علماء بالأزهر: صندوق "تحيا مصر" وافق مقاصد الشريعة.. والمساهمة بالزكاة فيه جائزة.. وتهكم المعارضين عليه جهل بالإسلام

الشحات الجندي: الساخرون من "تحيا مصر" لا يفهمون الإسلام.. ومنح غير المسلمين الزكاة جائز
أستاذ شريعة: دعوة السيسي للتبرع "توافق الشرع".. ودفع أموال الزكاة ل"تحيا مصر" جائز
أستاذ عقيدة: إعلان التبرع ل"تحيا مصر" لا يعد رياء وشهرة.. وما يدفع للصندوق صدقة وليس "زكاة"
أعلن البنك المركزي المصري عن إنشأ حساب مصرفي تحت عنوان "تحيا مصر" لتلقي مساهمات المصريين في دعم البلاد، تلبية لمبادرة المشير عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي كان أول المساهمين فيه بنصف راتبه وممتلكاته، فيتساءل الكثيرون هل تعد الأموال المدفوعة لهذا الصندوق "زكاة أم صدقة" وما حكم استفادة غير المسلمين منها، والساخرين من فكرة إنشائه؟".. طرحنا هذه التساؤلات للمناقشة مع علماء الأزهر فكانت هذه السطور..
بداية.. استنكر المفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات الجندي، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق، حملات السخرية، والتهكم التي شنها بعض المعارضين، والنشطاء ضد مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإنشاء صندوق "تحيا مصر"، وتبرعه بنصف أمواله وممتلكاته لدعم مصر.
ووصف "الجندي" في تصريح خاص ل"صدى البلد"، هؤلاء الساخرين بأنهم يقفون ضد مصلحة الدولة الإسلامية، مؤكدًا أن إنشاء صندوق "تحيا مصر" يهدف إلى النهوض بأحوال الفقراء الاقتصادية والمعيشية، لافتاً إلى أن مثل هذا السلوك لايصدر إلا من أناس لا يفهمون الإسلام جيداً.
ويتفق الأمين العام للشئون الإسلامية السابق، مع الرأي الذي أجاز تخصيص جزء من زكاة المال لدعم "صندوق تحيا مصر" بشرط عدم تعطيل المصارف الشرعية الثمانية المنصوص عليها شرعاً، مؤكدًا أن الأصل في الأموال المدفوعة لهذا الصندوق تكون من الصدقات.
وردًا على من يقول إن الزكاةَ واجبٌ شرعيٌ في حق المسلمين الأغنياء لفقرائهم دون سواهم من غير المسلمين، وبالتالي يرفضون دفع أموال الزكاة لانتفاع غير المسلمين بها، أوضح الجندي أنه لا مانع شرعاً من إعطاء الزكاة لغير المسلمين المحتاجين سواء من الجيران أو الأصدقاء، لأن هذا الصندوق يحقق المصلحة للدولة.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالحليم منصور أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أنه يجوز دفع "سهم" أي جزء من الزكاة المفروضة على المسلمين البالغين للنصاب لصندوق "تحيا مصر" الذى أعلنه المشير عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ودعا جموع المصريين للمساهمة فيه.
وأضاف عبدالحليم، أنه من حق رئيس الجمهورية سن تشريع يفرض فيه على الأغنياء في مصر دفع جزء من أموالهم لصندوق "تحيا مصر" أو غيره، ويصرفها على المشروعات التنموية لتحقيق المصلحة العامة للمواطنين الفقراء، وتكون الأموال المدفوعة في هذه الحالة "صدقة" وليست "زكاة".
واستشهد بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- "ليس في المال حق سوى الزكاة"، موضحاً أنه يجوز التباري والتاسبق في إعلان التبرع بالأموال على القنوات الفضائية ولا ينقص من أجر المتبرع شيئاً إذا كان المقصود حث "الغِير" على التبرع، أما إذا قصد بالتبرع على الفضائيات الشُهرة فهذا مُحبط للثواب
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة إلهام محمد فتحى، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إنه يجوز الإعلان والتباري والتسارع من المتبرعين بأموالهم لصندوق "تحيا مصر" في وسائل الإعلام المختلفة، وذلك تحفيزًا للمجتمع لزيادة التبرع.
ونوهت فتحي بأن التبرع للدولة صدقة وسيذهب فى خدمات عامة للمواطنين الفقراء أي في سبيل الله، مؤكدة أن محاولة المتبرعين حث غيرهم على التصدق أمر مستحب.
وأشارت إلى أن التبرع لدعم مصر لايقع تحت بند أموال الزكاة لأنه ليس من مصارف الزكاة المحددة وهى أن الزكاة تكون للعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والفقراء والمساكين وابن السبيل.
ولفتت إلى أن التبرع بالمال لصندوق تحيا مصر لايندرج تحت مسمى بيت المال، مشيرة إلى أن بيت المال المسلمين هو بيت يجمع فيه زكاة المال وتحدد مصارفها الشرعية للدولة وله موارد محدد .