انتشرت أكاذيب عدة، بشكل يبدو ممنهجًا؛ للقضاء على الثورة،يمكن رصدها في التالي: 1- الأكذوبة الأولى التي روَّج لها النظام من 30 عامًا أننا شعب من الجبناء والعبيد، وأن الشعب المصري شعب خانع لن يثور أبدًا.. وللأسف أن بعض الكُتَّاب المحسوبين على المعارضة أيَّدُوا هذه الفكرة ! 2- أن غياب مبارك عن المشهد السياسي معناه الفوضى !وقد روَّج مبارك ونظامه لهذه الفكرة المغلوطة ! ومازال مخططاً إقناعنا بأن الفوضى بديل مبارك؛ حتى نكفر بالثورة. 3- أن البرلمان سحب الشرعية من الميدان! ولا يجب أن ننسى أن هناك 600 طعن في الانتخابات البرلمانية.. وأن دستورية مجلس الشعب محل شك وطعن؛ لأن نظام القوائم لم يكن عادلاً؛ حيث منح فرصتين للأحزاب السياسية، وأربع فرص لتيار الإسلام السياسي بتمويلهم الرهيب، وبتجاوزاتهم في استغلال الدعاية الدينية. شرعية الميدان هي الأصل وشرعية الثورة هي التي جاءت بكم أيها السادة للبرلمان. 4- أننا يجب أن نوقف الثورة؛ لأن هناك مؤامرات خارجية تستهدف تقسيم مصر وتدميرها، وأن منظمات المجتمع المدني هي مكاتب الجاسوسية التي تدير المخطط! 5- إسرائيل ستستغل الظرف وتحتل سيناء! وهذا غير منطقي. ببساطة لأن احتلالها سيناء معناه سقوط اتفاقية كامب ديفيد، وهي حريصة على استمرار الاتفاقية وتحييد مصر تمامًا عن الصف العربي. 6- أكذوبة محاكمة مبارك على ال 18 يوم الأخيرة من حكمه و3 فيلات.. فقط! 7- الانفلات الأمني المتعمد هو وليد الثورة، وأن عدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد سببه الثورة والثوار! 8- أن نتسامح مع مبارك وأسرته احترامًا لسن الرجل! وهذا معناه ببساطة هدم القانون والقضاء على فكرة العدالة لزمن طويل قادم، وهو يشبه إلى حدِّ كبير فكرة التصالح مع من يرد الأموال والأراضي التي نهبها بالسعر نفسه الذي اشتراها به. منتهى التخريب لكل المعاني والقيم! 9- أكذوبة أن الاقتصاد المصري سيضار، وأنَّ علينا إيقاف المظاهرات من أجل مصالح مصر الاقتصادية، وهذا صحيح في ظاهره وباطل في جوهره؛ لأن الاقتصاد أُضِير كثيرًا بسبب الفساد المستشري طوال 30 عامًا، ولن تحدث كارثة إذا أضير قليلاً من أجل أن تحقق الثورة أهدافها، فلا توجد ثورة في العالم من دون خسائر اقتصادية وخسائر في الأرواح، ولكن الصحيح أيضًا أن الاقتصاد سوف يتحسن بعد القبض على لصوص النظام، وإعادة أموال مصر المنهوبة، وإعادة توزيع الثروة بشكل عادل، ووضع حد أعلى وأدنى للأجور، وإصلاح اقتصادي شامل يراعي تحقيق العدالة الاجتماعية. الغريب أن خبراء اقتصاديين أكدوا أن اقتصادنا بخير، وأن فزاعة الإفلاس والانهيار الاقتصادي غير حقيقية، بل إن اقتصادنا أفضل من دول مثل اليونان وإيطاليا وأسبانيا.. وإن لبنان لم تشهر إفلاسها زمن الحرب الأهلية! 10-أكذوبة أو مؤامرة تشويه كل رموز المعارضة حتى يُصوِّت الشعب (لدوبلير مبارك) وهو المرشح الذي سيرضى عنه المجلس العسكري، بالاتفاق مع بعض القوى السياسية ليتحول إلى رئيس ماريونيت ! وعلى هذا يجب أن تتم شيطنة وتشويه أهم المرشحين للرئاسة الذين يمكن أن يُجمِع عليهم الناس.. فالبرادعي عميل، وهو السبب في تدمير العراق، وزويل أمريكاني، وأيمن نور نصاب، وحمدين صباحي أسير للأفكار الناصرية، وأبو الفتوح متآمر وخبيث وينسق مع الإخوان سرًّا، والبسطاويسي قاض لا يفهم في ألاعيب السياسة! وهكذا لا يتبقى لنا يا رجل إلا شفيق.. شفيق يا راجل! 11- على المتظاهرين أن يعودوا لمنازلهم؛ لأن أهداف الثورة تحققت! هذه من أخطر الأكاذيب كلها؛ لأن الثورة لم تحقق إلا تنحية مبارك من سدة الحكم، وإسقاط مشروع التوريث فقط. وهذه الأكذوبة كفيلة بالقضاء على الثورة لو أقتنع الشعب المصري بأن الأمر انتهى! 12- أكذوبة وصم الثوار بالبلطجة، ووصم الإعلاميين المنحازين للثورة بالتحريض وتخريب البلاد وإفساد العباد! 13 – آخر الأكاذيب التي يروج لها تيار الإسلام السياسي أنه المخلص، وأنه وكيل الثوار في تحقيق أهداف الثورة، ولكنه لم يستطع تحقيق أبسط شروط العدالة المتمثل في القصاص الذي أمر به الله تعالى ممن قتلوا شهداء الثورة! صحونا على أكذوبة البرلمان! وأخشى بسبب صفقة فاسدة أن نصحو على رئيس أكذوبة! لن تنطلي هذه الأكاذيب على الشعب المصري.. مرة أخرى الشعب تغير.. وهناك ثورة حقيقية قامت. ---------------- خبير إعلامي