماك الصغيرة التي تشير بدورها إلى الأسماك الأكبر حجما، ويقدم النصح والإرشادات ويشارك في الحملات التي من شانها أن تحافظ على البيئة، ويلاحظ أن الثروة السمكية تتناقص بسبب التلوث والتغير المناخي والصيد العشوائي، ويطالب بتحرك سريع لإنقاذ ما تبقى. جاء مارتن إلى دبي قبل 15 عاما «كانت المياه رائعة للصيد الأمر الذي تبدل بسبب كثرة المشاريع القائمة في البحر وعلى الشاطئ»، واستقر في الفجيرة قبل عشر سنوات التي يصفها بالمذهلة «المياه هناك رائعة جدا وغنية بمواردها وتشكل عامل جذب لكثير من السياح وهواة الصيد من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يتوجب المحافظة عليه والتمسك به». وتشكل الأشهر من أكتوبر وحتى نهاية ابريل الوقت الأفضل للصيد قبالة شواطئ الفجيرة يمضي معظمها مارتين في أكاديمية تعلم الراغبين أصول الصيد باستعمال الذبابة البلاستيكية من الأنشطة الموسمية الممتعة التي تستلزم براعة خاصة وعزماً وتصميماً عاليين. أول ما يقوله لتلامذته «انتبهوا المياه ليست آمنة وإن بدت لكم كذلك»، يدعوهم إلى وضع نظارات واقية وارتداء سترات نجاة، ويعرفهم بالعدة اللازمة للصيد، ويعتقد مارتن أن الأطفال أكثر حظاً من غيرهم في التقاط السمك الكبير وان كانت مهارتهم محدودة كما يعتبر النساء صيادات ماهرات. يضيف ضاحكا: «لقد علمت ملكة جمال البهاما أصول الصيد. ليس بالضرورة ان يجيد الانسان السباحة ليكون صيادا» . لم يشاهد مارتن خلال 35 عاما أمضاها في صيد السمك حورية بحر، قد يكون السبب انه لا يؤمن بوجودها، لكنه بالتأكيد استمع إلى قصص صيادين حول حجم الأسماك التي التقطوا، «يعتقد الصياد أن السمكة التي تفلت من صنارته لا بد أن تكون الأكبر على الإطلاق فيبدأ بنسج القصص حولها». تعلم مارتن الصيد عندما كان في الرابعة من عمره على يد والده ونقل هذه «الحرفة» كما يسميها إلى أولاده، وجعل منها مهنة يهواها ويتعايش منها عبر نقل خبرته إلى من يرغب بتعلمها،وقادته إلى مختلف أرجاء العالم، السويد، والكاريبي، والبهاما والمكسيك وجنوب افريقيا وحتى الأمازون وغيرها من الأماكن التي اصطاد في بحارها وأنهارها، كما يشارك في عدد من البرامج التلفزيونية والإذاعية. وترافقه في رحلاته زوجته كايت التي شهدت على بعض انجازات زوجها وتذكر منها صيده لسمكة قرش كبيرة في سانت دييغو، ولأخرى تزن نحو 5200 كيلوغرام في الأمازون.