يبدو أن السوق العالمية والظروف باتت تسمح الآن بإطلاق السيارة الطائرة على الطرقات وفي أجواء المدن التي أصبح معظمها يعاني من الزحام المروري. السيارة الطائرة ليست فكرة جديدة، فقد عرفها العالم منذ العام 1946، حيث تم في البداية صنع 6 نسخ منها فقط. وكان الاختراع من بنات أفكار مولتون تايلور، الذي صممها بحيث تكون سهلة الاستخدام ويمكن للسائق تحويلها لطائرة أو سيارة في غضون دقائق، تضم مقعدين فقط، وتبلغ سرعتها على الأرض 60 ميلا، وعند التحليق في الفضاء تصل السرعة إلى 110 أميال عندما يكون ارتفاعها 12 ألف قدم، وسعرها يصل الآن إلى 800 ألف جنيه استرليني. وواجه النموذج الأول من السيارة الطائرة العديد من المشكلات من العمل فيه في عام 1946، فعندما بنى مولتون النموذج الأول منها بعد 3 سنوات من العمل، وكان ضربا من الخيال العلمي يضم مروحة في نهاية ذيل مخروطي طويل، لكن النموذج فشل في التحليق. لم ييأس تايلور، وعمل أولا على زيادة سرعتها على العشب الأخضر، ثم أدخل عدة تعديلات استمرت شهرا واحدا فقط، لتستطيع السيارة التحليق في الجو، وكانت رحلتها الأولى من لونجفيو إلى واشنطن، ليبدأ تايلور في تلقي التمويل من المستثمرين. تم بيع أول 3 نماذج ب 25 ألف دولار، وهو ما كان يعادل وقتها 15.800 جنيه استرليني، وكان الأمل في تصنيع كميات كبيرة من السيارة لتصبح تكلفتها أقل، لكن ماحدث أن الشركة لم تستطع تسويق 500 سيارة، رغم أن تايلور كان يراهن على أن عملية التحول من السيارة للطائرة تستغرق وقتا أقل من 10 دقائق، وبسهولة العملية التي يسهل على سيدة ترتدى معطف فرو وتنتعل حذاء عالي الكعب القيام بالمهمة. كان لتايلور أفكار خاصة، وكان يحلم بأن يكون لسيارته أجنحة يمكن طيها إلى الوراء ويتم سحب الجزء الخلفي للطائرة أوتوماتيكيا للتحول إلى سيارة. في عام 1954 بدأت الشركة الأمريكية في إنتاج نموذج بقوة 150 حصانا ولها 4 سلندرات، وأصبحت أول طائرة من هذا النوع معتمدة من إدارة الطيران الاتحادية، وتم إنتاج 6 قطع منها، فيما واصل تايلور العمل على تطويرها طوال حياته، ورغم ذلك ظلت اسيارة الطائرة حلما بعيد المنال للكثيرين، رغم خروجها من رحم الخيال إلى فضاء الواقع، فلم يكن الحصول عليها ميسورا بسبب تكلفتها العالية. وفي عام 2009 عاد الأمل بخروج الفكرة من شرنقة الماضي، وبدأت شركة أمريكية أخرى في تصنيع السيارة الطائرة، وباتت النسخ الأولى جاهزة لتسليمها لأصحابها.. ورغم أن التكلفة ماتزال عالية رغم الفارق الزمني وقيمة العملات، فسعرها الجديد هو 800 ألف جنيه استرليني، ورغم ذلك فإن كثيرين الآن يمكنهم دفع هذا المبلغ نظير التحليق بسياراتهم عندما يكون الطريق مزدحما على الأرض، رغم أن الخبراء يقولون إن الفارق في الأداء ليس كبيرا بين النموذجين، القديم والجديد.