تري ما هي حقيقة ما يحدث في العراق، وهل هو خطر حقيقي بسقوط للدولة وإقامة خلافة إسلامية جهادية دموية، أم مجرد "شو" إعلامي لإعداد أرض الشرق الأوسط لصفقات وتحولات كبري في التحالفات الدولية والإقليمية؟ خاصة مع نشر فيديوهات قتل عشوائي مريبة تحشد العالم والقوي الإقليمة المتعارضة كإيرانوالعراقوتركيا والأكراد، بل ودعم أطراف بعيدة كمصر، مع نشر تهديدات بتفجير وقتل لجنود مصريين لملثم يزعم أنه من "داعش" ويتحدث اللهجة المصرية لا الفصحي. الإعلام الغربي وجه إنتقادات حادة للولايات المتحدة والغرب ، ولرئيس الوزراء العراقي نور المالكي، وللسعودية ودول الخليج . العراق" نهاية الحلم الأمريكي" كان هو عنوان "الإندندنت" التي إعتبرت ما حدث أكبر إنتفاضة للعرب السنة في العراق، ودليلا علي تفكك الجيش بل وقرب إنهيار النظام العراقي المدعوم أمريكيا، وعلي تغير توازن القوي بشكل درامي بين السنة والشيعة والأكراد. وهو ما أيدته "الديلي تليجراف" بعنون "الحرب الأهلية" التي رأت أنها ستنتهي بإنهيار النظام مع إقتراب "داعش" من بغداد، كدليل علي خطأ الغزو الأمريكي البريطاني للعراق والإطاحة بصدام، حتي لو قام „ديفيد كاميرون: بتحميل المالكي أنه لم يفعل شيئا لمنع إنهيار العراق ، وإنتقاد "النيويورك تايمز" لنظامه الطائفي الفاشل وطالبت بتغييره، حيث عادت لتأكيد الفشل الأمريكي الذريع في توقع ما حدث." المحلل القريب من دوائر صنع القرار الألمانية "ميشائيل لودرز" قال للدويتشه فيله أن العراق بالفعل دولة منهارة وفاشلة، وأن ما حدث ربما يكون آخر مسمار في نعش الدولة العراقية المركزية الموجودة علي الورق، وحمل المسئولية الأساسية في كل ما يحدث للأمريكيين، الذين أخطأوا في كل شيء قاموا به، سواء بتسريح الجيش أو حل حزب البعث، مما جعل مئات الآلاف من السنة بلا عمل ويكونون نواة لمقاومة الإحتلال الأمريكي. الإنتقادات الحادة للإدارة الأمريكية جاءت من داخل واشنطن نفسها ، لدرجة قول السيناتور "جون مكين" المرشح السابق للرئاسة أن "كل من يعمل فى فريق الأمن القومى يجب إقالتهم، جميعهم فاشلون تماما" التايمز ذهبت بعنوانها "بداية إنهيار الشرق الأوسط" إلي ما هو أبعد، مشيرة إلي أن "داعش" تعد أغني الحركات الإسلامية، وهو ما أشار إليه "روبرت فيسك" في مقال له بعنوان "السعودية تمول الخلافة الإسلامية السنية" مشيرا إلي أن نظام تقسيم سايكس بيكو علي وشك الإندثار ، وحمل السعودية التي مولت طالبان ثم القاعدة ومنفذي تفجيرات 11 سبتمبر بالإستمرار في تتويج "قائمة مساهماتها في التاريخ العالمي بدعم داعش ، التي تسعي لإقامة خلافة إسلامية جهادية، ومزيد من السيطرة علي النفط الشرق أوسطي، مع وقوع نفط الموصل تحت السيطرة السنية الجهادية صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية أكدت أن داعش تحصل علي تمويلاتها بمساعدة من النخبة الثرية في السعودية والكويت وقطر بأجنداتهم المزدوجة في الحرب علي الإرهاب، وهو أيضا ما ذهب إليه "ميشائيل لودرز" الذي رفض التدخل العسكري الأوربي، مؤكدا أن الحل يكمن في الضغط علي داعميهم في السعودية والخليج، وختم بضرورة إقامة تحالف مع غربي إيراني لمواجهة الأزمة. بالمقابل فإن تركيا أبدت إستعدادها للتعاون مع إيران وسوريا لمواجهة داعش، بل وستدعم أكراد العراق عسكريا (بينما تقاتل مقاتلي أكراد تركيا) ، في تحول إستراتيجي سيغير كثيرا من قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.