لست مع تجريس - ولا أجد كلمة اخرى تؤدى نفس المعنى – رجال الأعمال أو الفنانين أو المشاهير الأثرياء الذين لم يتبرعوا لصندوق تحيا مصر بنشر اسمائهم فيما يشبه القوائم السوداء أو ما يمكن أن نسميه قوائم العار أو قوائم الذين بخلوا على مصر...حيث قرأت أن مجموعات من الشباب تخطط لجمع ونشر تلك الاسماء بهدف فضحهم وتعريتهم أمام الرأى العام أو بالاحرى تجريسهم أما لماذا أرفض وبشدة فكرة ( الجرسة) فلعدة أسباب أولها أن الحق تبارك وتعالى يقول فى الاية 271 من سورة البقرة( إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وهذا يعنى ان الله يتقبل الصدقات سواء كانت معلنة او مخفية وسواء تحول تقديمها إلى خبر فى نشرات الأخبار وفى صدر الصحف أو تم تقديمها سرا ،وللعلانية منطقها ومزاياها وللاخفاء منطقه ومزاياه ولا يعلم القلوب وما فيها الا الله ومن ثم لا نستطيع نحن ببشريتنا أن نفاضل بين من أعلن ومن أخفى خاصة وأننا بكل تأكيد لن نعلم اوليك الذين اخفوا صدقاتهم وبالتالى فاننا بالقائمة السوداء قد نجرس من اختاروا الإخفاء أيضا علينا ان نسأل بأى حق سيحصل هؤلاء الشباب على قوائم بمن تبرعوا ومن امتنعوا ...ومن سيمدهم بتلك المعلومات وهل سيتم استئذان من تبرعوا للإفصاح عن حجم تبرعاتهم...ومن سيمد هؤلاء الشباب باسماء كل رجال الأعمال ومراكزهم المالية وهل تسمح لهم بالتبرع من عدمه....ثم ايهما اولى امداد مجموعة من الشباب مهما كان حماسهم او كانت ثوريتهم (علما بأن الثورية ليست حكرا على فئة دون اخرى) بتلك المعلومات ام إعلام الشعب ببيان دورى يتضمن الرقم الإجمالى لحجم التبرعات لصندوق تحيا مصر مع امكانية إضافة العدد الاجمالى لعدد المتبرعين دون اسماء ومن دفع كم وايضا لأننى لست مقتنعا على الاطلاق بان من يتبرع لصندوق تحيا مصر يحب مصر ومن لا يتبرع للصندوق لا يحب مصر...فالتبرع اولا مرتبط بالقدرة وبالفائض عن الحاجة ومرتبط بالاختيار فهناك من يرى التبرع لاشياء محددة يعرف تماما أن أمواله ستنفق فيها مثل مستشفى للاطفال أو دار للايتام او للفقراء والمساكين من الاهل والجيران....ثم بماذا نصف من لم يتبرع لصندوق تحيا مصر لكنه تبرع بقطعة ارض يملكها لبناء مدرسة أو مستوصف أو مركز شباب وهل مثل هذا يستحق التجريس ام يستحق التكريم....وبماذا نصف من لم يتبرع لصندوق تحيا مصر لكنه ضخ كل أمواله فى مشروع فتح عدة بيوت ووفر فرص عمل وحياة كريمة لاخرين...وايهما أفضل من يتبرع لصندوق تحيا مصر بمبلغ كبر أو صغر علما بأن الجزء الاكبر من ثروته فى الخارج أم من ضخ كل ما يملك فى استثمارات داخل مصر وإن لم يتبرع لتحيا مصر ثم لماذا التجريس ومن طر ح الفكرة منذ البداية وهو الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أن المسألة اختيارية لا إجبار فيها.....مصر أكبر من أى صندوق وأكبر من أى قائمة....تحيا مصر بالعمل الجاد والمخلص والانتاج قبل أن تحيا بالتبرعات.....مصر كبيرة كبيرة كبيرة.