هو .. اللواء أركان حرب مصطفى السيد محافظ أسوان الذي شغل من قبل منصب مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وتولي العديد من المناصب القيادية من بينها رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد الجيش الثاني الثاني الميداني وشارك في حربي الاستنزاف و6 اكتوبر 1973 ونال ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة. تخونه الكلمات أحيانا، وتعوزه الدبلوماسية في تصريحاته - لذلك لا يكاد يجد وقتا ليلتقط أنفاسه ويمارس مهام منصبه؛ ومع ذلك وما إن تهدأ المظاهرات والاعتصامات حتى يسارع بافتتاح المشروعات المختلفة، ويفاجئ المصالح والمدارس في أسوان، لكنه يعود ليصطدم بحدث سيئ آخر، لتعيش المحافظة تحت الحصار ولا يجد السيد اللواء مكانا يجلس فيه، فتستضيفه إحدى الاستراحات لتمضية الوقت حتى ينتهي الاحتجاج، وفي بعض الأحيان يعود ليجد بعض الخسائر وقد أصابت مبنى الديوان العام، فينشغل في عمليات الإصلاح والترميم. وعلى سبيل المثال وفي يوم 4 سبتمبر 2011 بدأ الاعتصام المفتوح للنوبيين أمام مبنى المحافظة، وشارك فيه أبناء النوبة في أسوان ومختلف محافظات الجمهورية.قبل ان ينفض في 11 سبتمبر وبعد ثمانية أيام متتالية وذلك بعد لقاء بعض القيادات النوبية برئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور عصام شرف.
وكان شهر أكتوبر الماضي بدأ بأشد الأزمات صعوبة على المحافظ وأسوان، بل مصر بأسرها، وهي أزمة كنيسة"الماريناب"، ذلك النجع الصغير الهادئ على أطراف مركز إدفو، حيث يعيش بضع عشرات من المسيحيين إلى جانب إخوانهم من المسلمين الذين يعدون بالآلاف. يومها وجد السيد نفسه فجأة في قلب العاصفة، وبدرت منه تصريحات غير موفقة بشأن الازمة، استغلها المغرضون، لشن حرب ضده، وطالبوا بإقالته، بل تعرض لشتائم وألفاظ خارجة..ثم كانت الفاجعة بأحداث ماسبيرو المأساوية، والتي لم تجف دماء ضحاياها حتى الآن! وفي 5 أكتوبر الماضي، وقبل أن تنتهي أزمة الماريناب وقع حادث مأساوي جديد حيث غرق أكثر من 10 أشخاص في مدينة "السباعية" التابعة لمركز إدفو كانوا يستقلون أحد اللنشات. واندلعت احتجاجات نوبية عنيفة ، وهذه المرة كانت بسبب مصرع مراكبي نوبي يدعى محمد رمضان هلال برصاصة من السلاح الميري لشرطي سري بقسم شرطة أسوان يدعى محمد جارحي في أول أيام عيد الأضحى؛ إثر خلاف حول أولوية تحميل الركاب إلى حديقة النباتات بين المراكبي وفرد حراسة بالمرسى النهري، تدخل الشرطي لفضها. قام بعدها المحتجون النوبيون بتحطيم مبنى مديرية الأمن وأضرموا النار فيه وحاولوا اقتحامه، وطالبوا بإقالة المحافظ، ومعه - هذه المرة - مدير الأمن. ومن أزمة الى احتجاج يمضي المحافظ الجنوبي أيامه بين اعتصام وإضراب لموظفي المطاحن، والعاملين المؤقتين بالديوان العام، وعمال الإسعاف والتأمين الصحي، وقطع للطرق والسكك الحديدية بسبب أزمة اسطوانات البوتاجاز.. حتى طلاب معهد الخدمة الاجتماعية نظموا اعتصاما مفتوحا بسبب حرمانهم من الامتحان. وفي كل احتجاج يطالب الجميع بإقالته.. أو حادث مأساوي مثل انهيار أحد الجسور وغرق عشرات المنازل، قبل موسم السيول! (العدد الأول 22 يناير 2012)