سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على فوز السيدة هالة شكر الله بمنصب رئاسة حزب الدستور الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الحين لم يتوقف الصحفيون عن إزعاجها، نظرا لسمعة حزبها "الدستور" الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل. أوضحت الصحيفة - في تقرير بثته الاثنين على موقعها الإلكتروني- أن شكر الله هى أول سيدة - وأول قبطية – تتولى زعامة حزب مصري رئيسي، موضحة أنه في الوقت الذي يبدو فيه أن الثورة المصرية حققت القليل من أهدافها، يأتي انتخاب هالة كتذكير بالتغييرات الاجتماعية المفاجئة التي حررتها الثورة أو على الأقل هذا ما تراه شكر الله. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن شكر الله - 59 عاما- قولها "ما نراه الآن هو شئ يحدث على أرض الواقع"، مضيفة "أعتقد أنه انعكاس للتغييرات التي حدثت لنفوس المصريين منذ ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث أن الشعب المصري لم يعد يرى مثل تلك العناصر المتمثلة في فوز امرأة قبطية برئاسة حزب ذات أهمية كبيرة مقارنة بما يطمح إليه الشعب". ولفتت الصحيفة إلى تهميش السيدات والأقباط على مر التاريخ سياسيا، ولكن انتخاب شكر الله يشير إلي بدء التغيير الناجم عن تطور الوعي الوطني، والفضل يرجع إلى ثورة يناير التي شجعت الشعب المصري على تحدي الهياكل الاجتماعية. وقالت الصحيفة إن ثمة دلائل أخرى على التغيير الحادث في تفكير المجتمع المصري، موضحة أنه في شهر ديسمبر الماضي تولت الطبيبة اليسارية منى مينا رئاسة نقابة الأطباء المؤثرة، التي سبقها إليها رجال إسلاميون محافظون، مشيرة إلى أن الفضل في ذلك يرجع إلى الدستور المصري الجديد الذي يتفوق كثيرا على أي دستور سبقه عندما يتعلق الأمر بحقوق المرأة. ونقلت الصحيفة عن شكر الله تساؤلها "كيف لنا أن نتوقع تغيير الحكام بينما لا تتغير المعارضة السياسية، وكيف لنا أن نتوقع وجود تداول في السلطة بين الأحزاب الحاكمة بينما لا تقوم بذلك أحزاب المعارضة؟". وفي السياق ذاته، أشارت شكر الله إلى ضعف الأحزاب السياسية ومنها حزب الدستور، ليس كسلا من الأحزاب ولكن لأنه لم تسنح لهم الفرصة للتطور تحت حكم مبارك وأسلافه، قائلة "إن القوة المنظمة الوحيدة التي أتيحت لها فرصة التطور كانت جماعة الإخوان المسلمين. تحطمت الحركة الديمقراطية في مصر، الأمر الذي لا يراه الغرب بداية منذ السبعينيات وحتى الثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من القرن الحالي .. حيث أنك لا تستطيع التظاهر دون أن يتم القبض عليك. كما لم يكن مسموحا لمفكري الطبقة الوسطى والتحركات الاجتماعية بالتجمع، في الوقت الذي تمكن فيه الأخوان المسلمون من التسلل للأحياء الفقيرة من خلال المساجد". وقالت شكر الله للصحيفة إن الأحزاب السياسية كحزب الدستور بدأت الحياة عقب ثورة 2011 وستستغرق وقتا لتتمكن من تطوير نفسها، مشيرة إلى أن انتخابها يظهر أن الثورة تؤتي ثمارها وإن كان ذلك ببطء وأن الزخم الذي تولد بفعل ثورة الخامس والعشرين من يناير مازال موجودا.