يبدو أن مفهوم الثوره المصريه لم يعد مفهوما واحدا بالنسبه لمختلف القطاعات فى مصر فقد أختلفت نظرة الفئات المختلفه من الشعب والسلطه الحاكمه للثوره كل حسب هواه وحسب رؤيته الشخصيه وربما مصالحه بكل اسف فاصبحنا نسمع الجميع يتحدث عن الثوره لفظيا ولكن كل منهم بحمل فى قلبه معنى ومدلول مختلف للكلمه.فالمجلس الأعلى أعتبر الثوره نجحت بالقضاء على سيناريو التوريث وليس حتى عزل مبارك ويعتقد ان أى تظاهرات أو مطالب أخرى هى من قبيل الطمع وأعمال الشغب وربما التجاوز فى حق الوطن ولذلك هو يتعامل مع كل مطالب ومظاهر الثوره خلال العام الماضى بالقطعه وببطء شديد بما يحافظ على وجوده فى السلطه ويحافظ على النظام القديم بكافة اساليبه وقياداته لأنه لم ير يوما انه نظام فاسد او حتى فاشل لأنه ببساطه كان جزأ لايتجزء من هذا النظام. الاخوان المسلمون أعتبروا ثورتهم نجحت بسقوط مبارك ونجله وخروجهم الى العلن فى مقرات حديثه وأعتبروها انتهت وخرجوا منها تماما بحصولهم على مقاعدهم المرجوه بمجلسى الشعب والشورى بل وأصبحوا ينددون بالدعوه لثوره جديده فى يناير الحالى بالقول على لسان أحد متحدثيهم الرسميين أن الدعوه للثورات لاتتم عبر الانترنت أو تويتر وكأن تورتنا فى الخامس والعشرين الماضى تمت الدعوه لها عن طريق الغاكس أو مكاتب الارشاد والتوجبه المعتوى. أما الاخوه السلفيون فلم يفكروا فى الثوره اطلاقا ولم تكن لهم ثوره فى السابق ولن تكون فى اللاحق وهم مازالوا على عهدهم بعدم الخروج على الحاكم والكفر بالديمقراطيه وأعتبروا ان الثوره المصريه حققت مالم يستطيعوا حتى التفكير فيه وهم يستخدمون وساثلها للوصول لمقاعد الحكم ثم القضاء عليها تماما لعدم ايمانهم بقواعد حرية الفكر والاعتقاد والابداع. اما الثوار الحقيقون الذين دعوا للثوره وحركوا الشعب المصرى كله للخروج معهم ومؤازرة مطالبهم العادله والمشروعه فى اسقاط النظام كله وتحقيق امل الشعب فى العيش والحريه والعداله الاجتماعيه وهم فئة الشباب المتعلم الواعى بحاضره والناظر لمستقبله ومعه معظم الطبقه المتوسطه المثقفه فلم يتحقق شيء من مطالبهم الرئيسيه اللهم الا عزل الرئيس وابنه ومازالت مطالب المصريين الأساسيه معلقه لم يظهر فى الأفق مايدل على انها فى طريقها للتنفيذ فما زالت القيادات الفاسده والفاشله فى مواقعها منذ عصر المخلوع من قيادات البنوك الى رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الهيئات القضائيه ومجالس ادارة الشركات وجميع القبادات الثانيه والوسطى فى كل الوزارات ورؤساء الاجهزه والمصالح الحكوميه وكذلك قيادات الاعلام والصحف.باختصار شديد لايوجد هناك ثمة تغيير ومازال النظام الذى قامت من اجل اسقاطه ثورة الخامس والعشرين من يناير حيا يرزق وقائما يحكم البلاد بطولها وعرضها ولهذا السبب وحده فان الثوره مستمره فى عقل وقلب هؤلاء النخبه العظيمه من ابناء مصر فطالما لم تتحقق مطالبهم فى الحياه الحره الكريمه والعادله مع تغيير كامل النظام سيظلوا ثائرين منتفضين ولن ينعم اى نظام قادم بالاستقرار السياسى مهما كانت الوسائل التى اتت بهذا النظام تبدو ديمقراطية الشكل. أما فئات الشعب المصرى الاخرى الفقيره والمهمشه والتى لم تشارك فى الثوره وجلست تراقب احداثها وتتلمس نتائجها فالثوره بالنسبة لهم ببساطه عنت تحقيق مطالبهم الاساسيه البسيطه فى سهولة الحياه والشعور بالامن ووظائف لابنائهم العاطلين ومسكن بسيط للشباب المقبل على الزواج ان هو استطاع فعلا أن يقبل عليه وهؤلاء الناس مازالوا ينتظرون وسينضمون للثوره حتما وسيرتفع صوتهم عاليا بالاحتجاج والاعتصام وربما الاضرابات لتحقبق مطلبهم الشرعى فى حياه امنه مستقره.ولذلك فانه فى اعتقادى الشخصى واعتقاد كثيرين غيرى فانه ان لم يستجاب لمطالب الثوار وحاجة فئات الشعب الفقيره للعداله الاجتماعيه فان الثوره مستمره بمختلف فاعليتها من مظاهرات واعتصامات واحتجاجات وربما اضرابات والمسئوليه تقع الان على كاهل المجلس الأعلى وحكومته وكذلك برلمان الثوره المنتخب فاذا كنا نرغب حقا فى الاستقرار السياسى والاقتصادى فعلينا اليدء فورا ودون تباطؤ او تواطؤ فى تنفيذ مطالب الشعب وثورته من تغيير كامل للنظام الى وضع أسس الدوله المدنيه الحديثه الى تحقيق العداله الاجنماعيه والكرامه الانسانيه لكل المصريين.