قال مصدر بشركة سوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة يوم الأربعاء إن الجزائر وافقت على توريد خمس شحنات غاز طبيعي مسال لمصر حجم كل منها 145 ألف متر مكعب قبل نهاية العام. وأضاف المصدر أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على السعر لكن الاتفاق اكتمل تقريبا في إطار محادثات لتزويد مصر بالغاز الطبيعي الجزائري لتشغيل محطات الكهرباء. وقال حمدي عبد العزيز المتحدث باسم وزارة البترول المصرية إنه ليست لديه أي معلومات بشأن وضع المفاوضات التي بدأت بين البلدين في مطلع العام الحالي. وأدى الانخفاض المطرد في انتاج الغاز إلى جانب توخي الشركات الأجنبية الحذر من زيادة الاستثمار فضلا عن دعم الأسعار ونمو الاستهلاك إلى أسوأ أزمة في الطاقة تشهدها مصر منذ عقود. وتعتمد مصر - البالغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة - بكثافة على الغاز لتوليد الكهرباء. وتسارع مصر لتدبير إمدادات من الغاز الطبيعي والتي لا يمكن لحلفائها من دول الخليج العربية توفيرها. وأمدت السعودية والامارات والكويت مصر بمنتجات بترولية قيمتها ستة مليارات دولار منذ عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الصيف الماضي. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد زار الجزائر اليوم الأربعاء في أول رحلة خارجية له منذ تولي منصبه ساعيا لكسب دعمها في مكافحة التشدد الإسلامي في شمال أفريقيا. وقال السيسي في تصريحات لتلفزيوني مصر والجزائر أثناء الزيارة "عندنا قضايا مشتركة كتير بينا وبين الجزائر... فيه مشكلة موجودة ..الإرهاب عايزين ننسق المواقف فيها.. وفيه موقف في ليبيا واحنا دول جوار مباشر ليها." وبعد ثلاث سنوات من سقوط معمر القذافي في ليبيا المجاورة للبلدين ما زالت الحكومة المركزية الضعيفة في طرابلس تكافح لاحتواء متشددين إسلاميين وميليشيات وكتائب لمقاتلين سابقين ساعدت في الإطاحة بالقذافي لكنها ما تزال مدججة بالسلاح وتفرض مطالب على الدولة الهشة. وكان السيسي وزيرا للدفاع وقائدا للجيش حين عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه في يوليو . وينتقده كثير من الدول بسبب حملة أمنية شديدة الوطأة على المعارضة الداخلية. لكن موقع مصر الاستراتيجي ما زال يجعلها شريكا أمنيا مهما للغرب. وقال السيسي هذا الأسبوع إنه لن يتدخل في قرار القضاء سجن صحفيين تابعين لقناة الجزيرة التلفزيونية رغم احتجاج دولي. وقال لرويترز قبل انتخابه إن ليبيا تتحول إلى مصدر تهديد أمني كبير لمصر مع تسلل الجهاديين عبر الحدود لمحاربة قوات الأمن. وتوقف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في القاهرة في يوم الجمعة الماضي في طريق عودته من المغرب لبلاده ليظهر دعمه القوي للحكومة المصرية الجديدة وكان أول زعيم دولة يزور السيسي منذ توليه المنصب.