قال التلفزيون العراقي يوم الاثنين إن رئيس الوزراء نوري المالكي أمر سلاح القوات الجوية لأول مرة بدعم القوات الكردية في مواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية بعد ان شق المتشددون السنة طريقهم مجددا الى شمال العراق. ويعتبر مقاتلو البشمركة الأكراد -الذين مروا بتجربة خوض معارك ضد قوات صدام حسين- من بين قلة من القوات القادرة على الصمود في وجه المتشددين المسلحين الذين لم يلقوا مقاومة تذكر من جيش المالكي -الذي تلقى تدريبا أمريكيا- خلال تقدمهم الخاطف الى الشمال في يونيو حزيران الماضي. الا ان مقاتلي الدولة الاسلامية كبدوا الأكراد يوم الأحد هزيمة ثقيلة خلال تقدمهم السريع عبر ثلاث بلدات ليصلوا الى سد الموصل واستولوا في طريقهم على خامس حقل نفطي لتمويل عملياتهم. وقال التلفزيون الحكومي وشهود إن مقاتلي الدولة الاسلامية استولوا على أضخم سدود العراق. وقال مسؤولو البشمركة الأكراد إنهم طردوا المتشددين من منطقة السد وانهم يسيطرون عليه. ولم يتسن التحقق من ذلك على الفور. ورغم توقعات القادة الأكراد بان قواتهم ستشن هجوما مضادا ناجحا حث مسؤول كردي كبير الولاياتالمتحدة على تقديم العون والاسلحة "من أجل دحر الإرهاب". ويخوض المالكي نزاعا مع الأكراد على الميزانية والنفط والأراضي وتصاعد التوتر بينهما بعد ان استولى مقاتلو الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال العراق وغربه. وفي يوليو تموز الماضي أنهت الكتلة السياسية الكردية مشاركتها في الحكومة الوطنية العراقية احتجاجا على اتهام المالكي للأكراد بالسماح "للارهابيين" بالبقاء في اربيل عاصمة الاقليم شبه المستقل المعروف باسم كردستان. ويقول خصوم المالكي إنه حاكم متسلط لديه توجهات طائفية وان قيامه باقصاء السنة قد اشعل فتيل التمرد. ويتولى المالكي حاليا زمام حكومة لتسيير الاعمال بعد انتخابات لم تسفر عن نتائج حاسمة في ابريل نيسان الماضي. وتجاهل المالكي نداءات من السنة والاكراد وحتى بعض أتباعه من الشيعة تطالبه بان يتنحى عن منصبه حتى يفسح المجال لشخصية أقل استقطابا. وبدا ان المالكي قد نحا جانبا خصومته مع الأكراد مؤقتا لمحاولة منع الدولة الاسلامية -التي تهدد بالزحف الى بغداد- من تحقيق مزيد من المكاسب. ونقل التلفزيون الحكومي العراقي عن قاسم عطا الناطق العسكري باسم المالكي قوله إن القيادة العامة للقوات المسلحة أمرت قيادة القوات الجوية بتقديم الدعم لقوات البشمركة الكردية ضد "العصابات الارهابية للدولة الاسلامية." وقال مسؤول كردي كبير إن الإجهاد قد نال من الأكراد وان لدى مقاتلي الدولة الاسلامية قوة نيران كاسحة. وقال إن مقاتلي الدولة الاسلامية يرهبون الناس من خلال قطع الرؤوس. وبعد فرار آلاف الجنود العراقيين امام هجوم مقاتلي الدولة الإسلامية في تقدمهم الأولي في يونيو حزيران استولت الجماعة -التي كانت تعرف آنذاك باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام- على دبابات ومركبات جند مدرعة ومدفعية مضادة للطائرات ومدافع مورتر ومدفعية ومركبات. وقال المسؤول الكردي الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه "إنه وضع خطير للغاية في المنطقة. يتعين القيام بشيء على وجه السرعة." ورغم هشاشة موقفهم تحدث قادة الأكراد بلهجة الواثق من النصر. وقال ضابط كردي إن انسحاب الأكراد مجرد خطوة تكتيكية وتوقع ان تسترد عدة ألوية كردية جميع الأراضي التي سلبت منهم يوم الاحد كما سيستعيدون الموصل أكبر مدن شمال العراق التي سيطر عليها مقاتلو الدولة الاسلامية سيطرة تامة. وقال لرويترز "سنهاجمهم حتى نقضي عليهم قضاء مبرما ولن تأخذنا بهم شفقة. لقد منحناهم ما يكفي من الفرص وسنسترد حتى الموصل. اعتقد انه خلال الساعات الثماني والاربعين او الاثنين والسبعين سينتهي الموقف."