داعش وما أدراك ما هي؟.. ونوري المالكي وما أدراك ما هو؟ فالعراق كله واقع بين مطرقة التكفير التي تحملها داعش وسندان الطائفية البغيضة التي يحكم بها المالكي العراق. داعش هي الابن الشرعي ووريث تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي.. وقد ورث داعش الابن فلسفة التكفير والتفجير من التنظيم الأب.. وزاد عليه في موجات التكفير والتفجير حتى أن بعض منظري القاعدة كان ينكر على "الزرقاوي" استهدافه للمساجد والنساء بالقتل .. وجاءت داعش لتزايد على د/ أيمن الظواهري وتنكر عليه عدم تكفيره للدكتور/ محمد مرسي وقبوله بمبدأ الانتخابات في مصر التي أوصلت الإسلاميين إلي الحكم .. فداعش لا ترى إقامة الدين والدولة إلا بالحرب والقتال.. وهي تكفر كل الجيوش العربية بلا استثناء وكل أجهزة الشرطة والأجهزة الأمنية السيادية فيها.. فضلا ً عن الحكام والأحزاب السياسية.. وهي تكفر كل الشيعة بلا استثناء.. إذا ًمساحات التكفير عند داعش شاسعة لا حدود لها.. ولم يعرفها العقل أو الفكر الإسلامي أو الإنساني طوال تاريخه كله. أما المالكي فهو رمز من رموز الطائفية البغيضة في العراق.. حكم فترتين ويريد أن يحكم الثالثة رغما ً عن العراق كله.. ورغما ً عن فشله غير المبرر وغير المسبوق في تاريخ العراق الحديث كله. لقد حول كل مؤسسات الدولة العراقية كلها إلي مؤسسات طائفية.. جيش طائفي.. شرطة طائفية .. حكم محلي طائفي.. اقتصاد طائفي.. ميشيليات طائفية سرية وعلنية تعيث في العراق فسادا ً.. إنه نفس نموذج بشار الأسد في الطائفية.. ولذلك فإن طائفية المالكي جعلت الجيش العراقي يفقد عقيدته العسكرية.. فلا يدري هل يدافع عن الشيعة؟ أم الأكراد؟ أم السنة؟ أم العراق كله؟.. أم المصالح الإيرانية؟ أم الأمريكية؟.. ما هي وظيفته؟ ولولا يأس الكتائب السنية وكراهيتها للمالكي وإقصائه للسنة ما تركوا مواقعهم لداعش وهم قادرون علي دحضها؟.. لقد فعلوا ذلك نكاية في المالكي.. ونفس الأمر فعلته القبائل السنية؟.. وكأنها تقول للعالم:"انقذونا من تكفير داعش وطائفية المالكي". لقد تعلمت من تجربتي العراق وسوريا أن الطائفي المتعصب لا يصلح للحكم حتى لو جاء إليه عبر الصناديق.. فالمالكي داعب خيال عوام الشيعة ودغدغ عواطفهم في الانتخابات الأخيرة بإقامة "دولة آل البيت".. وهذه كلمة فضفاضة ماكرة.. وهي تعني عند عوام الشيعة بالذات إقامة دولة الشيعة التي تقصي الجميع. لقد نسي المالكي أن آل البيت الكرام لم يتولوا الحكم بالرضا الأمريكي أو ينفذون رغباته.. أو يظلموا الآخرين ويعذبوهم ويسجنوهم وينكلوا بهم.. وهل كان أهل البيت يدافعون عن حاكم مثل بشار قتل أكثر من ثمن مليون من شعبه.. ودمر بيوتهم وجرح وشرد مئات الآلاف منهم. أهل البيت أطهر الناس ظاهرا ً وباطنا ً.. فلا داعش ولا المالكي يعرفون أهل البيت ولا الدين الصحيح الرحيم العفو الذي يسمح بأن يجتمع زوجان على وسادة واحدة من دينين مختلفين مسلم مع مسيحية أو يهودية يقول أحدهما للآخر صباح مساء: أحبك. إن تسليم مناطق السنة لداعش تمثل صرختهم اليائسة ضد المالكي.. رغم أنه لا داعش ولا المالكي سيرحم مخالفيه في الفكر أو المذهب. إن العراق هي الدولة الوحيدة في العالم التي شهدت أنماطا ً من القتل لم تعرفها البشرية كلها مثل القتل بالمذهب.. أو القتل بالاسم. ورغم ذلك فإن داعش لن تستطيع أن تقيم دولة.. لأن فكر التكفير لا يصلح لإقامة الدولة.. والخوارج رغم جيوشهم الكثيرة وشجاعتها عبر التاريخ فلم ينجحوا في إقامة دولة.. وذلك بسبب افتقارهم إلى فكر وعقل ورجال ومفاهيم الدولة.. وهذه كلها تصطدم لا محالة مع فكرة التكفير. الدولة هي قبول التعددية وحسن إدارتها.. والتكفير هو إلغاء لكل أنواع التعددية ثم قتل وتفجير الآخر المسلم.. فما بالنا بغير المسلم. وبالمقابل فإنني أعتقد أنه لن يصلح أمثال المالكي أو أي طائفي متعصب لحكم الآخرين حكما ً رشيدا ً صالحا ً.. مهما أوتي من قوة وبأس ونفوذ وأصوات في الصناديق. فداعش والمالكي لا يصلحون للعراق ولا يصلحوه.