تصل قيمة مشروعات البناء الممنوحة للتنفيذ في دولة الإمارات في العام الجاري 2014 إلى 46 مليار دولارمقابل مشروعات بقيمة 38 مليار في العام 2013،وحدّد التقرير قيمة المشاريع بقطاع تشييد المباني في البلاد عند ما يقرب من 60% من إجمالي المشروعات في قطاع البناء والتشييد كله، تليها قيمة مشاريع البنية التحتية، مشاريع النفط والغاز، مشاريع الطاقة والمياه. وأوضح تقرير "فنتشرز الشرق الأوسط" الصادر تحت عنوان "استكشاف البيئة الاستثمارية القوية في الإمارات" أن المشاريع الجديدة في الدولة، إلى جانب تلك التي تمّت متابعة العمل فيها بعدما شهدت بعض التأجيل، ستواصل خلال العام الجاري دعم الصعود الذي شهده قطاع البناء والتشييد الإماراتي في 2013. وأشار التقرير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات مهيّأ لتحقيق نمو قدره 4 بالمائة في 2014 ليصل إلى 404 مليار دولار، صعوداً من 390 ملياراً في 2013، وذلك بدافع من الازدهار في قطاع البناء والتشييد وبدعم من قطاع النفط والغاز. وتنطلق في دبي خلال نوفمبر المقبل فعاليات معرض "الخمسة الكبار الدولي للبناء والتشييد" في ضوء ازدهار ملحوظ يشهده قطاع البناء والتشييد في دولة الإمارات، التي يقول خبراء إنها تستعد للعودة بقطاع البناء والتشييد فيها إلى طاقته القصوى في العام 2014، وذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة عن إطلاق عدد من المشاريع الكبرى مع زيادة في الإنفاق على تنمية البنية التحتية الاجتماعية في البلاد. وقال زياد الشعار، العضو المنتدب لشركة "داماك" العقارية: واصلت دبي تحقيق تعافٍ اقتصادي متين انعكس انتعاشاً على قطاع العقارات، ومن شأن النمو الاقتصادي المتوقع بنسبة 4,5% هذا العام أن يُبقي الطلب على العقارات السكنية عند مستوى مرتفع، وهذا الأمر يفسّر استمرار ارتفاع الطلب في السوق وانعكاسه نمواً في مستويات الإيجار والقيمة العقارية للوحدات السكنية على المدَيَيْن القصير والمتوسط". وشهد قطاع البنية التحتية في البلاد،بموازاة النمو المستمر، استثمارات كبيرة وتطوراً ملحوظاً لا سيما في الطرق والمطارات. وكانت "مطارات دبي" أعلنت هذا العام عن برنامج لتوسعة السعة الأرضية والجويةلمطار دبي الدولي بقيمة 28,8 مليار درهم ما سيرفع طاقته من 60 مليوناً إلى 90 مليون مسافر سنوياً بحلول العام 2018. ومن المتوقع أن يقدّم هذا المشروع بنية تحتية هائلة لقطاع الطيران تدعم استمرار النمو في هذا القطاع الحيوي، وتُسهم في دعم النمو الاقتصادي الذي تشهده دبي من خلال توليد ما يُقدّر ب22% من القوى العاملة و32% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بحلول العام 2020. وفي أبوظبي، فمن المنتظر الانتهاء في يوليو 2017من إنشاء مبنى المطار الجديد البالغة كلفته 10,8 مليار درهم ومساحته 700 ألف متر مربع، والذي سيشتمل على نظام لمناولة الأمتعة هو الأكبر والأكثر تقدماً في العالم. وقال "آندي وايت" مدير مجموعة الفعاليات في معرض "الخمسة الكبار": يُعتبر المعرض أكبر معرض دولي للبناء والتشييد في المنطقة، ومن المقرر أن يُقام بين 17 و20 نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي، وسيُنظم إلى جانبه كل من معرض "المصانع والآليات والمركبات" ومعرض "الشرق الأوسط للخرسانة". ويُعتبر معرض المصانع والآليات والمركبات (بي إم في لايف) ومعرض الشرق الأوسط للخرسانة، اللذان يقامان إلى جانب "الخمسة الكبار"، أهم الفعاليات الإقليمية المختصة بآليات الإنشاءات الثقيلة ومعدات المصانع ومركبات الإنشاءات والمركبات التجارية وآليات إنتاج الخرسانة. وتقدم المعارض الثلاثة منبراً شاملاً لكل ما يحتاجه قطاع البناء والتشييد في المنطقة. وشهد هذان المعرضان في 2013 نمواً بعدد الزوار بلغ 32 بالمائة مقارنة بالعام 2012، فيما تُبشّر التوقعات بحضور أكبر خلال الدورة المرتقبة، في وقت تسعى الشركات العاملة في مجالات المصانع الآليات والمركبات والخرسانة للاستفادة من مشاريع البناء والتشييد في قطاع البنية التحتية الإقليمي المزدهر. ومن المتوقع أن يزيد إنفاق دولة الإمارات على البنية التحتية على 300 مليار دولار بحلول العام 2030، وفقاً لتقرير صادر عن شركة الاستشارات المتخصصة في قطاع الضيافة "إتش في إس"، ويشمل ذلك توسعة الخط الأحمر بمترو دبي،وإنشاء مبانٍ جديدة في مطار آل مكتوم الدولي الذي افتتح حديثاً، وإنشاء تقاطعات على شارع الشيخ محمد بن زايد، وبناء مركز المعارض الجديد لاستضافة معرض "إكسبو الدولي 2020". وأشار "وايت" الى أنه وعلى الصعيد الإقليمي، تمضي دولة قطر قُدماً في العمل بمشاريعها المندرجة في إطار الاستراتيجية التنموية الوطنية 2011-2015، والتي تشمل مدينة لوسيل البالغة تكلفة إنشائها 45 مليار دولار، ومطار الدوحة الدولي المفتتح حديثاً والمتكلف نحو 17,5 مليار دولار، وعدد كبير من الطرق والسكك الحديدية والمشاريع الإنشائية الأخرى المرتبطة باستضافة بطولة كأس العالم 2022، في حين تواصل السعودية تطوير مشاريع طرق وجسور وسكك حديدية لتعزيز بنيتها التحتية بتكلفة تقدر بنحو 77 مليار دولار.